مع اقتراب موعد كأس العالم قطر 2022 وارتفاع نسب وحظوظ عدد كبير من المنتخبات بالفوز بهذا اللقب الأهم على صعيد المنتخبات تبقى العيون ناظرة على أهم لاعبين في العالم وخصوصا أن هذه الكأس ربما تكون الأخيرة للأسطورتين(ليونيل ميسي-كريستيانو رونالدو) خصوصا أن كلاهما يحلم بالتتويج بهذه الكأس الوحيدة التي تقف عائقا في مسيرتهما ولكن تبقى الضغوط النفسية بشكل أكبر على ليونيل ميسي بسبب أن رونالدو قد حصد مع منتخب البرتغال كأس أمم اوروبا 2016 و دوري الامم الاوروبية 2019 اما الأرجنتيني ميسي فلم يحصل إلا على كأس كوبا اميركا 2021 بعد فشله بالحصول عليه ل كأسين متتاليين 2015-2016

لماذا رونالدو طريقه أسهل مع منتخب بلاده على عكس ميسي؟

كريستيانو رونالدو وميسي

على الرغم من أن تشكيل كلا المنتخبين يحتوي على أسماء لامعة في الدوريات الأوروبية فالبرتغال تضم كل من (رونالدو مانشستر يونايتد-برونو فرنانديز مانشستر يونايتد- بيرناردو سيلفا مانشستر سيتي-رفائيل لياو ايه سي ميلان), والارجنتين تضم كل من (ميسي باريس سان جيرمانديبالا يوفنتوسلاوتارو مارتينيز انتر ميلان– باراديس باريس سان جيرمان) دائما ما نلاحظ أن التوقعات اتجاه تحقيق البرتغال لأي لقب نسبتها متوسطة حتى عند تحقيق البرتغال ل لقب اليورو كان صادما للجميع في حين يكون المنتخب الأرجنتيني نسبة حصوله على لقب أي بطولة يلعب بها مرتفعة جدا وإن أي توقع غير الفوز هو مرفوض تماما لدى الجماهير لذلك نجد أن ميسي دائما ما يكون محاطا بضغوط كبيرة  من قبل مشجعي بلاده فالآمال كبيرة جدا بأن يحقق ما حققه أسطورة بلادهم مارادونا الذي يعد ميسي خليفته لكن مع الآسف فشل لعدة مرات بتحقيق ما حققه مارادونا مع الأرجنتين وهو الحصول على كأس العالم

اذا النتيجة هي أن ميسي لديه سلف وقدوة وأسطورة كبيرة قبله حقق ما عجز عنه وهذا ما لا يستطيع الأرجنتينيون نسيانه وغفرانه ل ميسي بالمقابل رغم وجود أساطير برتغالية سابقة أمثال (فيغوديكو) لكن هؤلاء الأسماء لم تحقق ما حققه رونالدو مع المنتخب على عكس ما يحدث مع ميسي الذي يسعى في أخر بطولة كأس عالم انت يتخلص من أسوأ كوابيسه

لماذا يرى الأرجنتينيون أن مارادونا لن يتكرر؟

ماردونا وكأس العالم 1986

أن الأوضاع السياسية والأقتصادية في الأرجنتين دائما تعيش في تخبطات وعدم استقرار و أوضاع معيشية سيئة ولما كانت كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في الأرجنتين فكانت هي متنفس للشعب من كل هذه الضغوطات التي يعيشها المواطن الأرجنتيني لذلك نرى أن الدوري الأرجنتيني من أعنف الدوريات في العالم ومباراة مثل ديربي ريفربليت وبوكا جونيورز تعتبر أكثر ديربي عنيف ودموي في العالم ف غالبا ما يذهب ضحايا نتيجة هذه المباراة من الطرفين

ومن بين ابناء هذه المعاناة يوجد لاعب ومخلص كما يحب أن يسموه الأرجنتينيين الذي قاد منتخبهم للحصول على الكأس الأغلى كأس العالم عام 1986 وأشتهر ماردونا في هذا الكأس لعدة اسباب أولها وأهمها حصوله على الكأس الثانية للأرجنتين بعد غيابهم عنها لمدة ثمان سنوات والسبب الثاني هو هدفه الأول على المنتخب الانجليزي المثير للجدل في دور الربع نهائي حيث قام بتسجيل الهدف بيده ولم يلحظ ذلك أي أحد من الحكام ليبرر بعدها ماردونا بأن يد الرب هي من سجلته ويشتهر هذا الهدف باسم هدف يد الرب والسبب الثالث هوي هدفه الثاني في شباك المنتخب الإنكليزي بعد أن انطلق بالكرة من منتصف الملعب وقام بمراوغة 7 مدافعين والحارس وتسجيله للهدف الذي عدّ أجمل هدف في القرن حسب تصويت الجماهير والمتابعين على موقع الفيفا وهذا ما جعل الأرجنتينيين يقدسونه ويجعلونه بمرتبة مسيح مخلص لهم من هذه المشاكل التي كان يعيشونها

هدف ماردونا الأول على انكلترا (يد الرب)

 

هدف ماردونا الثاني على انكلترا (هدف القرن)

لماذا يعتبر الأرجنتينيون ميسي متخاذل؟

ميسي

يعتقد كثير من المشجعين الأرجنتينيين أن ما يقدمه ميسي لمنتخب بلاده ليس هو إلا شيء قليل ولا يذكر مما قدمه للفريق الكتلوني على الرغم من أن ميسي يمتلك إحصائيات ممتازة رفقة منتخب بلاده ف هو يعتبر الهداف التاريخي لمنتخب التانجو ب 86 هدف وهو الهداف التاريخي للأرجنتين في الكوبا أميركا برصيد 55 هدف متفوقا على الهداف الارجنتيني السابق غابريل باتيستوتا

ولكن الآمال كانت أعلى من ذلك خصوصا عندما ترى أن ميسي كان محافظا على استقرار برشلونة رغم التخبطات الإدارية التي كان يمر بها الفريق الكتالوني على عكس ما يكون مع المنتخب الأرجنتيني وما زاد الضغط على ميسي هو أداءه الذي يعتبرونه هزيل في المباريات الكبرى مثل الأرجنتين ألمانيا 2010 والأرجنتين ألمانيا 2014 والأرجنتين فرنسا 2018 وإضاعته لركلة الجزاء في كوبا أميركا 2016 امام تشيلي واضاعته ل اللقب الثاني على التوالي امام المنتخب التشيلي الذي خسر أمامه ايضا في السنة التي قبلها 2015 بذات الطريقة عبر ضربات الترجيح بعد أن ظنّ أغلب المشجعين أن القدر اعطاهم فرصة رد الثأر من المنتخب التشيلي ولكن كان ذلك عكس المتوقع كل هذه الأسباب دعت الجماهير إلى صب كامل غضبها وتحميل المسؤولية كاملة على ميسي

لماذا كأس العالم 2010 الأسوأ ل ميسي؟

ماردونا وميسي في كأس العالم 2010

يعتقد الجميع أن مونديال 2014 هو الاسوأ ل ليونيل ميسي خصوصا بعد خسارتهم أمام المنتخب الألماني في المباراة النهائية بنتيجة هدف مقابل لا شيء لكن في الحقيقة إن كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 هو الأسوأ لأن التوقعات كانت تقول ان الأرجنتين سوف يحقق اللقب خصوصا بعد أن تحقق حلم الأرجنتينيين واجتمع كل من المخلص القديم الأسطورة مارادونا وخليفته المخلص المنتظر ليونيل ميسي في منتخب واحد حيث كان مارادونا مدرب للتانجو في المونديال مما جعل الأرجنتينيين في حالة نشوة لرؤيتهم معا والجميع كان يرى أن النجمة الثالثة للتانجو أصبحت أقرب من أي لحظة أخرى وهنا كانت الخسارة القاسية أمام المنتخب الألماني وخروجهم من البطولة أشبه ب صاعقة هبطت على رؤوس الأرجنتينيين ولما كان من محبة وعشق وتقديس في قلوبهم لمعشوقهم ومخلصهم القديم مارادونا صبت الجماهير كامل غضبهم على ليونيل ميسي وحملوه هو ذنب الخسارة والخروج من المونديال فكان هو المذنب الوحيد اما لو حققت الأرجنتين اللقب لكان التمجيد ليقسم على اثنين ولربما على ماردونا وحده و  لخرجوا بعبارة أن ماردونا مخلصهم الوحيد ك لاعب أو مدرب اما عند الخسارة تحمل ميسي كامل المسؤولية وكانت بداية رحلة الضغط النفسي مع الجماهير الأرجنتينية

 

مشوار المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 2010  

هل حظوظ ميسي ومنتخبه في هذه النسخة من كأس العالم أفضل من باقي النسخ؟

تتويج المنخب الأرجنتيني أمام ايطاليا

احتفال بالفوز بأول بطولة معترف بها من الفيفا بين بطل اوروبا وبطل أميركا الجنوبية

رغم وجود منتخبات قوية جدا مثل منتخب الديوك الفرنسية المدجج بالنجوم وحامل اللقب في النسخة الماضية الذي يسعى للحفاظ على اللقب ووجود الماكينات الألمانية و الماتدور الإسباني و راقصي السامبا البرازيل و الشياطين الحمر المنتخب البلجيكي كل هذه المنتخبات تمتلك لاعبين من الطراز الرفيع الذين يلمعون في الدوريات الأوروبية كما أن هذه الكأس تحديدا لا تحسب بالأسماء فقط ف دائما ما تعودنا على وجود منتخبات متوسطة أو أقل من المتوسطة تفاجئ الجميع بالوصول إلى أدوار أقصائية متقدمة تعرف ب (الحصان الأسود) كما هو الحال في نسخة 2018 عند وصول المنتخب الكرواتي للنهائي امام المنتخب الفرنسي وحصوله على المركز الثاني بعد أداء استثنائي من لاعبيه وخصوصا لوكا مودريتش  و المنتخب الأورغوياني الذي حصل على المركز الرابع في كأس العالم 2010  بعد أن قدم أداء مذهل بقيادة دييغو فورلان و المنتخب الكوري الجنوبي في مونديال 2002 بعد أن حصل على المركز الرابع

ولكن بالرغم من ذلك يبقى المنتخب الأرجنتيني هذه النسخة لديه حظوظ جيدة جدا خاصة بعد تقديم أداء ملفت و رائع للمنتخب تحت قيادة المدرب ليونيل سكالوني حيث توجوا بلقب الكوبا أميركا 2021 وتحطيم رقم قياسي ب33 مباراة بلا هزيمة محطما رقم المنتخب الإيطالي في السنة الماضية متفوقا عليه ب 6 مباريات كل هذه النتائج الإيجابية قد تدفع المنتخب الأرجنتيني الى تقديم كأس عالم مميز وقد يظفروا به في أخر المطاف

في الختام أيا كان مركز المنتخب الأرجنتيني في هذا المونديال هذا لا ينكر ولا يلغي أن ليونيل ميسي هو أبرز الأساطير وأفضل ما أنجبته كرة القدم من حيث الأداء والنتائج الفردية والجماعية والجوائز قد تبقى حسرة بقلب اللاعب وكل محبينه أنه لم يتوج في هذه البطولة من قبل لكنه سيبقى ميسي الاسم الأول الذي سيتبادر إلى ذهنك عند الحديث عن أفضل اللاعبين الذين مروا على كرة القدم

برأيك من هو الأفضل ميسي ام ماردونا ولماذا؟ وهل سيتخلص ميسي من أسوأ كوابيسه؟

روابط ذات صلة

مشوار المنتخب الاورغوياني في كأس العالم 2010 

مشوار المنتخب الكرواتي في كأس العالم 2018