عندما تفتح خزانتك أو ادراجك ستجدها مليئة بأشياءً لست بحاجة فعلية لها مثل خمسة معاطف شتوية جميعها قادرة على تدفئتك او ان تجدين عشرة أقلام من أحمر الشفاه بعضها انتهت صلاحيته وقس على ذلك الكثير من الخزن والأدراج المكدسة، عليك أن تدرك أنك قد وقعت في فخ التسويق الالكتروني المبالغ به.

البساطةأو فن البساطة اسلوب جديد للحياة ظهر مؤخرا للتعبير عن التقليل من الأشياء الغير ضرورية وعدم الأنقياد وراء الشراء الأعمى لكل ما يظهر في الأعلانات والمتاجر الألكترونية والتسويق الالكتروني والبقاء بعيداً عن غوغاء تجميع الأشياء وتعبئة المنزل بكل ما نشتريه لمجرد الحصول عليه والشعور بالاكتفاء باقتنائه .

في هذا المقال سنتعرف على هذا الفن الجديد وكيف تستطيع الأقتياد به في حياتك بأسلوب يجعلك بعيداً عن عرضة الشراء لكل شيئ وأهميته على الحالة النفسية والتحسن الذي سيطرأ على حياتك الاجتماعية والمادية وكيفية الأستفادة من التسويق الالكتروني.

ماهو فن البساطة؟

يعتبر “فن البساطة “من الفنون القائمة على اظهار مدى ميلان الناس في أنفاقهم على الشراء بدون ان يكون لهذا الشراء حاجة  فعلية مطلوبة لحياتهم اليومية حيث يسعى فن البساطة الى تحقيق التوازن في الشراء و الوصول الى حياة بسيطة معبرة عن الرضا النفسي وتبسيط الامور في حياة الفرد بشكل يجعله قادر ان يتخلص من الاشياء الغير المستعملة في المنزل او في اي مكان يتواجد فيه وإعادة النظر في الإحتياجات الحقيقية و تجنب الأسراف بحيث يتم  تحقيق الوصول الى الراحة النفسية .

كيف نستطيع تحقيق البساطة من خلال  التسويق الالكتروني ؟

التسوق الألكتروني بسهولة

االتسويق الألكتروني بسهولة

1_تحديد الحاجة من المنتج:

اصبح التسوق في زمننا الحاضر سهل الوصول وبمجرد الحديث عن منتج معين تظهر لنا الاعلانات عنه على تطبيقات التواصل الأجتماعي ،فلقد شهد التسوق الأن تطورا كبيرا بفضل التكنولوجيا واصبح التسوق عبر الانترنت اكثر شيوعا عن ماكان عليه سابقا بحيث اصبح المشتري قادر على الشراء من اي تطبيق او متنجر الكتروني دون الحاجة الى الذهاب للمتجر الفعلي. حيث كان في الماضي قبل عصر التسويق الالكتروني عندما يريد المشتري التسوق يذهب الى متجر او متجرين محدد الغرض الأساسي لشراءه ،أما الأن يمكنك من خلال تطبيق ما يمكن الوصول لعدة متاجر يصل عددها للعشرات وتصفحها بوقت قصير مع أمكانية الحصول على خصومات ايضا تجعل المشتري يرغب في شراء المزيد لكسب الخصم دون وعي من المشتري ان كان بحاجة فعلية لهذا المنتج ام لا ،لذلك ان رغبت في شراء منتج ما من اي تطبيق يجب عليك ان :

  1. تحديد المنتج المعين الذي تريد شراءه وتحتاجه بشكل فعلي
  2. أن تعرف هل سيستمر هذا المنتج لديك لفترة طويلة وهل سيكون لديك مشكلة في التخلص منه لاحقا
  3. التركيز على جودة المنتج حيث ان الجودة اهم من الكمية

2_البحث عن المعلومات للمنتج :

يزداد اهتمام المشتري بالمنتج عندا يعلم انه مستدام وذو جودة عالية تلائم تطلعاته وايضا ان يكون السعر مناسب يلائم وضعه المادي  وان لا يصاب بخيبة أمل بعد الشراء فيصبح مضطرا لشراء منتج أخر وتكديس المنتجات في المنزل ،لذلك ان اردت اتخاذ القرار لشراء المنتج يجب عليك ان :

  1. النظر في السعر المناسب وقراءة التقييمات حول المنتج
  2. التحدث للأصداقاء او افراد العائلة للحصول على توصيات لأفضل المنتجات
  3. مقارنة المنتجات والجودة واختيار الأفضل والأنسب

3-تبسيط عملية الشراء والتخلص من الزيادة:

يفضل ان كان بالأمكان الشراء من المتجر الفعلي ان تذهب اليه حيث ان ذلك يجنبك الشراء لمجرد ان الكثير من الخصومات ظهرت على المنتجات الأخرى فتقع في مصيدة الشراء الغير النافع لحياتك الحالية وتكون بذلك قد حققت منفعة رياضية بانك قد مشيت الى المتجر وتختار المنتج ،بالأضافة إلى ان تتخلص من المنتجات الغير ضرورية القابعة في خزن منزلك ان كانت مشابهة للمنتج الذي ترغب في شراءه وان يكون المنتج يلبي بشكل فعلي ماترغبه لكي لا تضطر لرميه في الخزن بعد ذلك وأن يتكدس الغبار عليه

4_عدم الشراء لأجل المظهر الأجتماعي فقط:

الشراء لأجل المظهر الاجتماعي او الظهور بشكل جيد أمام الأخرين قد يؤثر بشكل سلبي على السلوك والقرارات المالية مثل شراء احدث الأجهزة الالكترونية دون المقدرة المادية او شراء سيارة باهظة الثمن للظهور بمكانة اجتماعية عالية وايضا سهولة الشراء لها عامل كبير وذلك بالأعتمادا على بطاقة الأئتمان الخاصة وتراكم الديون في الحساب البنكي

حيث أنه من الجيد الأهتمام بمظهرنا،ولكن يجب أن يكون القرار المالي مبنياً على الأعتبارات الشخصية والمالية أيضاً.

بعض التجارب الشخصية لممارسي فن البساطة ومحققي الاعتدال في التسويق الالكتروني:

قامت منصة نتفلكس بأنتاج وثائقي يدعى “فن البساطة” أو “Minimalism”  عن صديقين “جوشوا فيلدز ميلبورن “و “رايان نيكوديموس” وهما يكشفان لنا كيف لحياتنا ان تصبح أفضل بوجود الأقل. حيث يقول “رايان” ان الأوجه الجمالية مهمة لدي لكن اكثر مايهمني هو مكان خال من الفوضى بحيث يتماشى كل شيئ مع التصميم البسيط حيث ان الناس كثيرا ماتخلط بين بين البساطة والسهولة حيث ان مزاولة حياة بسيطة يتطلب الكثير من الجهد ليكون معتمدا اما السهولة فهي مجاراة النمط السائد مثل الذهاب الى “ايكيا” وتشتري الاثاث بخس الثمن كلما ظنتت انك بحاجة الى قطعة اثاث او طاولة.

اما”جوشوا” يشرح لنا كلما أنه حصلنا على مساحة أكبر، نملأها بمزيد من الأشياء ومع حصولنا على أشياء أكثر نحتاج مساحة أكبر،فنلجأ إلى المخازن أو الى منازل أكبر، ولا نتوقف حقاً لنتساءل “ما الذي لا غنى عنه؟ ماهو ضروري؟” ثم،”كم من هذه الأشياء تضيف قيمة إلى حياتي على الإطلاق؟”

تقول “ريتشنا فارما” كان التسوق عكازا، كان مكاناً ألجأ إليه.يحب بعض الناس الأكل بدافع العاطفة ،كنت اتسوق بدافع العاطفة .

أما “اميليا فيبس” فتقول كان أكثر مايهمني هو الصفقة لذا كان أكثر مايهمني هو العثور على ذلك الشيء بخصم 99بالمئة الذي يمكنني الحصول عليه بخصم ضخم ،فيما تقول” كورتني والانس” كنت على الأرجح أشتري ذلك الشيء لظني انها الفرصة الوحيدة التي سأحظى بها.

حيث يظهر الوثائقي ان الأشخاص الذين اتبعوا البساطة في حياتهم وأصبحوا قادرين على التخلص من الأشياء الزائدة في منازلهم أقروا بحدوث تغيير جذري في حياتهم وجعلهم يعيدون تقييم حياتهم وأهدافهم وبدؤوا يجدون أنفسهم مجددا لأنهم كانوا يشعرون بالوفرة البالغة اي الوفرة حيث كل شيء يجب أن يكون موجود في منازلهم

يقول “رايان” بدأت بالحرية للمرة الاولى في حياتي ،استعدت وقتي ،وبينما كنت أغير حياتي كنت انصب تركيزي على المجتمع ،وليس على الشراء،العطاء وليس الأخذ،الناس وليس الأغراض .

الخلاصة

في النهاية البساطة تجلب السعادة والراحة وتجعل الشراء أكثر سلاسة من غير تعقيدات حيث ان التسوق في الزمن الحاضر أصبح أكثر مرونة وتنوعا لذلك يجب علينا أن نستمتع بحياتنا بشكل متوازن بين الشراء لأجل التسوق والمظاهر الأجتماعية وبين تلبية الأحتياجات الحقيقية .

أخبرني هل تجد نفسك قادرا على تلتزم بأسلوب حياة يعتمد على البساطة ؟.