بعد التخرج؛ صحيحٌ أنَّ إتمامك للمرحلة الجامعيّة نصرٌ بحد ذاته، إلا أنّك الآن تضعُ قدميك على أخطرِ مسارٍ لهذا النصر.

ما لا يخبركَ به أحدٌ بعد التخرُّج؛ هو أنّك الآن ترسمُ مصير هذا النَجاح.. إمّا إلى القمّة والخلود، وإمّأ إلى الزّوال وكأنه لم يكن!

فلنتعرّف معاً على عشر خطوات المثاليّة التي تفصلك عن الوصول إلى القمّة بعد التّخرج:

1- أخذ الصوّر التّذكاريّة بعد التخرج بصحبة زملائك ووضعهم ضمن إطارٍ تحبّه في غرفتك

قد لا تبدو هذه الخطوة للوهلةِ الأولى مفيدةً بالنّسبة لك! خاصةً بعد التخرج وقرارك بالتعرف على أولى خطواتك بعدها، لكن إن أمعنت التفكير ستجدها أجمل خطوات شحن الهمة وتحريض الذّات، وإرضاء النّفس بمزيدٍ من الفخر لك لتتابع مسيرةَ النّجاح والتألق.

سترى اسمك وذكرى إنجازك كل يوم، وتتذكر أنك قادرٌ على المزيدِ والمزيد.. لن تكتفي!

صورة تذكارية بعد التخرج

 

2-  احرص على الحصول على رسائل التّوصية من أساتذتك الجامعيّين بعد التخرج

عليكَ بالمبادرة إلى هذه الخطوة بعد التخرج أو في فترة تخرّجك وقبل انقطاعك عن أساتذتك!

حيثُ تمثّل رسالة التّوصية صورةً حيّة عن طبيعتك الشخصيّة قبل الدرجات والمعدّل الأكاديمي، فهي جزءٌ هام من متطلّبات البحث عن عمل، وواحدةً من أكثر متطلّبات التقديم للمنح الدّراسيّة شيوعاً.

رسائل التوصية بعد التخرج

3- بعد التخرج بادر بالانضمام إلى نقابتك!

ولم لا تنضم لأسرتك الكبيرة وداعمك ومحاميكَ وقت الشّدة! .. نعم محاميك، تلعبُ النقابات دورها الرائد في حماية منتسبيها وصون حقوقهم ضمنَ مجالات عملهم، كذلك تسعى لتأمين أفضل الفرص لهم، ورعاية مصالحهم الاقتصادية والاجتماعيّة بعد التخرج، كلٌّ ضمن اختصاصه ومجال عمله.

وباختصار نستطيع أن نذكر من مزايا الانتساب للنقابات:

1-: إمكانيّة الاستفادة من قواعد البيانات المتوفّرة لدى كل نقابة بعد التخرج.

2-: الإشراف والمساعدة في نشاطاتك العمليّة واقتراحاتك للتطوير بعد التخرج في هذا المجال.

3-: العمل على تحسين شروط وظروف العمل وتوفير الحماية الاجتماعيّة من المخاطر.

4-: إقامة الندوات العلميّة والمهرجانات بما يخص اهتمامات النّقابة ومنتسبيها بعد التخرج.

5-: إمكانيّة الانتساب للجمعيّات التّعاونيّة وصناديق الادخار والتسليف السكني الخاص بأعضاء النّقابة.

6-: إمكانيّة الاشتراك بصندوق الضمان الصّحّي للنقابة بعد التخرج.

7-: إمكانيّة الاستفادة من التأمين على الحياة.

8-: إمكانيّة الاشتراك في صندوق التقاعد (بدون تعارض مع الموظّفين المسجلين بالتامينات سواء كانوا قطّاع عام أو خاص) وبالتّالي ممكن أن يكتسب المنتسب راتبين تقاعديّين راتب من النّقابة وراتب من التأمينات).

والعديد من المزايا الأخرى كلُّ نقابةٍ حسب مجالها وأهدافها..

فإنّك بالانتساب للنّقابة بعد التخرج تدعمُ شخصك المهنيّ، وتساهمُ في بناء مجتمعٍ قوي خالٍ من الاستغلال، لتحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي.

 

4- ابحث عن فرص التّدريب المناسبة بعد التخرج وقدّم لها بأسرع ما يمكنك!

لكلِّ مجالٍ واختصاص دائرة تدريبٍ خاصّة به، إن كنت محاميّاً عليكَ بالتّدرّب فترةً كافية لدى أحد المحاميّين بعد تخرّجك، كذلكَ الأمر إن كنتَ طبيباً يتحتّم عليكَ التّدرّب بإحدى المشافي أو على يد طبيبٍ مدرّب وبإشرافه..

سارع بعد التخرج بالبحث عن الجهات المناسبة لتدريبك، وإرسال طلب تدريب لكافّة هذه الجهات.

 

5- احرص على نيلك لأهم المهارات والشّهادات اللّازمة للعمل بعد التخرج:

تمثّل بعض الدّورات التدريبية بنيةً تحتيّة لبناء شخصك المهني المتمكّن بعد التخرج، بدونها لن تتمكّن من توظيف تعلّمك الأكاديمي بشكلٍ عملي صحيح في مجال عملك، ومهما كان تخصّصك، جمعنا لكم أبرز هذه المهارات المطلوبة فيما يلي:

دورات الكومبيوتر:

بإمكاننا القول أن أجهزة الحواسيب أصبحت ضرورة شخصيّة عدا عن كونها أساس عمل أغلب الوظائف اليوم، لذا علينا التمكّن من قيادة الحاسب الآلي والإلمام بأهم برامجه، ومن أشهرها:

Microsoft office: مجموعة برامج أوفيس تعتبر بمثابة عماد الأعمال الإداريّة وأساس تنظيم المسؤوليّات والمهام.

دورات Soft Skills بعد التخرج:

لا مهرب من اكتسابك للمهارات المرنة، لضمان نجاحك في الحياة الشخصيّة والمهنيّة بعد التخرج على حدٍّ سواء، وخصوصاً في بيئة العمل، ومن أبرز هذه المهارات القياديّة:

العمل الجماعي، الإقناع والتاثير، اتخاذ القرار، فن الخطابة، تنظيم الوقت، إدارة المخاطر، لغة الجسد، التصرّف الاستراتيجي، التّواصل الفعال، إدارة الذات، سرعة التّعلم، بناء العلاقات، حل المشكلات، مهارات التّواصل، مهارات القيادة، الذكاء العاطفي، المرونة والتكيف مع المتغيّرات، إدارة الوقت، الإقناع والتفاوض، التحفيز، العمل تحت الضغط، الإبداع…

دورات Hard Skills بعد التخرج:

إجادة برامج مايكروسوفت أوفيس، اللغات الأجنبية، برمجة الحاسب الآلي، تصميم الغرافيك، الطّباعة، كتابة المحتوى، تكنولوجيا المعلومات، إجادة تحسين محركات البحث، إجادة التعامل مع المواقع الإلكترونية، إجادة التّعامل مع تطبيقات أندرويد، التسويق..

مع الإشارة إلى اختلاف حاجتك لنوع هذه المهارات المسمّاة بالمهارات الصلبة باختلاف تخصصك وطبيعة مجال العمل الذي تطمح إليه.

دورات الّلغة الإنكليزيّة:

تحتلُّ اللّغة الإنكليزية المركز الأوّل بين لغات العالم كلغة للتّواصل في الأعمال التجاريّة، كما تشغلُ دوراً هامّاً وفعّالاً في ساحة التّعليم اليوم، بالإضافة إلى أنّ الالتحاق بالجامعات الدوليّة في أغلب دول العالم يتطلّب إجادة اللّغة الإنكليزيّة، فلم تعد تقتصر أهميتها على كونها ضرورية في عالم الاعمال التجارية وحسب، بل في مختلف مجالات التكنولوجيا والطب والاتصالات والهندسة..

لذلك إن لم تتمكّن من تقوية لغتك الإنكليزية في الفترة الجامعيّة؛ فعليك الآن بعد التخرج البدء جديّاً في إجادة هذه اللّغة، ممّا سنعكسُ بشكلٍ قيّمٍ جدّاً على حياتك المهنيّة.

وممّا لا شكَّ فيه أنّ وضع هدف الحصول على إحدى الشّهادات التالية للّغة الإنكليزية هدف قوي جدّاً:

1-: شهادة TOEFL – IELTS.

2-: شهادة TOEIC.

3-: شهادة اللّغة الإنكليزيّة للأعمال BEC.

إتقان اللّغة العربيّة:

كالحرص على هويّتك وكينونتك، يكون حرصك على إتقان لغتك الأم، اللّغة الرّسمية في الشرق الأوسط.

لستَ مضطرّاً لأن تكون كاتباً أو شاعراً، لكن حاجتك لإجادة لغتك العربية الفصحى تأتي من حاجتك لأن تكون بجاهزيّة تامّة لكتابة أي خطاب أو رسالة، أو حتى التدقيق في فهم ما قد يُرسل إليك.

 

 

6- ابدأ في كتابة سيرتك الذّاتيّة المثاليّة بعد التخرج:

إن لم تكن تملك سيرةً ذاتية جاهزة وجيّدة، فعليك إنشاؤها الآن إذاَ..

وإن كنت تملك واحدة، عليك تطويرها الآن فقد تقدّم تحصيلك الجامعي إلى ما بعد التخرج!

وعندما تكون سيرتك الذاتية هي المعيار الأوّل لقبول أو رفض طلبك في التقدّم للوظيفة، يجب عليك الاهتمام بصياغتها والعناية اللّازمة بكتابة جوهرها.

يمكنك الاستفادة من قوالب السيرة الذاتية المتوفرة عبر الإنترنت، وقبل البدء بكتابة سيرتك الذّاتيّة نلفتُ عنايتك إلى أهم القواعد لتتمكّن من إنشاء سيرة ذاتية تغزو بها سوق العمل:

  1. كتابة الهدف أو الطموح من هذ الوظيفة في مقدمة السيرة الذاتية.
  2. التأكد من استيفائها المعلومات والأقسام التّالية: (معلومات شخصية محددة وواضحة: الاسم، تاريخ الميلاد، الجنسية، الحالة الاجتماعية، العنوان، رقم الهاتف، البريد الإلكتروني..، المؤهلات الأكاديميّة: اسم المؤهّل وتقديره وتاريخه والجهة التي حصلت منها عليه، الخبرات الوظيفية: اسم الوظيفة ومهامها ومسؤولياتها وفترتها الزّمنية وأسباب ترك العمل، الدورات التدريبية: اسم الدورة وتاريخها والجهة المنظّمة لها، المهارات، الهوايات، اللغات: اللّغة الأم واللغات الأخرى التي تتقنها مع تحديد درجة مستوى اللّغة في المحادثة والكتابة، الأعمال التطوّعيّة: نوع العمل التطوعي والجهة أو المنظمة التي تطوّعت بها، الجوائز التي حصلت عليها، التزكية: وهي ذكر أشخاص يشهدون لك بالخبرة والكفاءة والأهلية مثل مدرائك السابقين أو زملائك في العمل مع ذكر اسمهم واسم الشركة وطريقة التواصل معهم).
  3. مراعاة التّرتيب في عرض المعلومات من الأحدث للأقدم.
  4. التنظيم والوضوح بآليّة عرض المعلومات.
  5. الحرص على اختيار الكلمات اللّائقة واللّطيفة.
  6. الحرص كلّ الحرص على التأكد من صحّة أدق المعلومات الواردة فيها.
  7. التأكد من استيفائها كافّة المهارات الموجودة لديك وخصوصاً تلك التي ترتبط بالوظيفة المتقدّم لها.
  8. يجب أن تكون سيرتك الذّاتيّة قصيرة ومختصرة وشاملة لكافة مؤهلاتك وإنجازاتك.
  9. المصادر والمراجع، ويمكنك أن تكتب أن المراجع متوفرة عند الطلب.
  10. التأكد من خلوها من الأخطاء الإملائية والنحويّة.
  11. يجب إخراج السّيرة الذاتية بصيغة PDF حصراً.

وإليك ترشيح لأفضل المواقع في إنشاء سيرة ذاتيّة مميّزة:

يسمح لك هذا الموقع بكتابة سيرتك الذاتية باللغتين العربية والإنكليزية، وإمكانيّة تحميلها بصيغة PDF، بعد دخولك للموقع تستطيع اختيار اللغة العربية أو الإنكليزيّة، من ثم تعبئة بياناتك الشخصية، وأخيراً تحميلها بالضغط على زر (تحميل).

 

7- الآن بعد التخرج وجاهزيّة سيرتك الذاتية، بادر بإنشاء حسابك الشخصي على linkedin

أصبح Linkedin منصة السوشال ميديا المتخصصة في الجانب العلمي وعالم التوظيف، فهو أشبه بمجتمع عظيم للعرض والطلب (المتقدمين للتوظيف وأصحاب الشركات والأعمال)، كما يمكنك من مشاركة خبراتك مع الآخرين وظهورك كمحترف في مجالك..

يتيح لك هذا الموقع أو التطبيق الخاص به إمكانية التواصل مع الأشخاص ذوي الخبرة والكفاءة، والأشخاص الراغبين بالتوظيف الذين يهتمون بذات تطلعاتك المهنيّة، والأهم وجود أصحاب الأعمال ومسؤولي التوظيف الذين بإمكانك الظهور أمامهم والتواصل معهم واقتناص فرصتك التي تتمناها.

فحسابك على لينكد إن يمثل سيرة ذاتية حية قابلة للتحديث باستمرار ومتاحة أمام عدد لا نهائي من المستخدمين، لذلك ننصحك بدخول عالم (لينكد إن) بعد التخرج لرفع احتمالات فرص التدريب  والتوظيف المثاليّة، إليك رابط موقع لينكد إن الرسمي: www.linkedin.com

إنشاء حساب linkedin

 

8- ابحث عن موهبتك بعد التخرج واسمح لها بالظهور

قليلٌ جداً من لا يتمتع بأي موهبة تذكر! بل إنني أجزم أنَّ جميعنا نملك موهبةً ما..

مهما كانت موهبتك وبأي مجال رياضي أو فني أو أدبي..، مدَّ لها يد العون الآن للظهور والنمو، فها قد تخرجت وعليك رسم المسار الأمثل الذي يستحق اهتمامك في مرحلة ما بعد التخرج.

9- هل ستخطط لدخول الماجستير بعد التخرج؟

تعتبر دراسة الماجستير بعد التخرج تطوير وريادة لدراستك الجامعيّة ضمن نطاقها وبحرها الصحيح، ومجالاً لنشر أبحاثك واكتشافاتك في مجال تخصصك.

ولا شك أنك بهذه المرحلة ستزيد من فرصك الأهم والأثمن، وتسرع مسيرتك المهنية نحو مزيد من الإبداع والابتكار والتألق.

ولا بدَّ من الإشارة هنا إلى جدية الالتزام والتفرّغ لدخول إحدى برامج الماجستير، لذلك قد تختلف ظروف البعض ويتباين توقيت دراستهم للماجستير إن كان بعد التخرّج مباشرةً أو يؤجلونه بعض الوقت..

إنك باختيار برنامج ماجستير معيّن ودخوله تسمحُ لشغفك وحبّك أن يقدّم شيئاً جديداً لهذا العالم الواسع.

دراسة الماجستير

10- الآن.. ضع قائمةً وجدولاً زمنياً لأهدافك!

بعد قراءتك لهذا المقال، ستدور الأفكار في ذهنك حول هذه الفكرة وتلك.. اكتبهم جميعاً واختر الأهم واصنع جدولاً زمني لشحذ الهمّة!

وختاماً لا تنسَ نصيبك من الرفاهيّة والاهتمام.. ليس سيئاً أبداً أن يكون إحدى أهدافك العناية بالبشرة أو الحصول على جسمٍ مثالي، أو حتّى تعلّم الرقص!

فبعض الرفاهيات أصبحت ضرورات للعمل والتطوّر الآن، كالمظهر الجذّاب وتعلّم القيادة وأصول الإتيكيت.

قائمة بالأهداف بعد التخرج

الآن بعد التخرج تفتح لك الحياة أبوابها على مصراعيها إلى حد الجنون.

ارتقِ لما تحبُّ أن تكون واجمع قطع البازل المكوّنة لحياتك المثاليّة.

واحذر التقاعس، واختيار خيار ألا تختار.