“الشخص الذي يمتلك قوة التركيز يستخدم كل الأفكار البناءة ويطرد كل الأفكار الهدامة”.
هذا ما يعتقده(William Walker Atkinson)
أما أنت، هل سألت نفسك يوماً ما هي أهم الصفات والمهارات التي تميز العظماء والناجحين؟
من منطلق النادر هو المطلوب، برأيك ما الذي يمكنه أن يجعلك مميز بعصرنا الحالي؟
لا شك أن قوة التركيز هو شيء نستخدمه بتحقيق أهدافنا والقيام بأعمالنا ونشاطاتنا المختلفة مثل التواصل مع الآخرين والقدرة على الإنجاز.
فالشخص المميز بهذه المهارة سيجد  أمامه العديد من الفرص المتاحة ولا ريب أن قوة التركيز  ستعيننا على المحافظة على مستوى أدائنا الفعلي على جميع الأصعدة.
سنتحدث بهذا المقال عن أهمية قوة التركيز، وكيف تؤثر السوشل ميديا على قوة التركيز بحياتنا، وسنطرح أهم الخطوات العملية لزيادة التركيز بحياتنا.

التركيز صفة العظماء والناجحين:

أنا بالعديد من المواقف بحياتي قد تم توجيه انتباهي لأشخاص أو أقارب يستطيعون التركيز والإنجاز لساعات وساعات وهذا بالفعل انعكس على جودة حياتهم وإنتاجهم.

 

وإن أهم نتائج قوة التركيز تتلخص بما يللي:
  1. زيادة الإنتاجية: أي مجال بالحياة من الحرف اليدوية إلى الأعمال الإبداعية لابد فيه من التركيز اليومي للوصول إلى تراكم النتائج والنجاحات الباهرة بالحياة. هل تتوقع نجاح أي إنسان بمجاله بدون التركيز والاستمرار على العمل لفترة من الزمن؟ هذا يحدث فقط بالخيال! بالمقابل هذا الإنتاج يؤدي للثقة بالنفس لأنك أنجزت ونجحت بمجال عملك بالإضافة للراحة المادية والمعنوية.
  2. التخلص من الأفكار غير المرغوبة: لعل العديد منا عند الغضب أو الحزن يحاول بشكل تلقائي التركيز بشيء ما لينسيه ما هو فيه، وهي طريقة فعالة حقاً لأن العقل البشري لا يستطيع التركيز والانتباه إلا لشيء واحد بنفس اللحظة، وهذا يخفف عنا هذه المشاعر و الأفكار.

    قوة التركيز أكثر ما يميزك عن غيرك...دليلك لتحسين قوة تركيزك

    أثر التأثير المتراكم يظهر بكل مناحي حياتنا

  3. إتاحة الفرصة للتأثير المتراكم : الدراسة الجامعية، المشاريع والتجارية وجميع مجالات الحياة لن ترى وتقطف ثمار معتبرة منها قبل أن يظهر التأثير المتراكم لما تفعله بالفعل. يجب علينا أن نصبر ونستمر على بالتركيز لفعل محدد ولفترة كافية حتى يأتي بالعوائد المنشودة والمنتظرة منه على أية حال.
  4. زيادة جودة العمل: يوجد فرق كبير جدا بين شخصين أحدهما يقوم بعمله بإتقان و تركيز على أدنى التفاصيل ويعطيه الوقت والجهد الكافي وآخر لا يعطي لا الوقت ولا الجهد الكافيين حتى لإظهار حد أدنى من الجودة المطلوبة لو كنت ستوظف أحد الشخصين فمن ستختار؟ من المؤكد الشخص الثاني. وهذا يؤيد أن قوة التركيز ستزيد جودة عملنا بالفعل فأنت تزيد الوقت والطاقة لعمل معين وهذا بطبيعة الحال سينعكس على جودة هذا العمل وقبوله عند الآخرين.

السوشل ميديا و قوة التركيز:

عصرنا الآن هو عصر الإنترنت ولا يغيب عن عاقل فينا أثر السوشل ميديا الهائل على حياتنا.

 

 أفادت دراسة بالمجال أن مدى الاهتمام هو ما يسمح للفرد بالتركيز على أي مهمة معينة لفترة زمنية مناسبة دون أن يصيبه التشتت وإن القدرة على التركيز على مهمة ما في متناول اليد، والانتباه لها له تأثير حاسم في تحقيق الأهداف وإنجاز المهمة التي نحن في صددها، وفقا لإحصائية بالدراسة: انخفض متوسط فترة الانتباه من 12 ثانية في عام 2000 إلى 8.25 ثانية في عام 2015.
طبيعة استخدام هذه التطبيقات وكيفية عرض المحتوى فيها يجعلنا نستمر بسحب الشاشة لمزيد من المحتوى لاستهلاك سريع وغير محسوب وهذا يؤثر بشكل كارثي على مدى تركيز.

 

بالمجمل السوشل ميديا تؤثر على قوة التركيز فتسبب الآتي:
  1. التشتيت الانتباهي:عندما نتعلم مهارة بحياتنا تجد دماغنا يقوم بإنشاء شبكات من الوصلات العصبية؛ التي من شأنها بناء هذه المهارة وجعلنا أكثر كفاءة بأداءها مرة بعد مرة، وهذا الأمر ينطبق على أي شيء نداوم عليه بحياتنا، وهذا نراه واضحا بتشتيت الانتباه حيث أننا ومن دون أن نشعر نبادر بتقليب المحتوى بشكل سريع ومفرط ومن دون حتى تقديم الانتباه الكافي على محتوى ممكن أنه يهمنا بالفعل؛ حيث أنه من الأساس تم إنشاء هذه المنصات لهدف زيادة استهلاك المحتوى من قبلنا وهذا بشكل بديهي يبني عندنا التشتت بالانتباه.
  2. بناء ذاكرة سطحية: لاعب كمال الأجسام في حال لم يدرب عضلة لفترة من الزمن تراها أصبحت ضعيفة وهشة، وهذا بالفعل ما يحصل معنا فالمحتوى السريع والسطحي المستهلك يجعل ذاكرتنا طويلة الأمد قليلة التدرب ويفقدنا مهارة التفكير العميق رويداً رويداً.
  3. الانغماس الدائم: نجد انفسنا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حالة من التعب والإنهاك غير القابل للتوقف، فإفراز الدوبامين يمنعنا من التوقف فهذه حقنة الإدمان بعصرنا الحالي.

    قوة التركيز أكثر ما يميزك عن غيرك...دليلك لتحسين قوة تركيزك

    بكثرة المهام أنت تحكم على نفسك بالتشتت وعدم التركيز

  4. الضغط لكثرة المهام: من منّا ليس عنده المئات من الأصدقاء ونضطر في كثير من الأحيان للتنقل من وسيلة تواصل لغيرها؛ ونتيجة لذلك نرى أنفسنا أمام كم هائل من المحادثات التي ينبغي الإجابة عنها وعدد من الأصدقاء التي يجب معايدتهم ولا ننسى أن هذا كله بالإضافة لمهامنا اليومية وتواصلنا الحقيقي وعلاقاتنا الأساسية.

كيف نحسن قوة التركيز بحياتنا:

هناك العديد من الأدوات والأساليب التي من شأنها زيادة قوة التركيز بحياتنا سنذكر أهمها وأكثرها نفعاً:
  1. تركيز كامل الذهن: أو ما يسمى (mindfulness practice) كما اتفقنا كل شيء بحياتنا يحتاج لتدريب وهنا سندرب عضلة التركيز لدينا؛ من خلال وضع وقت معين للتركيز الكامل وبذل مجهود للقيام بذلك مثلا التركيز وأنت تقوم بالرياضة بكل حركة وبكل جلوس وبكل نفس تقوم به أو التركيز لمدة معينة على تفاصيل تصميم ما، أو القراءة والتركيز لمدة معينة أيضاً.
  2. الراحة ثم الراحة ثم الراحة: لا تتوقع من المخ أن يخدمك ويقوم بالتركيز وأنت بالأصل عرضته للإنهاك والتعب التام وبعد كل ذلك تتطلب منه أن يركز على مهمة معينة.

    قوة التركيز أكثر ما يميزك عن غيرك...دليلك لتحسين قوة تركيزك

    مختصر الكلام في قوة التركيز أن تقوم بعمل واحد بوقت واحد

  3. مهمة واحدة بوقت واحد: سنجد نتائج مبهرة على مستوى التركيز بحياتنا بمجرد أن نهون على دماغنا الأمر ونقول له هاك مهمة واحدة فقط علي أن يقوم بها بوقت واحد فهو مجبول على التركيز بشيء واحد.
  4. تجنب الجوع والعطش: هناك دراسات أفادت بنقصان التركيز عند الأشخاص اللذين لم يشربوا الماء لعدة ساعات متواصلة.
  5. تقبل عدم التركيز: لا تتوقع أن يكون تركيزك كامل من أول محاولة وخصوصا كثرة المشتتات بعصرنا عليك تقبل عدم تركيزك بكثير من الأوقات والسعي لاكتساب مهارة قوة التركيز شيئاً فشيئاً.
في الختام نجد التركيز بحياتنا هو أهم ما يمكن أن يجعلنا من العظماء والناجحين.
وأدركنا حجم تأثير السوشل ميديا على واقعنا وحياتنا.
وذكرنا بعض من الأدوات التي من شأنها أن تساعدنا على قوة التركيز بحياتنا.

 

أود التأكيد أن قوة التركيز مهارة بحد ذاتها ومثلما فقدناها شيئا فشيئا يجب علينا أن نصبر عليها حتى نراها تنمو وتصبح سمة مميزة في شخصنا تجعلنا مختلفين عن الكثيرين.

 

إذا أعجبكم المقال فبادروا بالتعليق.