تلعب الهوية البصرية دوراً محورياً هاماً في تشكيل الصورة الذاتية للشركات والمؤسسات، فهي بمثابة المظهر الخارجي الشخصي والذي يشكل الانطباعات العامة عن الشركة وأناقة المحتوى أو الخدمات التي تقدمها الشركة للعملاء والزبائن، ومن ثُمَ الإسهام في ترسيخها في الأذهان، بحيث تبقى عالقة بها لأمد طويل، مما يساعد الشركات على زيادة مبيعاتها وتحقيق أهدافها في النمو وتثبيت أقدامها في السوق الذي تعمل به.

خلف هذا الانطباع هناك مجموعة من العوامل والقواعد والاستراتيجيات التي تقف وراء قوة وحضور هذه الصورة، والتي سنتعرف عليها في هذا المقال:

ما هي الهوية البصرية:

هي جميع العناصر المرئية التي تظهر للعملاء والزبائن، وتحتوي على الصور والرسومات والمكونات البصرية لعلامتك التجارية؛ فهي كل ما يراه العميل ويربطه بك بصرياً ويبقى عالقاً في ذهنه وبالتالي يخلق قصة علامتك التجارية ويبني شخصيتها وصوتها أمام الآخرين.

أهمية الهوية البصرية للشركات:

تقوم العديد من الشركات كل عام بإنفاق آلاف بل ملايين من الدولارات من أجل تصميمها وإنشائها والعمل على تطويرها. فذلك يدل على الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها الهوية البصرية، سنوضح فيما يلي ما أهمية الهوية البصرية:-

1. امتلاك تأثير قوي في السوق:

يجب الحرص على إنشاء هوية بصرية مميزة تساعد على لفت انتباه جمهورك المستهدف وتصف منتجك وتدل عليك، فمثلاً عندما يتجه الناس إلى اختيار منتج ما فإن أول ما يجذب انتباههم فيه هو شكل العبوة أو الغلاف وتصميمه والألوان المميزة له وكيف يبدو اللوجو أو الشعار.

2. تصف الهوية النشاط التجاري الذي تقدمة من خلال العوامل الآتية:

  • هي بمثابة المتحدث عن عملك حيث توصل للجمهور الرسالة والأهداف التي يسعى إليها نشاطك التجاري وتوجهاته والقيم التي يتمتع بها.
  • تظهر احترافك حيث تجعل المؤسسة أو الشركة تبدو بمظهر وطابع احترافي وهذا يعبر عن أن الشركة تتميز بالجدية وهذا يساعد على كسب ثقة الجمهور.

3. تساعد على حمايتك بشكل قانوني:

إنشاء هوية بصرية فريدة ومميزة يساعد على حماية منتجاتك من التقليد والتزوير وأيضاً تستطيع أن تقاضي الذين يقومون بسرقة تصاميم عملك والإضرار بسمعة نشاطك حيث يوجد العديد من المنتجات والسلع التي تعمل على تقليد التصميمات الخاصة بالمنتجات ذات الجودة العالية حتى ترفع من نسبة مبيعاتها وبالتالي تسبب ضرراً لسمعة تلك المنتجات عالية الجودة.

4. تتحدث عن النشاط والشركة وتدل عليها:

الهوية المرئية تعد عامل تسويقي يساعد على التواصل مع جمهورك وأيضاً جذب انتباه مستهلكين آخرين حيث تعمل على ترك انطباع مؤثر يمكن تذكره حتى في حالة عدم وجودك، حيث يدرك الناس المعلومات التي يرونها أكثر من إدراكهم للمعلومات الكتابية.

5. تساعد الهوية البصرية في الدفاع عن نشاطك وشركتك وتميزها عن غيرها من المنافسين:

وتظهر تفردك حيث السوق اليوم مزدحم بكثير من المنافسين والشركات العالمية وغيرها الذين يحاولون جذب الجمهور وإرضائهم.

6. التعبير عن رؤية الشركة ورسالتها:

تعكس الهوية البصرية رؤية الشركة ورسالتها وتعبر عنهما بطريقة بصرية وجذابة للعملاء والجمهور، من خلال استخدام الألوان والخطوط والرموز والرسومات التي تعكس شخصية الشركة وتعبر عن قيمها وما تقدمه من خدمات ومنتجات.

بهذه الطريقة، تساعد الهوية البصرية على إرسال رسالة قوية ومتجانسة عن الشركة، وتبني صورة إيجابية وثابتة في أذهان العملاء والجمهور، وهذا يمكن أن يساعد في بناء الثقة والولاء للشركة، وتحقيق النجاح المستدام في السوق.

7. الحفاظ على الحقوق القانونية للشركة:

تعتبر الهوية البصرية لأي شركة أو منظمة أو علامة تجارية أمرًا حيويًا للحفاظ على حقوقها القانونية، فعندما يتم إنشاء الهوية البصرية بشكل صحيح، تصبح هذه العلامة التجارية محمية بموجب القوانين والتشريعات المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية.

وعندما تتم ملكية عناصر الهوية بشكل صحيح، فإن الشركة أو المنظمة أوالعلامة التجارية يمكنها حماية الهوية البصرية الخاصة بها والتأكد من عدم استخدامها من قبل الآخرين بشكل غير مشروع.

8. تعزيز الانتماء عند الموظفين:

من أهمية الهوية البصرية تعزيز الانتماء والولاء لدى الموظفين، وذلك لأسباب عدة، منها:

تعزيز الثقافة المؤسسية:

تعكس الهوية البصرية ما يميز المؤسسة عن غيرها من المنظمات، وتمثل قيمها ومبادئها وأهدافها ورؤيتها، وعندما يشعر الموظفون بالانتماء لها والتعرف على ثقافتها، يتضح لهم الدور الذي يلعبونه في تحقيق هذه الأهداف ويزيد انخراطهم في الشركة.

توحيد الهوية الجماعية:

يساعد الشعور بالانتماء للهوية البصرية على توحيد الهوية الجماعية للمؤسسة، ويخلق شعوراً بالانتماء والتفاعل بين الموظفين والعملاء، وبالتالي، يزيد الشعور بالفخر بالعمل في المؤسسة والتزام الموظفين بتحقيق الأهداف المشتركة.

تعزيز الانتماء الشخصي:

تشجع الهوية الموظفين على الانتماء الشخصي للمؤسسة وتشجعهم على تعزيز الهوية الخاصة بهم كموظفين فعالين في بناء الشركة ليكونو جزءًا من هويتها التجارية والبصرية ويكونو أكبر داعم للعلامة التجارية.

9. تشكيل واجهة العلامة التجارية:

أهمية الهوية البصرية في أنها تعكس شخصية العلامة التجارية وقيمها، وتعزز صورتها في عقول العملاء وتبني الثقة والولاء لها، وتساعد في توحيد الاتجاهات التسويقية والإعلانية للعلامة التجارية، وتسهل عملية التواصل مع العملاء والشركاء التجاريين وتحقق الاتفاقية والتمييز في الأسواق.

بالإضافة إلى ذلك، تعد أداة مهمة في بناء الهوية التجارية المستقرة والمتميزة، وتساعد في تطوير الصورة العامة بما يتناسب مع تطلعات العملاء والمتغيرات السوقية المتجددة.

خطوات تساعدك على اختيار الهوية البصرية المناسبة لمشروعك:

إذا كنت في بداية إنشائك لعلامتك التجارية، فمن المهم اختيار الهوية البصرية المناسبة التي تعبّر عما تريد فعله في مشروعك، ولذلك توجد مجموعة من الخطوات التي تساعدك على إتمام هذه الخطوة.

1. اعرف جمهورك جيداً:

في النهاية أنت تهدف إلى تقديم هويتك البصرية إلى جمهور علامتك التجارية، وبالتالي فأنت بحاجة إلى معرفة الجمهور جيداً، وما هي الأمور المهمة والمؤثرة بالنسبة لهم. من خلال ذلك ستقدر على تطوير عناصر الهوية البصرية بالطريقة المناسبة لمشروعك.

مثلاً إذا كنت تستهدف الشباب من الأجيال الصاعدة، فبالتأكيد ستحاول اختيار ألوان وخط يعكس الروح الشبابية فيها، إلى جانب اختيار الرسومات والصور المتفقة مع ما يرغبون في رؤيته، فتقدر على جذبهم لك بالطريقة الناجحة.

2. تعريف رسالة الشركة بصريا:

تعد الهوية البصرية امتداداً لهوية الشركة ككل. إذ يحتاج إنشاءها إلى معرفة رسالة الشركة، وذلك بهدف اختيار عناصرها بما يخدم هذه الرسالة. مثلاً إذا كانت الشركة تبحث عن الريادة، فستجدها تحاول اختيار عناصرها التي تعكس ذلك، سواءً الألوان المعبّرة عن التميز أو غيره من العوامل.

3. التناسق في المحتوى البصري:

من أهم الأشياء في اختيار الهوية البصرية هي أن تكون لديك القدرة على إحداث التناسق في المحتوى، وذلك عند استخدامها على المنصات التسويقية المختلفة. على سبيل المثال، لا بد من التأكد من قدرتك على توظيفها في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى موقعك الإلكتروني، وفي المطبوعات الورقية الخاصة بك.

بالتالي، لا بد من التأكد من ملاءمة جميع العناصر لهذا الهدف، وقدرتك على توظيفها بطريقة صحيحة، حتى تحدث النتيجة المطلوبة في النهاية، وتقدر على الحفاظ على هذا التناسق، دون أن تضطر إلى تغيير أي جزء منها.

4. التفكير في المشاعر التي ترغب في توصيلها للعملاء:

تعكس الألوان مشاعر محددة. يترتب على الصور المستخدمة وصول إحساس معين للجمهور. انطلاقاً من هذه الحقائق، فيمكنك التفكير بالأمر من الناحية الأخرى، من خلال التفكير في المشاعر التي ترغب في توصيلها إلى عملائك، وبناءً عليه اختيار الألوان المناسبة.

في علم الألوان ستجد دائماً أن لكل لون مدلولاً، ويساهم في نقل شعور معين إلى المتلقي. بالتالي، أنت ترغب في استثمار هذا الأمر لصالحك، من خلال تحديد المشاعر المرغوب نقلها، واختيار الألوان والصور التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف.

5. البساطة في التصميم:

كثيراً ما يربط البعض بين الإبداع في التصميم، وبين التعقيد في تفاصيل التصميم الخاص. وهذا الأمر قد ينعكس سلباً على عملك، إذ كلّما كانت معقدة، قد يجد العملاء صعوبة في فهم محتواها، وبالتالي تخسر قدراً كبيراً من مجهوداتك لإنشاء العلامة التجارية التي ترغب فيها.

6. اختيار الهوية البصرية المناسبة للمنتجات والخدمات التي تقدمها:

الهدف من الهوية البصرية هو خدمة المشروع، والمساهمة في بيع المنتجات والخدمات التي تقدمها. بالتالي، من المهم في أثناء التصميم الحرص على اختيارها بما يتوافق مع هذه المنتجات.

فلا بد من تضمينها ملامح متعلقة ومرتبطة بمجال المشروع. مثلاً إذا ألقيت نظرة على شعار الواتساب ستفهم من شكله أنّه تطبيق خاص بالتواصل.

7. اختبار الهوية البصرية:

بعد الانتهاء من التصميم، من المهم ألّا تعلن عنها للجمهور مباشرةً، لكن احرص على اختبارها أولاً، من خلال عرضها على متخصصين في مجال العلامات التجارية، إلى جانب عرضها على جزء من الفئة المستهدفة، وذلك لمعرفة تقييمهم لها وإذا كان من السهل بالنسبة لهم فهم معناها أو لا، ثم تحرص على إجراء التعديلات المناسبة حتى تصل إلى الشكل الأمثل المناسب لمشروعك.

في الختام:

لا تتعجل إنتاج بصمتك البصرية للمشروع، فهي خطوة قد تستمر طوال حياة المشروع، ولن تفكر في تغييرها كثيراً في أثناء العمل، وحتى هذا التغيير يرتبط بعوامل معينة مثل مواكبة التطور. لذا، من الجيد الحرص على اختيارها بعناية، والتمهل في تحديد تفاصيلها، حتى تصل إلى النموذج الأفضل الذي يمكنك استخدامه في المشروع.