كثيراً ما نسمع في حياتنا اليومية ما يُسمى بالمضادات الحيوية….فما هي هذه الصادات ؟وكيف تعمل؟ وما أبرز مشاكلها؟

زادت الحاجة في العقود الأخيرة إليها هي عبارة عن أدوية يستخدمها الكثيرون إما لعلاج مرض، أو الوقاية من آخر، وهي فعالة بمختلف أنواعها على عديد من أجهزة الجسم المختلفة العصبية والصدرية والهضمية والبولية والهيكلية……


مفهوم المضادات الحيوية

المضاد الحيوي هو مادة كيماوية يقتل أو يثبط نمو الجراثيم، وتنتمي المضادات الحيوية إلى تصنيف أكبر من المركبات المضادة للعضويات الدقيقة، وتفيد لعلاج الأخماج التي تسببها الكائنات  الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا والفطريات والطفيليات وغيرها.


أهمية المضادات الحيوية

مع انتشار الإنتانات الجرثومية في الآونة الأخيرة ازداد الطلب على هذه المضادات الحيوية لما لها من تأثيرات عدة في التخلص والوقاية من معظم أنواع الإنتانات، منها:

القدرة على قتل بعض الجراثيم

هناك مضادات  حيوية مبيدة للجراثيم ، مثل البنسلين، تقتل البكتيريا. تؤثر هذه الأدوية عادة على تكوين جدار الخلية البكتيرية أو محتوياتها الخلوية أو حتى على DNA الخلية الجرثومية. بالتالي تمنع الجراثيم  من التكاثر وزيادة أعدادها.

القدرة على تثبيط بعض الجراثيم

النوع الآخر من المضادات الحيوية، ذلك الذي لا يقوم بقتل البكتريا بشكل نهائي إنما يضعفه إلى أقل درجة تجعله قادراً على التأثير في النسيج الهدف.

هناك بعض من أنواع الصادات يمكن اعتبارها مثبطة وقاتلة بنفس الوقت وذلك حسب نوع الجرثوم وطوره والجرعة المعطاة.

على سبيل المثال:

  1. الكلورامفينيكول مثبط للعصيات سلبية الغرام وقاتل للمكورات الإيجابية الغرام.
  2. الأيزونيازيد مثبط للعصيات السلية بطور الهجوع وقاتل لها بطور النشاط.
  3. اللينكومايسين قاتل وبالجرعات الأقل يكون مثبطاً.

  المعالجة الوقائية:

وهي غير مستطبة على الإطلاق إلا في حالات معينة:

  1. مريض لديه نقص مناعة وأمراض مزمنة وكان مخالط لمريض آخر مصاب بإنتان.
  2. بعض الإنتانات مثل التهاب السحايا بالمستدمية النزلية أو المكورات السحائية حيث يستطب إعطاء المعالجة الوقائية لكل المخالطين.

فالمضادات الحيوية مهمة لعلاج الالتهابات ومعظم أشكال البكتريا حيث إنها قد أنقذت أرواحا لا حصر لها.


 تصنيف المضادات الحيوية

للصادات الحيوية أنواع عديدة وتختلف آلية تأثير كل منها حسب الموقع الذي تعمل فيه كما يلي:

التصنيف حسب آلية التأثير:

  • صادات تثبط اصطناع جدار الخلية الجرثومية

أولاً_زمرة البيتا لاكتام: تؤثر في المراحل الأخيرة من اصطناع الجدار

هي صادات قاتلة للجراثيم، تثبط اصطناع الجدار الجرثومي بالتثبت على البروتينات الرابطة للبنسلين.

تؤثر على آخر خطوة في تركيب جدار الخلية الجرثومية (نقل الببتيد أو الربط التصالبي).أثبتت أمانها لدى حيوانات التجارب.

منها: البنسلينات Penicillin

والسيفالوسبورينات Cephalosporins

ومركبات الكاربابينيم Carbapenems

ووحيدات الباكتام Monobactam

بيتالاكتام أهم المضادات الحيوية

ثانياً_ صادات أخرى تؤثر في المراحل الأولى من اصطناع الجدار

منها: الغليكوببتيدات Glycopeptides

والفوسفومايسين Fosfomysine

والسيكلوسبورين Cyclosporine

والباكتراسين Bacitracin

  • صادات حيوية مؤثرة على الغشاء السيتوبلازمي

وتسمى ب:
البوليميكسينات Polymyxins

هي صادات حيوية قاتلة للجراثيم خصوصاً سلبيات الغرام بما فيها الزوائف الزنجارية متعددة المقاومة، E.coli، الكليبسيلا الرئوية، الجراثيم المعوية. ولها نوعان:

Polymyxin E (COLISTIN)

يتواجد بأشكال معدة للحقن أو للإنشاق

Polymyxin  B

يتواجد بأشكال معدة للحقن وقطرات ومراهم.

لهذه الأدوية سمية كلوية وعصبية مما يشير إلى أهمية إعطائها بالطريق الجهازي لإنقاذ حياة المرضى المصابين بالإنتانات.

  • صادات حيوية مثبطة لتصنيع بروتينات الخلية الجرثومية

الأمينوغليكوزيات Aminoglycosides
التتراسيكلينات Tetracyclines

صادات واسعة الطيف مثبطة لنمو الجراثيم.

تستعمل بشكل رئيسي لعلاج الحمى المالطية. من أصنافها:

تعتبر التتراسيكلينات العلاج النوعي لداء لايم ، لكن يُمنع إعطاؤها في عمر 8سنوات لذلك يُعتبر Amoxicillin هو الصاد النوعي لداء لايم تحت 8سنوات.

  • Tetracyclines انتقائي لعلاج القرحة الهضمية للقضاء على الملتوية البوابية.
  • Minocyclines انتقائي للتخلص من حالة حملة المكورات السحائية.
  • Doxycyclines انتقائي لعلاج داء لايم الذي تسببه البوريلا.

لا تسبب التتراسيكلينات أذية غضروفية.

تتراسيكلين

الماكروليدات Macrolides

ومنها الأزيترومايسين المنتخب لعلاج السعال الديكي.

اللينكوزأميدات Lincosamides
كلورامفينيكول Chloramphenicol
الستريبتوغرامين Streptogramins

السينيريد Syneride عبارة عن مزيج من صادين حيويين منSteptogramin (70% Dalfopristine إلى 30% Quinopristine)

صادات هذه الزمرة تثبط اصطناع بروتينات الخلية الجرثومية أما المزيج فهو قاتل للجراثيم ويتمتع بتأثير متأخر وطويل.

الأوكسازوليدينون Oxazolidinones

أهمها Linezolid صاد مثبط للجراثيم فعال ضد الجراثيم المقاومة للMethicillin والمقاومة لل Vancomycin.

  • صادات حيوية مثبطة لاصطناع الأسس البورينية والبيرميدينية

أولا_مثبطات اصطناع حمض الفوليك

السلفاميدات

هي فعالة ضد جراثيم معوية محددة في الجهاز البولي وضد النوكارديا.

تعد المشاركة المؤلفة من ال Sulfasalazine وال Pyrimethamine المعالجة المفضلة لتدبير داء المقوسات والملاريا المقاومة للكلوروكين.

ثانياً_مثبطات إرجاع حمض الفوليك إلى شكله الفعال حمض Tetrahydrofolic

التريميتوبيم Trimethoprim والبيريميتامين Pyrimethamine

ثالثا_مثبطات اصطناع حمض الفوليك ومثبطات إرجاعه إلى حمض Tetrahydrofolic

كوتريموكسازول Cotrimoxazole

مشاركة بين Trimethoprim و Sulfamethoxazole

فعال في علاج إنتانات الجهاز البولي وإنتانات الجهاز التنفسي بالإضافة إلى ذات الرئة بالمتكيس الكاريني والإنتانات الجهازية.

 

  • صادات حيوية مثبطة لتناسخ DNA الخلية الجرثومية

الكينولونات Quinolone
الكينولونات المفلورة Fluoroquinolones

حيث تثبط تناسخ DNA الخلية الجرثومية بتثبيطها أنزيمات DNA Gyrase

كل الكينولونات قاتلة للجراثيم .

ذات توافر حيوي ممتاز ويُسمح بإعطائها فموياً

ممكن أن تكون فعالة ضد اللاهوائيات بالجيل الرابع.

  • صادات حيوية تخرب DNA الخلية الجرثومية بآليات مختلفة

Nitrofurans

مثبت للجراثيم فعال ضد ال E.coli

مطهر بولي يتركز بالجهاز البولي بقيم عالية لذا يستخدم لعلاج إنتانات الجهاز البولي والوقاية منها كما في السكري (فعاليته أقوى في البول الحامضي).

نتروفورانتوئين (مطهر بولي) Nitrofurantoin

نيفروكسازيد (مطهر معوي) Nifuroxazides

مثبط لنمو الجراثيم، لا يمتص في الجهاز الهضمي لذا يعطى كمطهر معوي موضعي لعلاج الإسهالات الجرثومية الحادة والمزمنة.

Nito-Imidazoles

مترونيدازول (الفلا جيل) Metronidazole  تينيدازول Tinidazole

يشكل مركبات مرجعة سامة للخلايا التي ترتبط بالبروتينات وبالDNA داخل الطفيليات والجراثيم التي يؤثر عليها، مسببة موت هذه الخلية.

طيف تأثيره: المتحول الزحاري الحال للنسج والمشعرات المهبلية والجيارديا المعوية والجراثيم اللاهوائية.

يجب أن يتم العلاج به لمدة 14 يوماً للقضاء على المتحول الزحاري.

لا يسبب نقص صفيحات دموية.

صادات  تثبط تصنيع RNA الخلية الجرثومية

الريفامبيسين Rifampicin

التصنيف حسب التركيب الكيميائي:

مثل مركبات البيتالاكتام والأمينوزيدات……..

‎التصنيف حسب نوع التأثير:

من أجل معرفة نوعية تأثير الصاد يجب تحديد:

التركيز المثبط الأدنى(MIC):

وهو أدنى تركيز للصاد يثبط نمو الجراثيم في الزجاج، وهو يحدد عتبة الفعالية الدنيا للصاد.

التركيز القاتل الأدنى(MBC):

وهو أدنى تركيز للصاد يؤدي لقتل أكثر من 99.9% من الجراثيم بعد 24 ساعة من الحضانة في أوساط ممددة.

حتى يكون الصاد فعالاً يجب أن يكون تركيزه أعلى من التركيز المثبط الأدنى .

يعتبر الصاد قاتلاً للجراثيم عندما يكون MBCقريب من MIC.

بينما يكون الصاد مثبطاً لنمو الجراثيم عندما يكون MBC بعيداً جداً عن MIC.

التصنيف حسب طيف التأثير:

الصادات ضيقة الطيف :

تؤثر على مجموعة أو مجموعات محدودة من العوامل الممرضة مثل الأيزونيازيد.

الصادات الممتدة الطيف:

فعالة ضد إيجابيات الغرام وضد عدد ملحوظ من سلبيات الغرام مثل الأمبيسيلين.

الصادات الواسعة الطيف:

تؤثر على أنواع مختلفة من الجراثيم إيجابية وسلبية الغرام مثل التتراسيكلينات.


طريقة إعطاء المضادات الحيوية:

الطريق الفموي:

مُفضل من أجل الصادات ذات التوافر الحيوي الجيد، يُعطى في الإنتانات الخفيفة.

هو الطريق الأفضل للإعطاء بشكل عام، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار العوامل المتعلقة بخطورة الإنتان وموقعه وإمكانية إعطاء الصاد فموياً.

الطريق الخلالي:

في الصادات ذات التوافر الحيوي الضعيف، من أجل الإنتانات الخطيرة .

كل الأمينوغليكوزيدات تُعطى حقناً ما عدا النيومايسين يُعطى موضعياً بسبب سميته الشديدة.

الطريق الموضعي الخارجي:

لعلاج الإنتانات الموضعية (جلدي/عيني).

 


الآثار الجانبية والاختلاطات المتعلقة بالعلاج بالمضادات الحيوية:

الآثار الجانبية للصلدات

كما نعلم فإن للمضادات الحيوية فوائد كبيرة تتجلى في قتل أو تثبيط البكتريا، ولكنها أيضاً لها العديد من الجوانب السيئة والآثار التي بعضها ما يكون مدمراً لصحة الإنسان والتي تكوم في كثير من الأحيان ناجمة عن الاستخدام السيئ لها نذكر من هذه الجوانب:

  1. فرط الحساسية (وهو الأكثر شيوعاً) كما يحدث لدى استخدام البنسلينات والسيفالوسبورينات والفانكومايسين و…
  2. السمية العصبية عند استعمال البنسلينات والميترونيدازول.
  3. السمية السمعية والكلوية لدى استعمال الأمينوغليكوزيدات والفانكومايسين
  4. السمية الكبدية المميتة عند الحوامل(التتراسيكلينات).
  5. التهاب وريد في مكان الحقن (لدى الكثير من الصادات).
  6. الإسهال بأنواعه….
  7. حمى وقشعريرة….
  8. الغثيان والإقياء.
  9. اضطرابات نفسية واضطرابات المزاج.
  10. حصار النقل العصبي العضلي (الأمينوغليكوزيدات).
  11. سوء اصطباغ الأسنان ونقص تنسجها(التتراسيكلينات).
  12. فقر دم انحلالي عند المصابين بعوز أنزيم G6PD(كلورامفينيكول والسلفاميدات).
  13. فقر دم عرطل (التريميتوبيم).
  14. فرط بيليروبين الدم (ستربتوغرامين).
  15. نقص الصفيحات (الأوكسازوليدينون).
  16. اعتلال أعصاب محيطي خاصة لدى مرضى السكري (نتروفورانتوئين).
  17. إنتانات انتهازية إضافية.
  18. الصادات الواسعة الطيف تؤهب للإصابة بالمبيضات البيض.
  19. الإصابة بالفطور.

اقرأ أيضاً:

كيف تهدد مقاومة المضادات الحيوية عالمنا؟


وهكذا نجد أن المضادات الحيوية لها أهمية بالغة في علاج ووقاية العديد من الأمراض المتفشية ولكن ينبغي استخدامها ووصفها ببالغ الحذر تجنباً لأي خطر قد تكون عواقبه وخيمة على النفس البشرة وذلك بدراسة تأثيره وفاعليته وتحديد الجرعة المناسبة منه ودراسة الجسم البشري ومقدار تحمله.