لطالما كانت بداية عمل جديد مصاحبة للكثير من المشاعر والمخاوف، ولكن بما أنك تجاوزت مسألة البحث عن عمل وتخطيت مرحلة المقابلة والتوصيات فأنت الآن قد قطعت شوطاً كبيراً باتجاه حياتك العملية.

وما عليك معرفته عزيزي المناضل بأن الأمر لن يتوقف هنا بالطبع فلا بد لك من بعض النصائح التي سيجعل ارتباك البدايات يمر بسلام، إضافة إلى مساعدتك في معرفة أساسيات العمل والتعرف على أصدقاءك الجدد، وكيف تعبّر عن نفسك بالطريقة الصحيحة.

ولا يقتصر ذلك على الوقت الذي ستخطو فيه أول خطواتك داخل العمل الجديد بل لا بد من بعض التحضيرات التي تسبق ذلك، لذا ستكون رحلتنا مقسمة على مرحلتين: مرحلة التحضير لبداية عمل الجديد، ومرحلة الذهاب إلى العمل الجديد.

بداية عمل جديد

مرحلة التحضير لبداية عمل الجديد

1. ابحث ثم ابحث ثم ابحث

لا بد وأنك عندما كنت تبحث عن عمل بحثت عن الشركات المتقدم لها، وسواء كنت قد فعلت هذا بشكل عميق أو بشكل عابر عليك الآن أن تبحث بتعمق لأنك أصبحت فرداً من هذه المؤسسة.

ابحث في موقع الشركة على الانترنت أو في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي (إن لم يكن لديها موقع) لتلقي نظرة على رؤية وأهداف ونشاطات المؤسسة، المنتجات أو الخدمات التي تسوق لها، وما هي أهدافها القريبة والبعيدة المدى؟ ثم سجل المعلومات الهامة. سيساعدك هذا البحث على التعرف أكثر على السياق العام للمؤسسة وكيف ستوظف خبراتك ومعارفك بالطريقة التي تناسب المكان.

2. جهز قائمة أسئلة بداية عمل جديد

بعد حصولك على عرض العمل ستتكون في رأسك العديد من الأسئلة، ولا بد لك أن تعرف أن هذه الأسئلة مهمة جداً لأنها ستجعلك شخصاً متيقظ ومستعد لاستقبال المعلومات التي كنت تبحث عن إجاباتها بالأساس، لذا عليك أنت تكتب تلك الأسئلة ما أن ترد في ذهنك ليكلا تتبخر عند وصولك للعمل الجديد.

ومن الأسئلة التي قد تسألها لمسؤول التوظيف أو لمسؤولك المباشر:

  • هل يوجد للمؤسسة هيكلية تنظيمية؟
  • لمن تعود مرجعيتي الإدارية في العمل؟
  • ما هي الحدود التي أستطيع أن آخذ قرار بها، وهل هي مرهونة بموافقة مسبقة أم لا؟
  • ماهي سياسات صنع القرار في المؤسسة؟
  • هل العمل فردي أم جماعي؟
  • ما هي طريقة التواصل بين أفراد العمل؟
  • كيف ومتى ستتم مراجعة أداء الموظفين؟

بداية عمل جديد

3. استعد للتعلم الكثير من الأشياء

قد تصادف في يومك الأول الكثير من المعلومات الجديدة التي قد تفقدك تركيزك، وقد تكون سياسة الشركة إعطاء الموظف الجديد المعلومات بشكل متدرج يوماً بعد آخر، ولكنك في جميع الأحوال على موعد مع بداية جديدة في مكان جديد وهذا ما يحتم عليك أن تكون كالإسفنجة في امتصاص المعرفة واستيعابها بل وكتابتها في دفتر ملاحظاتك لأنها ستصبح جزءاً من عملك لاحقاً.

ومن الأشياء التي قد تتعلمها في يومك الأول:

  • حقوق وواجبات الموظف في الشركة.
  • قيم ورؤية الشركة.
  • المهام الوظيفية والتبعية الإدارية.
  • أدوات العمل.
  • أسماء ومناصب فريق العمل وكيفية تقاطع أعمال الفريق.

4. جهز ملخص تسويقي عن نفسك

أن تكون الموظف الجديد في المؤسسة هذا ما يجعل الأنظار تلتفت إليك، وقد يرغب الكثير ممن حولك بالتعرف إليك، ولا بد لك حينها من أن تعرّف عن نفسك بشكل واضح ليشعر من يتعرف عليك بقدرتك على معرفة نفسك وتقديمها للآخرين وذلك من خلال ذكر اسمك، ومستواك الدراسي، خبراتك السابقة، والمهارات التي تتمتع بها، وكيف يرتبط المنصب الذي ستشغله بخبراتك.

5. خطط لمظهرك الخارجي

في حال طلب منك أن ترتدي زي رسمي للعمل فعليك الالتزام بكل التفاصيل التي طلبت منك، ولكن إن لم يطلب منك ذلك فيفضل الالتزام بزي محافظ أو رسمي نوعاً ما في اليوم الأول إضافة إلى الاعتناء بالنظافة الشخصية للوجه والشعر واللباس بشكل كامل، وبعد ذهابك إلى العمل في اليوم الأول راقب الجو العام للباس زملاءك أو تحرى عن النمط الذي تفضله الشركة.

 

بداية عمل جديد

مرحلة الذهاب إلى العمل الجديد

6. حاول أن تصل مبكراً إلى عملك

هنا لا نستطيع أن نطبق مقولة أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل أبداً، فأول ما سيخطر في ذهن مديرك بالعمل أنَّه “إن لم يدفعك حماس البدايات لأن تلتزم بتوقيت الحضور فلن يستطيع أي شيء على حثك للقيام بذلك بعدها”.

ضع خطة لرحلتك إلى العمل لحساب المسافة، المواصلات التي ستركبها، والاختناقات المرورية لتصل مبكراً وتضمن عدم شعورك بالاضطراب والقلق ليساعدك سلام الوصول مبكراً في التخطيط لليوم كله.

7. كن واثقاً من نفسك

الثقة بالنفس تأتي من عدة عوامل مثل أن يعرف الشخص نفسه جيداً، أن يعرف قدراته، وما الذي يريده من العمل الجديد.

وهل أنت شخصاً لديه خبرة سيتم توظيفها في هذا العمل أم أنك ستبني الآن خبراتك وتطور من نفسك؟

بكلتا الحالتين ما عليك سوى أن تعرف ما الذي تريده وكلما شعرت بالتوتر أو الخوف خذ نفساً عميقاً، استرخ ولا تدع التوتر يسيطر عليك، حتى وإن شعرت أن كل ما حولك جديد وأن بيئة العمل مختلفة عما تعودت عليه أخبر نفسك دائماً أنها ما هي سوى البداية وأنك ستعتاد على كل شيء قريباً بل وسيصبح كل هذا جزءاً من روتينك اليومي.

8. أنصت وراقب

في بداية العمل ما عليك سوى أن تنصت وتراقب كل ما يجري حولك، فعلى الرغم من أن لديك الكثير الأسئلة والاستفسارات التي تريد طرحها لتفهم ما حولك أكثر وبعض الاقتراحات لتطوير العمل، ولكن التمهل والانصات يعتبران ذاك الساحر الذي سيجلب لك إجابات الأسئلة التي تدور في رأسك بل وربما إجابات أسئلة لم تخطر لك حتى.

لذا حاول أن تقرأ الأشخاص، طريقة التعامل، ومنهجية العمل، وفي حال لم تجد إجابات للأسئلة التي تدور في ذهنك عليك بالمبادرة وطرح أسئلتك في الوقت والمكان المناسب.

9. اعرف ماذا ينتظر العمل منك

في جلسة مع رئيسك في العمل عليك أن تستوضح منه ماذا يتوقع منك بالضبط، ماهي المهام الرئيسية، والمهام الجانبية، ما هي طريقة التواصل بينكم وكيف سيتم ارسال الملفات.

فجلسة كهذه تضمن عدم وجود اختلافات جوهرية فربما قد يكون لديك الكثير من الخبرات التي حصلت عليها من خلال عملك السابق ولكن قد تختلف طريقة وتفاصيل العمل من شركة إلى أخرى.

10. تعرّف على الجميع، وكن صديقاً لأحدهم

التعرف إلى زملاء العمل سيهون عليك صعوبة البدايات وقد يختصر الكثير من الجهد والتعب الذي تتكبده في البحث وتعلم كل شيء عن المكان والعمل من الصفر، وبما أن للانطباع الأول تأثير كبير في العلاقات فلا بد لك من الاستفادة من الملخص التسويقي لتعرف عن نفسك بشكل جذاب وتفتح الآفاق للآخرين ليعرفوا عن أنفسهم.

عليك حينها أن تكون مبتسم، منفتح لتقبل الآخر، أن لا تكون متحفظاً بل أن تكون شخصية ودودة ولطيفة.

ومن الضروري أن تفعل كل هذا باعتدال لكيلا تكون ذاك الشخص المتملق الذي يتجنب الناس صحبته. ومن ثم حاول أن تكون صديقاً لمن تشعر أنه قد يقاربك فكرياً أو عملياً فقد أظهرت الأبحاث أن وجود روابط اجتماعية في العمل يمكن أن يجعلنا أكثر إنتاجية.

11. دع الحكم المتسرع ببداية العمل الجديد

الحكم المتسرع هو أن تأخذ الانطباع الأول على محمل الجد. حيث أن انطباعك الأول عن العمل، البيئة الاجتماعية، والأشخاص ربما يكون صحيحاً وربما يكون خاطئاً كلياً ولكنك حتماً تحتاج إلى الوقت لإثبات ذلك وليس إلى التخمينات.

وفي بعض الأحيان تدفع هذه الأحكام الشخص لترك العمل في أيامه الأولى دون أن يعطي نفسه حتى مساحة للتأكد من صحة رأيه، وإذا كانت بعض الشركات لا تقيم الموظف إلا بعد 90 يوماً من العمل حتى يعتاد على المكان والمهام وأسلوب العمل فلا يجدر بك أن تضيع الفرصة بسبب تسرعك في الحكم.

12. كن مبادراً

قد يرفض مديرك في البداية إعطاءك مهمة صعبة أو معقدة وذلك ليضمن تعودك على العمل الجديد ولكيلا تشعر بالإرهاق والإحباط منذ البداية، ولكن عليك أن تظهر الحماس والتأهب للمساعدة في أي مهمة من مهامك الوظيفية.

استوضح عما يجب أن تقوم به وابحث عن الطريقة الصحيحة للقيام به ثم انطلق وافعلها، وعلى الرغم من أنها قد لا تكون المهمة صحيحة بشكل كامل ولكن عليك أن تتقبل أخطاءك وتحاول أن تتفادها في المرات المقبلة. وبذلك سيعلم مديرك أنك شخص ذو همة عالية وقادر على تحمل المسؤولية منذ البداية.

ستساعدك تلك الخطوات في المرحلة الأولى من عملك، في تجاوز الكثير من العوائق النفسية والعوائق التي تعود لقلة المعرفة، فهذه المعرفة ستكون الحجر الأساس لبناء فرصة جديدة قد تفتح لك آفاق من الخبرات والتجارب التي قد لا تقدّر بثمن.

لطالما أخبرونا عن صعوبة مثل هذه البدايات، ولكن بعد كل هذه النصائح هل لازلت ترى أن البداية صعبة؟

 

اقرأ أيضاً: الأسرار الخفية لوحش السيرة الذاتية