هتلر أحد أشهر القادة في التاريخ كان في خطاباته يتعمد اخفاء يديه خلف الطاولة أو الإمساك بمنديل او كف ابيض لإخفاء رعشة يديه الناتجة عن إصابته بداء باركنسون لكنه ليس الوحيد من المشاهير الذي أصيب بهذا المرض فكل من الملاكم الشهير محمد علي كلاي و الممثل الكوميدي روبن ويليامز الذي مات منتحراً أصيبوا بداء باركنسون أيضاً.

في هذا المقال سوف تتعرف على داء باركنسون أسبابه أعراضه و طرق علاجه و الوقاية منه.

مريض داء باركنسون

 

ما هو داء باركنسون و ما هي أسبابه :

داء أو مرض باركنسون واحد من الأمراض الذي يزداد انتشاره عالمياً بالرغم من تطور الطب حيث أظهرت احصائيات عالمية في عام 2019 وجود أكثر من 8.5 مليون شخص يعاني من داء باركنسون و هو عبارة عن اضطراب دماغي عصبي ينتج عنه اضطرابات سلوكية و حركية و العديد من الأعراض أشيعها حركات لا إرادية لا يمكن التحكم بها و تدعى أيضاً ب الرعاش.

إلى الان السبب الرئيسي لحدوث المرض غير محدد حيث بعض الدراسات تشير إلى أن السبب خلل في الجهاز العصبي و بعضها الأخر يشير إلى أن السبب وراثي، حيث في هذا المرض يحدث ضعف أو تموت بالخلايا العصبية بمنطقة الخلايا القاعدية بالدماغ المسؤولة عن انتاج مادة كيميائية مهمة تدعى الدوبامين مما يسبب انخفاض بهرمون الدوبامين عن الحد الطبيعي و بالتالي حدوث نشاط غير طبيعي في الدماغ والذي يؤدي بدوره إلى حدوث تغييرات في الحركة إضافة إلى أعراض داء باركنسون الإدراكية.

 

أعراض داء باركنسون :

أعراض داء باركنسون

تختلف الأعراض و تقدم المرض بين مريض و أخر، فغالباً ما تبدأ الأعراض المبكرة لهذا المرض بشكل خفي و غير ملاحظ و تزداد بشكل تدريجي.

الأعراض الأربعة المميزة و الشائعة للمرض :

  • رعاش أو رجفة مستمرة في اليدين أو الذراعين أو الساقين أو الفك أو الرأس.
  • تصلب العضلات حيث تظل العضلات متقلصة و مشدودة لفترة طويلة.
  • بطء في الحركة.
  • اختلال في التوازن وتناسق حركات الجسم مما يؤدي أحياناً إلى السقوط.

في البداية تظهر الأعراض في جانب واحد من جسد المريض و من ثم تنتشر إلى الجانب الأخر مع بقاء الأعراض بشكل أكثر شدة في أحد الجانبين.

الأعراض الأقل شيوعاً:

  • صعوبة في البلع و المضغ.
  • اكتئاب و تغييرات في المزاج.
  • صعوبة في التحدث و الكلام.
  • مشاكل بالبشرة.
  • إمساك و مشاكل بالجهاز البولي.

كما أن المصابين بداء باركنسون تتطور لديهم ما يدعى بمشية باركنسون التي تتضمن أنحناء الظهر قليلاً إلى الأمام، المشي بخطوات صغيرة و سريعة بالإضافة إلى ثبات اليدين (أي انخفاض تأرجح اليدين أثناء المشي).

أما بالنسبة إلى الاضطرابات الإدراكية فتظهر بشكل مشاكل بالذاكرة و الانتباه و القدرة على التخطيط و إنجاز المهام و قد يساهم الإجهاد والاكتئاب و بعض الأدوية أيضاً في هذه التغييرات بالإدراك،حيث مع تقدم المرض من الممكن أن يصاب المريض بالخرف و يتم تشخيص إصابتهم بخرف باركنسون الذي يظهر بشكل مشاكل حادة في الذاكرة والتفكير تؤثر على الحياة اليومية.

عوامل الخطورة المرتبطة بالإصابة بداء باركنسون:

  • العمر: نادراً ما يُصاب الشباب بمرض باركنسون، بل يبدأ المرض عادةً في منتصف العمر أو في مراحل عمرية متأخرة، و يزداد احتمال الإصابة مع ازدياد التقدم بالعمر، فغالباً ما تكون أعمار المصابين بالمرض قريبة من 60 عاماً أو أكثر، أما إذا أصيب شاب بمرض باركنسون فيرجح السبب الوراثي لحدوث المرض.
  • الوراثة: يزيد وجود قريب درجة أولى أو ثانية مصاب بمرض باركنسون من احتمال إصابتك بالمرض، لكن يبقى احتمال إصابتك بالمرض منخفض ما لم يكن الكثيرون من أقاربك مصابين به.
  • الجنس: ينتشر مرض باركنسون بين الرجال بنسبة أكبر من السيدات.
  • التعرض للسموم: يمكن أن يزيد التعرض المستمر لمبيدات الأعشاب و المبيدات الحشرية من فرص الإصابة بداء باركنسون.

 

تشخيص داء باركنسون:

إلى الأن لا توجد اختبارات دم لتشخيص الحالات غير الوراثية لمرض باركنسون، لذلك يعتمد الأطباء على أجراء فحص عصبي للمريض مع أخذ التاريخ العائلي الطبي كما يوجد مؤشر أخر لتأكيد الإصابة بداء باركنسون و هو اعطاء إحدى أدوية علاج المرض و في حال تم التحسن على الدواء فهو بمثابة دليل على الإصابة .

ممكن أن يحدث خطأ في التشخيص بسبب تشابه أعراض داء باركنسون مع أعراض أمراض أخرى مثل الضمور الجهازي المتعدد و الخرف لذلك يجب التأكد من الحصول على تشخيص دقيق من خلال الفحوص الطبية من أجل الحصول على العلاج المناسب للحالة.

 

علاج داء باركنسون:

على الرغم من عدم وجود علاج شافي لمرض باركنسون، إلا أنه يوجد أدوية وعلاج جراحي و أخر غير جراحي يمكن أن تخفف من بعض الأعراض في كثير من الأحيان و تبطئ من سرعة تطور المرض.

أدوية مرض باركنسون:

الأليات التي تعمل بها الأدوية للمساعدة في علاج أعراض مرض باركنسون :

  • زيادة مستوى الدوبامين في الدماغ.
  • التأثير على المواد الكيميائية الأخرى في الدماغ(غير الدوبامين)، مثل النواقل العصبية، التي تنقل المعلومات بين خلايا الدماغ و تؤثر على الذاكرة.
  • السيطرة على الأعراض غير الحركية.

العلاج الرئيسي لمرض باركنسون هو ليفودوبا، حيث تقوم الخلايا العصبية بتحويل الليفودوبا  إلى دوبامين و بالتالي تعويض النقص الحاص به، غالباً يتم مشاركة الليفودوبا مع دواء آخر يسمى كاربيدوبا يقوم بمنع أو تقليل الأثار الجانبية الناتجة عن تناول الليفودوبا مثل الغثيان والقيء وانخفاض ضغط الدم والأرق و يقلل أيضا الكاربيدوبا من جرعة الليفودوبا اللازمة للعلاج.

كما يجب ألا يتوقف المريض عن تناول ليفودوبا أبدًا دون إخبار الطبيب، فمن الممكن أن يؤدي إيقاف الدواء فجأة إلى آثار جانبية خطيرة، مثل عدم القدرة على الحركة أو صعوبة التنفس.

كما يوجد أدوية أخرى تعمل على زيادة الدوبامين بالدماغ مثل مثبطات الإنزيم MAO-B، و مثبطات الإنزيم COMT التي تعمل على زيادة كمية الدوبامين عن طريق تثبيط الإنزيمات التي تكسر الدوبامين في الدماغ.

و يوجد ايضاً دواء متفرد غير محدد الألية بشكل واضح يدعى أمانتادين الذي يساعد في تقليل الحركات اللاإرادية التي تحصل مع المريض.

و أخيراً الأدوية المضادة للكولين لتقليل الرعاش و تصلب العضلات.

التحفيز العميق للدماغ:

بالنسبة للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل جيد للأدوية، قد يوصي الطبيب بالقيام بالتحفيز العميق للدماغ من خلال إجراء جراحي يقوم الطبيب خلاله بزرع أقطاب كهربائية في جزء من الدماغ و ربطها بجهاز كهربائي صغير مزروع في الصدر، حيث يقوم الجهاز والأقطاب الكهربائية بتحفيز بشكل غير مؤلم مناطق معينة في الدماغ تتحكم في الحركة بطريقة قد تساعد في إيقاف العديد من الأعراض المرتبطة بالحركة لمرض باركنسون، مثل الرعاش وبطء الحركة والتصلب.

 

علاجات أخرى:

تشمل العلاجات الأخرى التي قد تساعد في التحكم بأعراض مرض باركنسون ما يلي:

  •  العلاجات الفيزيائية والكلامية و التي قد تساعد في اضطرابات المشي، الصوت، الرعشة، التصلب و تدهور الوظائف العقلية.
  • اتباع نظام غذائي صحي لدعم الصحة بشكل عام.
  • تمارين لتقوية العضلات و تحسين التوازن و المرونة و التناسق البدني.
  • العلاج بالتدليك لتقليل التوتر.
  • اليوجا و التمارين الرياضية المناسبة لزيادة التمدد و المرونة و تصفية الذهن.

 

النظام الغذائي الواجب اتباعه من قبل مريض باركنسون:

إن اتباع نظام غذائي متوازن يحسن الصحة العامة ويعزز قدرة المريض على التعامل مع أعراض المرض و التأثيرات الجانبية للأدوية المستخدمة.

  • الإمساك: حيث من الممكن علاج الإمساك أحد أعراض المرض الأكثر شيوعاً بعيداً عن استخدام الأدوية الملينة التي من الممكن أن تسبب مشاكل مع الاستخدام المطول لها و ذلك باتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف من مصادر عديدة مثل الخضراوات الفواكه البقوليات و الحبوب الكاملة بالإضافة إلى شرب المياه بكمية كافية.
  • التجفاف: غالباً ما تسبب أدوية باركنسون أثر جانبي مهم و هو التجفاف الذي يسبب العديد من المشاكل مثل اختلال بالتوازن الحلولي بالجسم و ضعف الكلى لذا يجب شرب كميات كبيرة من الماء لتجنب ذلك.
  • التداخلات الدوائية الغذائية: في حاول تناول المريض لدواء الليفودوبا مع الكاربيدوبا فيجب الحرص على عدم تناول وجبة غذائية غنية بالبروتين بنفس فترة تناول الدواء و ترك فاصل زمني طويل بينهما.

 

 

دعم الأشخاص المصابين بداء باركنسون:

دعم مرضى داء باركنسون

غالباً ما يتأثر الروتين اليومي للمريض بسبب أعراض المرض مثل القيام بالمهام المنزلية و العمل و المشاركة بالأنشطة الاجتماعية مع الأصدقاء بالإضافة إلى أن هذه التغييرات من الممكن أن تترك أثر سلبي في نفس المريض لذلك يجب على أسرة المريض و اصدقائه تقديم الرعاية له و الدعم النفسي.

و في النهاية نتمنى أن يكون المقال شامل لكل المعلومات الواجب معرفتها عن مرض باركنسون و نتمنى إيجاد علاج نهائي شافي للمرض و دمتم بألف خير.