رياضة زومبا هي فسحة في الحياة تهبك الصحة والسعادة واللياقة والمرح، هذا ما شعرت به فعلاً في أول مرة جربت فيها هذا النوع من الرياضة منذ عدة أعوام، ذلك لأنها عبارة عن توليفة من الحركات الرياضية سريعة الوتيرة تخلق عندك حالة من التناغم والبديهة فهي أكثر من مجرد رياضة.

رأت النور في اللحظة التي قرر فيها مدرب الأيروبيكس الكولومبي بيتو بيريز عام 1986م عدم التراجع عندما فقد شريط الكاسيت الذي اعتاد على نغماته إجراء دروسه الرياضية اليومية، فما كان منه إلا أن قام بتشغيل كاسيت آخر كان في متناول يديه وبدأ برنامجه الرياضي بشكل اعتيادي، لكن على أنغام جديدة من نوعها.

وللمفاجأة، أنها نالت إعجاب المتدربين الذين أبدوا رغبتهم بتكرار التجربة الغنية بالفائدة والمتعة ومع الوقت أصبحت نمطاً رياضياً منفرداً بنفسه يسمى بالرياضة الهوائية.

أنواع الزومبا

زومبا اللياقة

زومبا التنحيف والنحت

زومبا اللياقة

أولاً ماذا نعني باللياقة؟

اللياقة هي قدرة الإنسان على القيام بالأعمال اليومية بكفاءة وسلاسة دون الشعور بالعبء، زومبا اللياقة وظيفتها رفع هذه القدرة عند الإنسان بحيث يصبح بإمكانه أداء قدر أكبر من المهام براحة تامة وجودة عالية، وذلك عن طريق سلسلة من التمارين المتسارعة تدريجياً والتي تستهلك طاقة عالية من الجسم بمعدل 800 سعرة حرارية خلال ساعة تدريبة ويندرج تحتها نوعين آخرين من الزومبا:

زومبا التنحيف

هذا الاستهلاك العالي للطاقة يتطلب حرق قسم كبير من دهون الجسم مما يؤدي إلى سرعة في فقدان الوزن دون الاعتماد على حميات غذائية قاسية بشرط ألا تتناول بعد تمرين الزومبا وجبة كبسة أو صحن مامونية بالقشطة أو لوح شوكولا بابلي مثلاً.

زومبا النحت

يعتمد هذا النوع من الزومبا على بناء العضلات الضعيفة في الجسم عن طريق جملة من التمارين المركزة على مناطق الضعف، بالإضافة إلى تكسير الدهون الزائدة وذلك على حسب الحالة بحيث يبدو بمظهر أنيق ومتناسق بالشكل العام وهذا أمر صحي بذات الوقت، هل فكرت بتجربتها الآن؟

زومبا في الماء

الزومبا المائية

حقاً هي لوحة فنية جميلة…يقوم المتدربون بأداء تمارين الزومبا وأجسادهم مغمورة في الماء إلى المنتصف، تخيل معي حجم المتعة والانتعاش!

زومبا للصغار

زومبا الأطفال

وللصغار أيضاً نصيب، خاصة إذا كان لدى بعض الأطفال حالات خاصة مثل ضمور في العضلات أو تأخر في الوظائف الإدراكية وهذا ما سوف نتعرف عليه لاحقاً، على العموم بإمكانك أن تتخيل كمية الضحكات المتعالية من الأطفال وجو المرح والسعادة أثناء ممارسة رياضة الزومبا .

زومبا كبار السن

الزومبا الذهبية

هكذا تسمى، لأنها عبارة عن تمارين مدروسة بعناية وموجهة خصيصاً لكبار السن الذين يعانون من حالات اكتئاب أو تراجع في الوظائف الحركية والإدراكية وذلك حسب توجيهات الطبيب المختص وتحت إشراف أخصائيين أيضاً وهنا لابد لنا من الاستماع لبعض الوصايا بخصوص ممارسة رياضة الزومبا بالنسبة للمتقدمين بالعمر خاصةً ولباقي الفئات عامةً.

 

فوائد صحية مدهشة للزومبا

فوائد صحية مدهشة للزومبا

فوائد الزومبا

لأن الزومبا أكثر من مجرد رياضة فإن لها منافع عديدة جسدية ونفسية فلنتعرف عليها

أولاً: تخفيض التوتر

من المعروف  أن ممارسة الرياضة عموماً تؤدي إلى تفريغ الشحنات الكهربائية الزائدة التي يختزنها جسم الإنسان أثناء حياته اليومية فتتحول إلى مولد للطاقة يساعده على أداء التمرين، فما بالك برياضة الزومبا؟

فإن حركاتها السريعة والمتواترة تزيد من سرعة تخلص الجسم من هذه الطاقة السلبة الناجمة عن تعرض الإنسان لموقف معين أصابه بالتوتر، وليس هذا فقط، بل تتعداه إلى شحن الجسم مجدداً بالطاقة الإيجابية والبدء بالشعور بالصفاء والسعادة.

ثانياً: زيادة التركيز وتحسين أداء الوظائف الإدراكية

حتى تتمكن من أداء تمارين الزومبا على الوجه الصحيح أنت بحاجة إلى التركيز فعلاً بين نغمات الموسيقا المتباينة وحركات المدرب ومحاولة تقليده بطريقة لطيفة ومتناسقة ومن ثم الربط بين تلك التمارين السريعة والانتقال من حركة إلى أخرى بشكل انسيابي مع المحافظة على التكرار، وهذا يتطلب منك الحفظ السليم لتسلسل أجزاء التمرين لتقوم بإتقان التمرين كجملة رياضية واحدة.

بهذه الطريقة سترتفع تلقائياً عندك شدة التركيز وسوف يتحسن أداء الوظائف الإدراكية بسبب ازدياد سرعة تدفق السيالات أو التنبيهات العصبية في جملتك العصبية، بعد عدة جلسات سوف تلاحظ ذلك بنفسك بأن بديهتك أصبحت أسرع.

ثالثاً: تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

لو أصبح الخمول من سمات حياتك اليومية أو أصبحت تشعر بالتعب وخفقان القلب بعد أداء عمل بسيط جداً فإن هذه الأعراض تعود إلى ضعف في تروية أجهزة جسم الإنسان بكميات الدم اللازمة التي تحمل معها مولدات الطاقة لأداء الوظائف الحيوية.

فما دور رياضة الزومبا في هذه الحالة؟

تعمل تمارين الزومبا بالتدريج على توسيع الأوعية الدموية وزيادة مرونتها وبالتالي ازدياد سرعة تدفق الدم فيها وتأمين كميات أكبر من الطاقة اللازمة وهذا يعني رفع قدرة الجسم على أداء المهام اليومية وكذلك المهام الطارئة مما يزيد من مرونة عضلة القلب أيضاً.

صحيح بأنك ستشعر في بداية التمرين بتسارع ضربات قلبك إلا أنه مع الاستمرار على وتيرة أنغام الزومبا لساعة من الزمن وفق برنامج تدريبي منتظم فإنه سوف ترتفع عتبة الجهد لديك وتصبح قادراً على صعود درج بيتكم ركضاً.

رابعاً: فقدان الوزن الزائد

ذلك لأن السرعة والتنوع في حركات الزومبا تؤدي إلى رفع معدل حرق السعرات الحرارية في جسم الإنسان الذي يلجأ إلى مخازن الطاقة لديه ليتمكن من الاستمرار في التمرين مما يساعد على فقدان الوزن الزائد بسرعة وفعالية  أكبر خاصة إذا حافظنا على معدل الاستقلاب هذا بتناول الأطعمة الصحية بعد وقت كاف من التمرين.

بالإضافة إلى ذلك فإن رياضة الزومبا تفيد في زيادة الوزن لمن يعانون من ضعف الشهية بسبب استعداد الجسم لاستقبال كميات إضافية من الطعام بعد التمرين.

خامساً: تقوية الجهاز المناعي

شيء أكيد، فنحن الآن أمام سلسلة من المنافع لرياضة الزومبا، من تخفيض التوتر إلى رفع مستوى الإدراك وتحسين صحة الجهاز الوعائي والتخلص من الخلايا الدهنية الزائدة فجميع الفوائد السابقة ستساعد حكماً الخلايا المناعية  على التصدي للعوامل الخارجية المسببة للأمراض والعدوى وطرح السموم من جسم الإنسان بعدما فرغت من مواجهة المسببات الداخلية.

هل هنا من يذكر برنامج الأطفال “كان يا ما كان الحياة”؟كنا نتابعه بشغف، تابع إحدى حلقاته إن أحببت فهو يوضح الصورة تماماً.

سادساً: التنسيق بين أعضاء الجسم

تقوم تمارين الزومبا على الانتقال السريع من اليمين إلى اليسار ومن الرأس إلى أخمص القدمين، ربما تشعر بالدوار في البدايات إلا أنك إذا مارست ذلك بشكل منتظم فسوف تلاحظ أنه أصبح هناك تناغم وتناسق بين حركات الجسم كوحدة واحدة، وهذا سيعطي انطباعاً جيداً عنك لمن يقرأون لغة الجسد Body Language .

سابعاً: رفع مستوى الصحة النفسية

هذا التحسن العام سيمنحك شعوراً بالثقة بالنفس والرضا وبالتالي الاندماج مع الجماعة بسهولة ومرونة أكبر والإحساس بالمرح والخفة وكأن أثقال الحياة قد تساقطت عن كاهلك، وأنا لا أنسى المواقف اللطيفة والأخطاء والعثرات التي عشناها أثناء أداء رياضة الزومبا.

ماذا أتناول قبل التمرين؟

ماذا أتناول قبل تمرين الزومبا؟

من غير الصحي على الإطلاق الذهاب إلى التدريب على معدة خاوية أو معدة ممتلئة، فأنت على موعد مع ساعة كاملة من الحركة السريعة فيجب أن تزود جسمك بمولدات الطاقة التي تعينك على أداء التمرين بكفاءة عالية حتى النهاية والتي تحتوي على كميات مركزة من المعادن وأهم هذه الأطعمة:

المجففات

وهي غنية بالألياف والبوتاسيوم والحديد والبيتاكاروتين، وتعتبر وجبة خفيفة غنية تعطي الإحساس بالشبع.

البيض

يحتوي على البروتين الطبيعي الذي تحتاجه العضلات أثناء ممارسة الرياضة بالإضافة إلى الحديد الذي يرفع نسبة الأكسجة في الدم.

فاكهة التفاح

يعتبر التفاح مضاد أكسدة يزيد من كفاءة عمل الدماغ والجملة العصبية ككل، وهو خالي من الكوليسترول ويحتوي على كمية قليلة جداً من السعرات الحرارية .

فاكهة الموز

فاكهة الفلاسفة، تعتبر مصدر للطاقة لاحتوائها على سكريات بسيطة سهلة الامتصاص مثل السكروز والفركتوز، كما تحتوي على الألياف الطبيعية والبوتاسيوم بشكل أساسي.

القهوة

غنية بالكافيين المنبه اللطيف الذي يعتبر مقوي لعضلة القلب ومنشط للأعصاب والعضلات وهذا ما تحتاجه تماماً أثناء ممارسة رياضة الزومبا.

وصايا مهمة حول رياضة الزومبا

  1. لابد للسادة كبار السن من استشارة الطبيب قبل المبادرة إلى ممارسة تمارين الزومبا والالتزام بالتوجيهات بخصوص القدر المسموح به من هذه التمارين من حيث الكم والنوع، تماماً كما لو أنها وصفة طبية دوائية تتضمن مقدار معين من الأدوية يجب تناولها في أوقات محددة.
  2. لمن يعانون من آلام في الركبة أو الظهر أو المفاصل عموماً يجب وضع المدرب في صورة الإصابة أو موضع الألم وهو بدوره سوف يزودك بتمارين الزومبا التي تركز على شد وتقوية عضلات الجسم مما يدعم الجهاز العظمي ويساعد في سرعة التماثل للشفاء وتخفيف الآلام.
  3. مرضى السكر أيضاً بإمكانهم ممارسة رياضة الزومبا لكن بدراية، ذلك لأن الحرق السريع للسعرات الحرارية أثناء التمرين قد يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم إلى نسبة غير ملائمة لهم، بكل بساطة لا بد من أخذ رأي الطبيب والالتزام بالتعليمات وستجري الأمور على خير ما يرام.
  4. ينصح بارتداء الألبسة القطنية الفضفاضة التي تسمح بامتصاص العرق ولا تعيق حركة المتدرب أثناء تمرين الزومبا حتى يحصل على الفائدة والمتعة المرجوة.
  5. يفضل لبس الأحذية الرياضية الجيدة والمريحة فهي تلعب دور أساسي في قدرة المتدرب على ممارسة رياضة الزومبا وتجنبه التعثر لا سمح الله.

هكذا أصبحت زومبا مشروعاً عالمياً

كان اسم زومبا في البداية RUMBACIZE، انتقل بها المدرب بيتو من أميركا اللاتينية إلى أميركا الشمالية وهناك بدأ بعرض هذا النمط من الرياضة على الصالات الرياضية وبادر الناس إلى الالتحاق بالتدريبات حتى انتشرت انتشاراً واسعاً كما وحظيت بموافقة خبراء الصحة والرياضة في البلاد، إلى أن التقى بيتو بيريز بصديقين أمريكيين عرضا عليه استثمار فكرته بسبب الإقبال الواسع عليها بحيث تصبح مشروعاً عالميًا، وفعلاً وضع الشركاء الثلاثة الأسس اللازمة لتأسيس شركة ZUMBAFITNESS عام 2001م في مدينة ميامي لتصبح هذه الرياضة أشبه بالعلامة المسجلة، لها ألبسة رياضية خاصة، وأحذية رياضية من نوع خاص، كذلك معدات رياضية خاصة، كل ذلك للمتدربين الذين يبلغ عددهم الآن على مستوى العالم ما يقارب الخمسة عشرة مليون شخصاً يمارسون ما أصبح يعرف برياضة ZUMBA.

من الرائع حقاً أن تكون واحداً منهم وألا تحرم نفسك من هذه الفوائد لرياضة الزومبا، وأن تعطيها حقها من الاستجمام والراحة والهروب من جو الضغوطات التي لا تنتهي إلى عالم آخر من السعادة والمرح، وأنا أتحدث لكم عن الزومبا كنت قد حجزت مكاني في إحدى التدريبات المقبلة بعد انقطاعي عن ممارسة هذه الرياضة لمدة عام بسبب تعرضي لكسر عارض، لأعيش مجدداً حالة من الصفاء  وأقضي وقت ممتع  مفعم بالحيوية والنشاط، بدون مبالغة تتولد لدى كل متدربة فينا طاقة عجيبة تشعر معها بالرغبة في التحليق وملامسة خيوط الشمس.

هل لا زلت جالسة في مكانك!حسناً، انضمي إلى هذا التدريب و عيشي اللحظة .