قبل أن نبدأ بالحديث عن التسويق العاطفي دعنا نجد جواباً لهذا السؤال : من المسؤول عن الشراء؟ العقل أم القلب؟

لنترك لعقلنا مساحة من التفكير العميق بالأجابة عن هذا السؤال. لا أدري إن كنت توافقني الرأي أم لا أن الإجابه الصحيحة هي كلاهما معاً. فالقلب هو منبع الرغبة للشراء والعقل هو الذي يبرر عملية الشراء.

والحلقة المفقودة في الربط بين العقل والقلب لتتم العملية بنجاح هي بلا شك (الحب) .

نعم الحب الصادق الصافي الخالي من المصلحة والتبادل التجاري.

حب الأمهات لأطفالهن وحب العاشق لمعشوقته وحب الناجح لنجاحه.

إذ أنت حاولت الوصول لهذا العمق من الحب تجاه الجميع ووصلت إلى قلوبهم عندها فقط تستطيع أن تبيع أي شي.

الحب غايته الحب ولكن نتيجته البيع تذكر ذلك جيداً.

في هذا المقال سنتعرف على الحب والتسويق بمفاهيمهم العامة والخاصة ونمزجهم سوياً لنصل إلى عمق التسويق العاطفي.

ما هو الحب ؟

الحب هو ما تشعره أنت من سعادة. كل شعور سعادة هو حب.

الحب هو مشاعر الفرح التي تسيطر عليك حين تمارس عملاً جميلاً.

عندما تسمتع بطعم فاكهة لذيذ وتتنفس هواءاً نظيفاً هذا سيجعلك تحب الطبيعة، عندما تشاهد فيلمك المفضل، عندما تمرح مع حيوانك الأليف، عندما تقرأ كتاباً، عندما تربح جائزة، عندما تنجح في دراستك أو في عملك كل هذه الأمور وغيرها الكثير تسبب لك السعادة إذاً هي حب.

لمجرد أن ترى طفلك أنت تشعر بالحب.

انظر إليه الآن إن كان نائماً أو يلعب أو يبكي أو حتى يشاكس أمه أو أحد إخوانه.

أنظر إلى هذه القطعة التي خرجت منك، يالا روعة جمال ملامحه، آهٍ كم أُحبه، أليست هذه المشاعر هي حب؟

هذا هو الحب باختصار.

 الحب هو أي سبب يسبب لك الفرح.

ما هو التسويق؟

للتسويق أشكال عديدة ولكن كلها تحمل نفس المعنى والهدف. التسويق الإلكتروني – التسويق بالعمولة – التسويق العقاري…. الخ. التسويق باختصار هو أنه لديك منتج أو خدمة وتريد بيعه.

التسويق هو مجموعة من العمليات أو الأنشطة التي تعمل على اكتشاف رغبات العملاء. وتطوير مجموعة من المنتجات أو الخدمات التي تشبع رغباتهم وتحقق للمؤسسة أرباح خلال فترة زمنية مناسبة.

التسويق العاطفي يربط كل تلك الخطوط مع بعضها بغض النظر عن ماذا تبيع.

ما هو مفهوم التسويق؟

هو عبارة عن فن البيع. وطريقة عرض المنتجات والخدمات بصورة تجذب انتباه المستهلكين والعملاء وتجلب الزبائن الجدد إلى السلعة أو الخدمة في القطاع التسويقي.

كما يتضمن تحديد الأسعار المنافسة على أن تكون الأفضل بين السلع المنافسة في السوق والتي تلبي نفس الغرض مع ضمان جودة المنتجات وضمان تحقيق الأهداف المطلوبة ومن هنا نجد أنها عملية شاملة تدرس كافة المجالات لتحقق الهدف الرئيسي المتمثل في اكتساب الميزة التنافسية على المستوى المحلي أو العالمي.

والآن بعد أن تعرفنا على مفهومي الحب والتسويق كل منهما بتجرد سنقوم بإعداد الخلطة السحرية.

إحمل دلو التسويق بيدك اليمنى ودلو الحب بيدك اليسرى الاقرب إلى القلب ووازن بينهما كميزان ليبراته متعادلة على كلا الجهتين.

ولنسكبهم في دلو الحياة. والآن حرك المزيج كما يفعل عاشق الطبخ بتحريك طبخته وهو يتذوق رائحتها بأنفه وكل مشاعره لدرجة أنه يشعر بطعمها اللذيذ. وهذا ما يسمى بالعامية ( عندو نَفَس بالطبخ).

وهذا ما يميز طباخ عن آخر _نَفَسَه_ سيضع على الطاولة طعام يستمتع بطعمه هو والآخرين، والجميع يثني على الطعم الرائع، وهنا يزيد جمهوره ومحبيه لأنه طاهٍ ماهر.

تذكر معي كم شخص تحب أن تأكل من أكله لأنه يطبخ بشكلٍ رائع. مثل الشيف عمر مثلا أو الشيف بوراك. كم شخص يحبه ويشتهي أن يتذوق من أكله؟ هذا فقط من المشاهدة فما بالك لو كنت صديقه أو قريبه أو ابنه وتأكل كل يوم من طبخه؟

أمك من أحد أسباب حبك لها هو أن طبخها لذيذ. أليس كذلك؟

أو ربما تكون أنت هذا الشخص. تذكر كم من شخص تذوق من طبخك واستمتع بالطعم اللذيذ وتذكر كم كنت مستمتعاً وأنت تشتم رائحة الطبخ وهو على النار وأنت تقوم بتحريكه.

والآن إمسك ملعقتك وابدأ بتحريك المزيج.

كن أنت هذا الطاهي في تحريك مزيج الحب والتسويق في طبخة العمر الذي تعيشه. ولتكن طباخاً ماهراً، كي تكون سعيداً أنت أولاً وتنقل هذه السعادة للآخرين.

مزيج التسويق العاطفي :

الشركة والمنظمة هو أنت والمنتج والخدمة هو ما تقوم به من أعمال في يومك.

هل تسوق لنفسك بشكل جيد؟ هل تعرض منتجاتك بشكل جيد؟

هل لك مجموعة كبيرة من المحبين والذين هم الجمهور والعملاء الذي تحدّث عنهم التسويق؟

اجذب هؤلاء المحبين من خلال تطوير مجموعة من الخدمات أو المنتجات التي تشبع رغباتهم، قم بتطوير نفسك أولاً.

عندها سوف يعشقوك لأنك تشعرهم بالسعادة وتطعمهم الأكل اللذيذ. ويسوقون لك، سوف يتحدثون للجميع عنك وعن طبخك الرائع ومن سيسمع سيشتهي التذوق ويسعى لاختلاق فرصة ليجتمع بك ويأكل على مائدتك. وعندما يأكل هذا الجديد سوف يتكلم أيضاً ويجذب لك مجموعة جديدة كبيرة من الجمهور والمحبين.

هنا أنت من تختار كم شخص تحب أن تُطعِم. كم شخص سوف تقدم له خدمة تشعره بالسعادة ويتحدث عنها.

وأنت أيضاً كم تشعر بالسعادة حين تقدم خدمة لشخص آخر وترى الفرح في عينيه.

لذا لتكون مسوقاً ناجحاً يجب أن تسوق لنفسك بحُب وتقدم خدمتك بحُب لتجلب جمهور المحبين. الذين سيصبحون هم العملاء الحقيقين وهم من سوف يجذبون محبين غيرهم ( زبائن). لأنك قدمت لهم خدمة تشبع رغباتهم   وحققت للمؤسسة_ والتي هي أنت_ أرباح كبيرة. سوف تكبر أنت في السوق وتتميز عن منافسيك لأنك تقدم كمية كبيرة من الحب.

إتقان فن التسويق العاطفي.

يسعدني أنك مهتم لتتعلم أكثر عن هذا الفن ولكن للوصول للمرحلة المطلوبة هناك عدة مزايا يجب عليك امتلاكها.

أنت تدري أيضاً أن رحلة النجاح شاقة ومن أراد الوصول تحمل مشاقها وأكمل طريقه نحو القمة.

ستصبح إنساناً آخر أفضل وأجمل وأكثر نجاحاً إذا عملت جاهداً وقررت أن تفعل كل ما يتطلبه منك الأمر حتى لو كان متعباً ومرهقاً في البداية ولكن النهاية تستحق العناء.

8 صفات يجب أن تتحلى بها لتتقن فن التسويق العاطفي.

1-استمع :

الأشخاص الناجحين مستمعين جيدين.

استمع بإصغاء لما يقوله الطرف الآخر بغض النظر إن كنت توافقه الرأي أم لا ولكن استمع وافهم جيداً ماذا يريد عندها سوف تدري جيداً كيف تقدم خدمتك له على حسب احتياجه.

2-تعاطف:

كل منا لديه ما يكفي من المتاعب ولكن الجميل في هذه الحياة أنه يوجد أحباء يتعاطفون معنا ويربتون على أكتافنا ويقولون لنا أننا أقوياء ونستطيع الفوز .

لا بد أنك قابلت أحد هؤلاء الناس وسررت جداً بالحديث معه وشعرت بارتياح شديد من تعاطفه معك.

لتكن أنت هذا المتعاطف الودود الذي ينشر السعادة حوله.

3-راقب :

المراقبة لا تعني أن تتدخل في أشياء تحرجهم بل أن تراقب ما يحدث حولك من أحداث يومية وتتعلم من المشهد الذي شاهدته درساً يعود عليك بالفائدة مستقبلاً.

ثق تماماً بأن لاشيء تمر به عبثاً بل كل حدث فيه درس مستقبلي وما عليك سوى أن تراقب جيداً.

4-قيِّم :

للبشر اختلافات بدرجات الوعي لديهم، وأنت لك درجة وعي أيضاً. لتحصل على تقييم صحيح قيِّم نفسك أولاً.

هل وجدت أنك في مرحلة وعي متقدمة أكثر من المتواجدين في عالمِك؟

حسناً هذا جيد جداً ولكن لا تجعله يدعوك للتكبر بل يجب عليك النزول الى مستوى وعيهم عند الحديث معهم ولا تترجى أن يصعدوا هم لمستوى وعيك.

صحيح، أليس هذا منطقياً؟

5-تفائل :

التفاؤل هي صفة سحرية من يتمتع بها يصبح مغناطيساً يجذب الناس من حوله. فالمتفائل الإيجابي هو كما الزهرة الفواحة التي تنشر عبيرها في أي مكان حلّت به.

جميعنا بحاجة إلى هذا الشخص الذي يحفز الإنسان الخامل بداخلنا ويشعره بأن الحياة جميلة.

ألا تريد أن تكون أنت تلك الزهرة؟

6-كن مبادراً:

لا تنتظر أن يأتي هو إليك إذهب أنت له.

هذا الشيء بديهي لأننا بشكل دائم ننتظر الإهتمام من الآخرين ولكن لنسأل أنفسنا. هل نحن نقدم الإهتمام المطلوب؟

إذا بادرت أنت سوف تعود عليك النتائج بالمثل فكن أنت من يقدم الخدمة الأولى.

7-كن مسؤولاً :

الجميع يشعر بالأمان تجاه الشخص المسؤول عن نفسه أولا. الذي يقدِّر قيمة الأشياء ويسعى للنجاح وإثبات ذاته فلا يغرينا الوجود بجانب شخص لا مبالي، لا يدري أين البداية ومتى النهاية.

كن أنت ذلك القوي لمجرد وجوده يملئ المكان بالأمان والطمأنينة.

7-الأُسلوب:

بين كسب القلوب وكسر القلوب خيط رفيع اسمه أُسلوب.

سلوكك يحدد سلوك المقابل.

ليكن أسلوبك في الحديث والنقاش ليناً هيناً لطيفاً على المستمعين. فالصراخ يجلب الصراخ والغضب يولِّد الغضب. والمشكلة ولِدت من رحم سوء الفهم.

عندما تتكلم بأسلوب لطيف سوف يفهم الجميع وجهة نظرك ويؤمنون بها.

وإن كان أسلوبك فظاً حتماً ستكون النتائج غير مرضية.

هل تراقب أسلوبك في الحديث مع الآخرين؟

8-كن صادقاً:

الصدق هو الذي يولِّد الثقة بين الناس والثقة هي التي تجلب الحب والحب هو غايتنا.

إذا تحدثت تحدث بصدق وإن وعدت يجب عليك أن تفي بوعودك.

أنت أيضاً تحب الشخص الصادق وتستمر في التعامل معه لأنه أهل للثقة.

كن أنت هذا الشخص الذي يثق به الجمهور والعملاء والمحبين.

الحب هو المنتج وهو الخدمة.

إذا عمِلت بهذه الطريقة أياً تكن مهنتك، طبيب، فلاح، مهندس، تاجر، فنان أو طباخ ليكن منتجك هو الحب. ستكون أنت صاحب أعلى قيمة في السوق من حيث الجودة والتميُّز والتفوق على المنافسين.وتستطيع أن تصل للعالمية.

أن احببت قمت بهذا التمرين لتحصل على نتائج عملية من واقعك.

دون أسماء الأشخاص الناجحين الذين تعرفهم بمهنة معينة وقارن بينه وبين شخص أقل نجاحاً في نفس المهنة واعرف الفرق بينهما.

ستجد أن الفرق هو كمية الحب التي يقدمها كل شخص.

هل تعرف صفة أخرى مهمة لتحقيق النجاح؟

شاركني رأيك في التعليقات.