ظهر مفهوم التنمية المستدامة في تقرير الأمم المتحدة عام 1987، وفي عام 2000 تم قيام مؤتمر عالمي للتنمية والاتفاق على 8 أهداف يعملون عليها حتى نهاية سنة 2015 وسميت ” بالأهداف الإنمائية الألفية”. لكن للأسف لم يتم تحقيقها وتراجعت المؤشرات وكان يعتقد الجميع أن السبب هو في عدم الالتزام القوي للدول. ثم اعتمدت دول الأعضاء في الأمم المتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وتم تحديد 17 هدفاً لتحقيقها. وفرض تقديم تقارير بشكل دوري سواء كانت الدولة متقدمة أو نامية. لكن ما هي هذه الأهداف؟ وما تأثيرها على حياتنا؟
ما المقصود بالتنمية المستدامة؟
هو مصطلح اقتصادي وعنصر أساسي للاستقرار والتطور الإنساني والاجتماعي، وتقوم التنمية المستدامة بتلبية احتياجات الحاضر دون التعرض لخطر قدرة الأجيال القادمة على تلبيتها. وتعمل على تحقيق التوازن في المجتمع مقابل الأخذ بعين الاعتبار العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي نواجهها. كما توفر حلولاً لمعالجة المشاكل مثل التلوث والتغير المناخي وتدمير الموارد الطبيعية وتدهور نمط معيشة حياة السكان الحاليين والمستقبليين. من خلال دراسة الماضي والتعلم منه والتخطيط نحو مستقبل أفضل.
أبعاد التنمية المستدامة
تتضمن التنمية المستدامة ثلاثة أبعاد رئيسية نعمل معاً لتحقيق التوازن والاستدامة في التنمية الشاملة. هذه الأبعاد هي:
-
البعد الاجتماعي
يسعى هذا البعد إلى تحسين نمط حياة جميع السكان، بما في ذلك الفئات السكانية الضعيفة، واستقرار النمو السكاني، حيث تصل الزيادة السكانية إلى 80 مليون شخص في كل عام. وتكون هذ الزيادة 85% في دول العالم الثالث والتي تمتاز بالفقر والتخلف. والعمل على عدم تدفق الأفراد إلى المناطق الحضارية من خلال الخدمات الصحية والتعليمية الريفية المتقدمة. وينطوي على تعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والاندماج الاجتماعي ومشاركة الناس في مراحل التخطيط والتنفيذ، وتعزيز المساواة بين الجنسين، بغض النظر عن خلفياتهم أو ظروفهم.
-
البعد الاقتصادي
يركز هذا البعد على تعزيز الرخاء والإنتاجية والابتكار مع ضمان استخدام الموارد بكفاءة ومساواة. وينطوي ذلك إلى زيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل مستدامة، والحد من الفقر وعدم المساواة بين الأفراد، كما أنها تنطوي على تعزيز ممارسات الاستهلاك والإنتاج المسؤولة التي تقلل من النفايات والتلوث، فضلاً عن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والتكنولوجيات الخضراء.
-
البعد البيئي
يهدف هذا البعد إلى حماية وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام، والحفاظ على جودة البيئة والتنوع البيولوجي للأجيال الحالية والمستقبلية، وتعزيز الاستخدام المستدام للأراضي، وإدارة المياه، وممارسات التخلص من النفايات التي تقلل من التدهور البيئي وتغير المناخ.
أهمية التنمية المستدامة
تحظى التنمية المستدامة بأهمية كبيرة لعدة أسباب منها:
- تحقيق التوازن البيئي : تكمن أهميتها في تحقيق التوازن بين احتياجات البشرية وحفظ البيئة، من خلال تبني نماذج تنموية تحافظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية. والتقليل من الأضرار التي تصل إلى عدم القدرة على دعم الأجيال الحالية والقادمة.
- توفير الاحتياجات الإنسانية : يتم الادخار للأجيال القادمة مع ضمان تخصيص موارد للجميع. وهو يقوم على مبدأ تطوير البنية التحتية التي يمكن أن تستمر لفترة طويلة من الزمن.
- العدالة الاجتماعية والشمولية : تضمن توزيع الثروات بشكل عادل وشمولي، ومعالجة قضايا الفقر والحصول على التعليم والرعاية الصحية. وضمان مشاركة جميع فئات المجتمع في صنع القرارات ذات صلة.
- حفظ الموارد الطبيعية: تساهم في حفظ الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة والغابات، من خلال استخدامها بشكل مستدام وتقليل الهدر والتلوث.
- الاستقرار الاقتصادي: من خلال تبني نماذج تنموية مستدامة، يمكن تحقيق استقرار اقتصادي يستمر على المدى الطويل دون التأثير السلبي على البيئة والمجتمع.
أهداف التنمية المستدامة SDG
تتضمن هذه الأهداف تحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وهي خطة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع وهي:
- القضاء على الفقر : بهدف تحقيق الرخاء وضمان حياة كريمة للجميع.
- القضاء التام على الجوع: بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية.
- توفير الصحة الجيدة: ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار.
- التعليم الجيد: ضمان التعليم الجيد والشامل والفرص التعليمية على المدى الطويل.
- المساواة بين الجنسين: هدف تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء.
- توفير مياه نظيفة والنظافة الصحية: ضمان توفير المياه النظيفة والصحية للجميع.
- طاقة نظيفة وبأسعار مقبولة : هدف تعزيز الطاقة المستدامة والوصول إلى الطاقة بأسعار معقولة.
- الصناعة والابتكار : تعزيز الصناعات والابتكارات التكنولوجية.
- الحد من أوجه عدم المساواة : الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها.
- العمل اللائق ونمو الاقتصاد: تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتوفير فرص العمل اللائق.
- بناء مدن ومجتمعات محلية مستدامة: بناء مدن ومجتمعات شاملة للجميع وقادرة على الصمود.
- الاستهلاك والإنتاج بشكل أفضل : هدف تشجيع نماذج استهلاك وإنتاج مستدامة.
- العمل المناخي: هدف التصدي لتغير المناخ وآثاره وتخفيض انبعاثات الغازات الضارة.
- الحياة تحت الماء: حماية البحار والمحيطات واستخدامها على نحو مستدام.
- الحياة في البرّ: حماية
- السلام والعدالة والمؤسسات القوية : هدف إقامة مجتمعات سليمة وتعزيز العدالة والسلام في المجتمعات.
- عقد الشركات لتحقيق الأهداف: التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع لتحقيق التنمية المستدامة.
التعليقات 0
اضف تعليق