الدوبامين  وهو أحد الهرمونات الأربعة التي يطلق عليها هرمونات السعادة وهي السيروتونين والأوكسيتوسين والإندورفين . ويؤثر الدوبامين بشكل فعّال على مركز الرضا و المكافأة بالدماغ و لذلك فأن هذا الهرمون هو الشيفرة التي تضعك في النعيم أو الجحيم .

وزيادته بشكل طبيعي تلعب دوراً بارزاً في تحفيز الإنسان وشعوره بالحيوية  والتركيز والحركة والتعلم السريع و التخطيط الجيد وضبط النفس وتقبل الأخرين والتواصل معهم .

بينما انخفاضه ينعكس بآثار سلبية جسدياً ونفسياً منها الاكتئاب والقلق واضطراب عادات النوم , وضعف الرغبة الجنسية وما يعرف بضبابية الدماغ وعند استمرار بانخفاضه يسبّب ارتعاشات وآلام مزمنة .

ونظراً لأهميته نال العالم السويدي أرفيد كارلسون جائزة نوبل في الطب سنة 2000 بالاشتراك مع الأمريكيين إريك كاندل وبول غرينغارد وذلك عن أبحاثه حول الدوبامين ودوره كناقل عصبي في مرضى الشلل الرعاش.

الدوبامين ورحلة النعيم والسعادة

 

في لحظات الانتصار بالمسابقات وتحقيق الأهداف سواء بالعمل أو بالدراسة أو  بممارسة الهوايات والشغف في العمل يزيد إفراز الدوبامين  بشكل طبيعي ليحفز مركز المكافأة في الدماغ فيشعر الإنسان بالنشوة والإشباع والإثارة ممّا يعزّز لدى الدماغ لإعادة السلوك بهدف تكرار الحصول على النشوة والإثارة  ولتحقيق المزيد من النجاح والانتصارات ويجعل حياتك حافلة بالعمل والاجتهاد  والحيوية فالدوبامين هو الزنبرك الذي يحرك حياتك ويشحن طاقاتك ويحافظ على الدافع للمثابرة والعمل .

ويجب أن تعلم أهمية مستويات الدوبامين الشيفرة التي تضعك في النعيم أو الجحيم

العوامل التي تساعد على زيادة أفراز الدوبامين

ويتم ذلك بالممارسة اليومية لنمط الحياة الصحي من حيث النوم والغذاء والرياضة والتأمل والانسجام الروحاني والسلام الداخلي

 النظام الغذائي المتوازن

 

تناول الأغذية التي تحتوي على الأحماض الأمينية مثل اللوز والموز والبيض والدجاج والأسماك و بذور  السمسم واليقطين والفول السوداني والشاي الأخضر والليمون والشوكولا الداكنة والحبوب والبذور و المكسرات

وينتج الدماغ الدوبامين على مرحلتين

المرحلة الأولى بتحويل حمض التيروسين إلى الدوبا

المرحلة الثانية بتحويل الدوبا إلى الدوبامين

ويجب تجنب  الدهون المشبعة مثل الزبدة و الحليب كامل الدسم والسكريات والكافيين التي تخفض من مستويات  الدوبامين

ممارسة الرياضة  بانتظام

فوائد الرياضة و هرمون السعادة

تقوم الرياضة بتنشيط الدورة الدموية و تنشيط خلايا الدماغ ممّا يفرز المزيد من الدوبامين و خاّصة عند شعور الإنسان بالنشوة من ممارسة الرياضة

وتقوم الرياضة بتحفيز إنتاج هرمونات السعادة  الأخرى هرمون الأندروفين  الذي يسكن الألم ويخفف من التوتر وهرمون السيروتونين الذي يعدل المزاج ويساعد على الأسترخاء .

النوم الكافي وممارسة اليوغا والتأمل والموسيقى

 

أعطاء الجسم الوقت الكافي للنوم من 6 إلى 9 ساعات يزيد من أفراز الدوبامين صباحاً مما يعطي الإنسان القدرة على التركيز و الانتباه وإن كان هناك قلق في الليلة السابقة ينخفض مستوى الدوبامين

وممارسة اليوغا والتأمّل بشكل منتظم يخفّف الضغط ويزيل التوتّر والقلق ممّا يزيدمن  أفراز مستويات الدوبامين

وعند سماع الأغاني العاطفية والموسيقى الرومانسية والكلاسيكة تخفف التوتر وتحفز إنتاج الدوبامين بالرغم من تأثير الموسيقى لمدة زمنية قصيرة

المكملات الغذائية

تناول المكملات الغذائية  التي تساعد على تكوين الأحماض الدهنية الأساسية أوميغا 3 والمنغسيوم والفيتامين D

الدوبامين ورحلة الشقاء

الدوبامين و رحلة الشقاء

 

إن أنخفاض مستويات الدوبامين في الجسم يؤثر على الجهاز الحركي والعصبي  وعلى الصحة بشكل عام  .

  1. يضعف التفكير المنطقي والإدراك وعدم القدرة على التركيز والانتباه وضعف الذاكرة .
  2. تصلب بالعضلات وتشنجات عضلية .
  3. الكسل والخمول والشعور بالتعب عند بذل أقل مجهود بدني .
  4. الشعور بالوهن وآلام عامة في الجسم .
  5. البدانة او نقص الوزن .
  6. الأرق  والقلق وأضطربات بالنوم .
  7. انخفاض الدافع الجنسي .
  8. الأحساس بالدونية و عدم تقدير الذات .
  9. تصرفات عدوانية اتجاه الغير .
  10. والتعلم ويضعف الدافع ولا المبالاة .
  11. الشعور بالحزن واليأس وصولاً إلى الأكتئاب و أفكار الانتحارية .
  12. أضطراب فرط الحركة والأنتباه .

وأستمرار مستويات الدوبامين المنخفضة تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية لتصبح أمراض منها أمراض غر قابلة للعلاج

 

الدوبامين والأمراض الناتجة عنه

هناك العديد من الأمراض التي يسببها نقص مستويات الدوبامين منها الأمساك والأرتجاع المعدي المريئي والتهابات رئوية متكررة والهلوسة والأوهام وصعوبات بالبلع والنطق  ولكن اخطرها :

 

باركسون أو شلل الرعاش

مرض الباركنسون

وهو مرض عصبي ينتج عن تلف مجموعة من خلايا في الدماغ  التي تنتج الدوبامين مما ينعكس على الجهاز الحركي للجسم ويصحبه مجموعة معقدة من الأعراض وتبدأ برجفة خفيفة وغير ملحوظة بأحدى اليدين أو تيبس في العضلات ولا يؤثر على الحياة اليومية للمريض في البداية ثم تتفاقم الأعراض مع تتطور المرض مروراً بفقدان التوازن  والحركة حتى تتصلب عضلات الساقين ولا يستطيع المريض العيش بمفرده ويرافق ذلك أكتئاب وقلق ومشكلات في  الذاكرة وصعوبة بالنطق والبلع وتغيرات في مستويات ضغط الدم

ويتم اعطاء دواء اليفودوبا الذي يحوي الدوبا الذي يتحول في الجسم إلى الدوبامين مما بخفف من الأعراض والمرض غير قابل للعلاج لأسف

السمنة  والبدانة

الدوبامين و البدانة

صنفت  الجمعية الطبية الأميركية السمنة كمرض منذ عام 2013  .

ويعود ذلك بسب الخلل في نظام المكافأت في الدماغ حيث يتأخر بأفرز كميات الطبيعية من الدوبامين التي تعطي الدماغ أحساس بالشبع فيتناول الانسان طعام أكثر ليصبح بديناً

قد يعجز الجسم عن أفراز كمية كافية من الدوبامين التي تعطي شعورا بالرضا والأشباع مما يضطر انسان إلى تناول المزيد من الطعام

و من الجانب الأخر تناول الوجبات السريعة يزيد من كميات الدوبامين التي تعطي شعورا بالرضا في مركز المكافأة في الدماغ و مع مرور الوقت يطلب الدماغ المزيد من الوجبات حتى ينتج المزيد من الدويامين أعلى من مستويات الطبيعة التي يتنجها الجسم للأحساس بالشبع مما يزيد من الوزن و أصابة بالبدانة .

وتقوم بعض أدوية التنحيف بخداع الدماغ وتأثير على مركز الرضا والأشباع

الأدمان

الدوبامين و الأدمان

الأثارة والنشوة الناتجة عن تناول الكحول أو المقامرة أو المخدرات أو الجنس أو ألعاب الكترونية أو حتى الأستعمال المفرط لوسائل التوصل الإجتماعي هي من العوامل تزيد من مستويات الدوبامين بشكل قسري و أعلى من المعدل الطبيعي وتعطي شعورا بالرضا في مركز المكافأة في الدماغ وبالتالي يحث الأنسان على مواصلة هذا السلوك  مما يوقع الجسم في فخ الأدمان وبسبب عدم مقدرة الدماغ على أفراز مستويات الدوبامين العالية التي توفرها المدمنات بشكل طبيعي مما يجبر أنسان على أفراز كميات كبيرة من الدوبامين بشكل قسري بممارسة السلوك الأدماني ومع مرور الوقت يطلب مركز المكافأة بالدماغ المزيد من الدوبامين لتجاوز عتبات الدوبامين التي تتغير بشكل مستمر لأعلى للحصول على الرضا والأشباع .

بالرغم من معرفة الدماغ أن هذا السلوك خاطئ وضار إلا أنه يفقد القدرة على السيطرة  على نفسه فينظر إلى الأدمان على أنه مصدر للمتعة .

وكذلك تكون العلاقة الناتجة عن ترابط الصدمة وهي العلاقة التي يستغل فيها طرف الأخر ويسبب له الأساءة و الأهانة و الذل ومع ذلك لاترغب الضحية بكسر هذه العلاقة وأبتعاد عن الطرف المتسلط بسبب تعاطف الضحية مع الشخص المتسلط .

عند الصدمات تتعطل في الدماغ مراكز تحليل المخاطر طويلة الأمد ويركز فقط على تجاوز الصدمة للحفاظ  على الجسم على قيد الحياة وينشط أفراز الدويامين ويعزز وجود الشخص المتسلط على أن وجوده أيجابي  للمحافظة على البقاء وتجاوز الصدمة بالرغم من كونه هو الذي تسبب بالصدمة وهو الخطر الحقيقي على الضحية .

من أمثلة الترابط الناتج عن الصدمة :

  1. علاقات العاطفية السامة
  2. علاقات السامة في العمل
  3. العنف الأسري
  4. والأتجار بالبشر
  5. أغتصاب المحارم
  6. التطرف الديني أو الأحزاب
  7. الخطف وأخذ الرهائن

 

الدوبامين وإنقاذ حياتك

أهم استخدام وفائدة للدوبامين بقدرته على إنقاذ حياتك وخاصة عند استخدامه كدواء في حالة الصدمة القلبية حيث يعمل محفز الأدريالنين مما يزيد من معدل ضربات القلب أو زيادة عمل عضلة القلب .

 

 

يؤثر الدوبامين في الدماغ من خلال التحفيز والنشوة والتعزيز فعندما تشتم رائحة الحلويات في الفرن يقوم الدوبامين بتحفيز الدماغ حتى تتناولها  وعند تناولها  تشعر بالنشوة وبعدئذ يقوم الدوبامين بتعزيز هذه التجربة لتكرارها و هكذا .

فالدوبامين ومستوياته الطبيعة هي الشيفرة السحرية التي تضعك في النعيم أما مستوياته المنخفضة تضعك في الجحيم

أما مستويات الدوبامين الأقل من المستويات  الطبيعة أو زيادة مستويات الدوبامين بشكل قسري أكثر من حدود الطبيعية ستسبب لك حياة اليأس والفشل والأكتئاب  والتوتر فليس المهم أن تكون على قيد الحياة و أنما المهم أن تكون لحياتك معنى وقيمة .

والآن بعد أن تعرفت على ألية عمل الدوبامين  مفعوله السحري تستطيع أن تسخر دماغك لتحقيق النجاح والسعادة وتجنب الأحباط والفشل والشقاء وذلك بزيادة أفراز  الدوبامين بشكل طبيعي وأتباع نمط حياة صحي بالتغذية وبالرياضة والنوم والتعلم المستمر والعمل  .

أرجو أغناء المقالة بتعليقاتكم لأخذها في عين الاعتبار عند التعديل أو للأجابة على استفساركم .