أولمبياد باريس2024، الحدث الذي شغل جميع الناس في الأسابيع الماضية، وفي 11 أغسطس 2024 أعلنت العاصمة الفرنسية، باريس، نهاية استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية، فببساطة لم يكن مجرد تجمع للرياضيين من جميع أنحاء العالم، بل كان احتفالية بالثقافة، التنوع والوحدة، إضافة إلى مئات المواقف والأحداث التي تشغل الرأي العام حتى اللحظة..

ما الذي جرى في أولمبياد باريس2024؟ كيف كان تنظيم باريس لاستقبال هؤلاء الرياضين؟ وما هي أكثر المواقف استهجاناً وطرافة؟ وما الميداليات التي نالتها الدول العربية؟ وقبل أن نجيب على اسئتلكم، لنأخذكم في جولة سريعة حول تاريخ الأولمبياد وأقسامه..

العلم الأولمبي

تاريخ الأولمبياد وجذوره

تعود جذور الألعاب الأولمبية إلى العصور القديمة، حيث أقيمت لأول مرة في مدينة أوليمبيا اليونانية عام 776 قبل الميلاد احتفالاً بعبادة الإله زيوس.

الألعاب الأوليميبة قديماً

ومع مرور الوقت، تطورت هذه الفعالية لتصبح رمزاً دولياً للتنافس الرياضي والثقافي، مما أدى إلى إحيائها في العصر الحديث عام 1896 على يد البارون بيير دي كوبرتان في ملعب باناثينايكو في أثينا .

اليوم، تقام الألعاب الأولميبية الصيفية  كل أربعة سنوات في شهر يوليو أو أغسطس، وكما تقام الشتوية كل أربعة سنوات خلال فصل الشتاء في الدولة المضيفة.

هل تود معرفة المزيد عن تاريخ الأولمبياد؟ من هنا!

المسابقات الرسمية في أولمبياد باريس2024 الصيفي.

منذ عام 1896 حتى اليوم، تغيرت المسابقات وأنماطها وفروعها عشرات المرات، إليكم نبذة عن المسابقات التي عقدت هذا الصيف في أولمبياد باريس2024 والتي بلغ عددها 32 رياضة متنوعة ومثيرة:

1.  ألعاب الترامبولين
2. التزلج على اللوح
3.  التسلق الرياضي
4. الجمباز الإيقاعي
5. الجمباز الفني
6. الجودو
7. الجولف
8. ألعاب القوة
9. الدراجات
10. الرماية
11. الريشة الطائرة
12. السباحة
13. الغطس
14. القوس والسهم
15. المصارعة
16. الملاكمة
17. تايكوندو
18. التجديف
19. رفع الأثقال
20. الفروسية
21. تنس الطاولة
22. سباق القوارب
23. كرة القدم
24. كرة الماء
25. كرة المضرب
26. كرة اليد
27. كرة سلة
28. ماراثون السباحة

والآن، بعدما عرفنا تاريخ الأولمبياد وما هي الرياضات التي يعتنى بشأنها اليوم، ما هي أهم الأحداث التي جرت في أولمبياد باريس2024؟

أخطاء وعثرات الدورة الأولمبية!

الافتتاحية المريبة لأولمبياد باريس2024 …

كانت افتتاحية أولمبياد باريس هي الحدث الأول الصاعق والصادم لجميع من شاهده، بداية من الأزياء الغريبة لممثلي الافتتاحية وصولاً إلى الرسائل المبطنة من هذا العرض، إذ انتشرت مئات التحليلات والفرضيات لحقيقة العرض، الرأي الأكبر كان يميل إلى أن الافتتاحية كانت تمثيلاً للوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دافنشي بقصد إثارة جدل ديني بين مختلف الفئات، وآخرون قالوا بأنها تمثيل للوحة وليمة الآلهة للفنان الإيطالي جوفاني بيليني، بينما ظنَّ البعض بأنها تجسيد للإله ديونيسيوس إله الخمر لدى الإغريق القدماء.

لاقت الافتتاحية اعتراضاً ورفضاً على نطاق واسع، سواء من ناحية التنظيم أو الفكرة، وكثيرون رأوا بأنه كان من الأنسب لو تناولت شيئاً ما من ثقافة فرنسا للتعريف بها لا رسائل مبطنة مثيرة للجدل الجميع في غنى عنها.

السارقون يجتاحون أجواء أولمبياد باريس2024 !

العديد من المشاركين في أولمبياد باريس2024 وقعوا ضحية لعمليات سرقة كبيرة نوعاً ما أثناء تواجدهم في القرية الأولمبية..

بدءاً من لاعبي منتخب الأرجنتين لكرة القدم، عبوراً بدراجيّ سلوفاكيا الذين سرقت معداتهم، وصولاً إلى  تعرض لاعب في فريق الركبي السباعي الوطني الياباني لسرقة خاتم زفافه وعقد ومبلغ مالي من غرفته وكل ذلك حدث بسهولة كأنَّ القرية سجن مليء بالمختليين..

بالمقابل، حاولت المتحدثة الرسمية باسم الأولمبياد باريس الدفاع عن تنظيمهم للحدث العالمي الرياضي، مدعية وجود أكثر من 180 كاميرا أمنية، إلا أنه كما بيدَ رغم وجود رجال الأمن والكاميرات فمن المستحيل إنقاذ القانون من هذه المخالفات..

تنظيم لا يكترث بسلامة الرياضين!

بدءاً من الديدان في الطعام، التقيؤ بعد السباحة في نهر السين، بطل أوليمبي ينام في شوارع باريس والأمراض المنتشرة في القرية، للأسف بدا وكأن اللاعبين قد قدمواً لمصارعة حتفهم لا لتمثيل بلادهم..

الديدان في الطعام..!

بعدما كشف المشاركون في أولمبياد باريس2024 عثورهم على الديدان في وجباتهم، تخوفوا من جودة الطعام ومدى تأثريه على ادائهم، من المفترض أن يقدموا أفضل مفي وسعهم، وهذا عيني رعاية مضاعفة ولا سيما من الناحية الغذائية والجسدية، إلا أننا وجدنا العكس هنا..

بطل أوليمبي ينام في الشارع!

رصدت الكاميرات السباح الإيطالي توماس سيكونو، نائماً في شوارع باريس، بعد أيام من حصوله على الميدالية الذهبية في سباق 100 متر ظهـر إذ اشتكى توماس من غرف القرية الأولمبية لعدم وجود مكيف هواء، مما دفعه إلى أخذ قيلولة في الهواء الطلق في حديقة بالقرية الأولمبية.

توماس سيكون -الحائز على الميدالية الذهبية في السباحة- وهو ينام في حديقة باريس

نهر السين الملوث وتقيؤ اللاعبين..

بعد تجربة اللاعبين السباحة في نهر السين، عبروا عن صدمتهم، سواء من مذاق الماء المقزز أو من رؤيتهم لأشياء غريبة تمنعوا عن ذكرها، كما ألتقطت العدسات صوراً لبعضهم يتقيؤون عشرات المرات بعد خروجهم من المياه القذرة.

تقيؤ اللاعب الكندي في ألعاب الترايثلون تايلور ميسلاوشوك حال خروجه من نهر السين!

40 إصابة بفيروس كورونا في أولمبياد باريس2024!

نعم هذا صحيح، لقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن 40 رياضيا في القرية الأولمبية ثبتت إصابته بفيروس كورونا..

ما الذي حققته الدول العربية في أولمبياد باريس2024؟

على الأقل، نستطيع أن نقول أن الدول العربية قد حققت إنجازاً استثنائياً وغير مسبوق هذا العام رغم كل الظروف والتنظيم السيء بنظر الجميع، ماهي هذه الإنجازات غير المعهودة؟ لنكتشف ذلك معاً…

البحرين:

تصدرت البحرين جدول الميداليات في الوطن العربي، وذلك بعد نيلها لميداليتين ذهبيتين (لأولى عبر العداءة وينفريد يافي في سباق 3000 متر موانع، والثانية عبر المصارع أحمد تاج الدين في لعبة المصارعة.)

أما الفضية فكانت من نصيب العداءة سلوى عيد ناصر في سباق 400 متر للسيدات، وحصد اللاعب غور ميناسيان الميدالية البرونزية في منافسات رفع الأثقال بوزن فوق 102 كيلو غرام.

الجزائر:

حصدت الجزائر ميدالتين ذهبيتين، الأولى كانت لنجمة الجمباز الجزائرية كيليا نمور (17 عاما) وذلك بعد أن قدمت أداء مذهلا على العارضتين غير المتماثلتين.

الثانية من الملاكمة إيمان خليف والتي تصدرت محركات البحث في الأيام الماضية، ورغم كل ما تعرضت له من انتقادات، استطاعت الحصول على الميدالية الذهبية في وزن 66كغ.

كما حصلت على ميدالية برونزية في ألعاب القوى للرجال والتي حققها جمال سجاتي.

مصر:

حققت مصر ثلاث ميداليات، ذهبية في خماسي حديث رجال من قبل أحمد الجندي، وفضية في رفع الأثقال وزن 81كغ للسيدات من قبل سارة أحمد، وبرونزية من قبل محمد السيد في سيف مبارزة فردي للرجال.

إضافة إلى ما حققت من ميداليات، نالت مشاركة ندى حافظ، المبارزة المصرية الحامل في الشهر السابع ثناءً على جميع الأصعدة رغم بعض الانتقادات التي طالتها.

تونس:

تونس أيضاً حققت ثلاث ميداليات، ذهبة في التايكوندو 80 كغ رجال بواسطة فراس القطوسي، فضية في مبارزة السيف من قبل فارس القرجاني، وبرونزية في التايكوندو 5 كغ من قبل محمد خليل الجندوبي.

المغرب:

حققت المغرب ميدالتين، ذهبية في ألعاب القوى (موانع رجال) بوساطة سفيان البقالي، بينما حقق منتخب كرة القدم المغربي برونزية.

الأردن:

حققت الأردن فضية في تايكوندو 68كغ رجال من قبل زيد عبد الكريم.

قطر:

حقق معتز برشم برونزية في ألعاب القوى للرجال (ٌقفز عالي)

أطرف حوادث أولمبياد باريس 2024

رغم كل الانتقادات اللاذعة التي طالت التنظيم، إلا أن هنالك العديد من المواقف العفوية التي نالت إعجاب المتابعين..

لاعبة الجمباز الصينية اللطيفة تتصدر أخبار أولمبياد باريس2024!

انتشرت صور اللاعبة الأولمبية تشو يا تشين (18 عامًا ) الحائزة على الميدالية الفضية في نهائي عارضة التوازن للجمباز للسيدات، وذلك كان حين بدت مندهشة عند رؤيتها لزميلتها تعضان ميدالياتهما الجديدة، وعندما اتسعت عينيها بفعل الصدمة، حاولت أن تقلدهما إلا أنها لم توقف بعض الميدالية بالفعل.

وبهذا التصرف العفوي اللطيف نالت تشو محبة الناس على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، لتتصدر صورها خلال ساعات قليلة الإنترنت.

تشو يا تشين تحاول محاكاة زميلاتها في تقليد عضّ الميداليات

أولمبية صينية تعود بميدالية ذهبية وخاتم زواج!

ليو يوتشين يعرض الزواج على هونغ يا تشونغ!

بعد هبوط ليو يوتشين الفائزة بالميدالية الذهبية في منافسات الزوجي المختلط بكرة الريشة، وجدت زميلها في الفريق، ليو يوتشين، والفائز بالميدالية الفضية في منافسات الزوجي للرجال في أولمبياد طوكيو راكعاً على ركبة واحدة طالباً منها الزواج، وبردة فعل محببة وبقليل من دموع الفرح، قبلت تشونغ عرضه بسرور، ملتفين أنظار جميع متابعي أولمبياد باريس2024 إلى حبهم المميز.

يصوب ويده في جيبه..

يوسف ديكيتش، الرامي التركي الذي حصدت صوره تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب أسلوبه الفذ في التصويب، فهو لم يتزود بأية معدات خاصة واكتفى بارتداء نظارته الطبية واضعاً يده في جيبه..

إلا أنه رغم ذلك، حقق الميدالية الفضية!

الرامي يوسف ديكيتش يقوم بالتوصيب دون أية معدات!

حفل ختام أولمبياد باريس2024

رغم الافتتاح المريع، إلا أن الحق يقال، لقد أبهرت باريس العالم بحفل الافتتاح الذي أقيم في ملعب “دو فرانس”..

إطفاء الشعلة الأولبمبية وإنزال العلم الأولمبي وتسليمه وإلقاء الكلمات من منظمي الدورة الأولمبية أمور اعتيادية، ما أثار ذهول الجمهور  كان العروض والوصلات الغنائية، العرض الأوبرالي، وبالطبع توم كروز الذي نزل من على سقف ملعب دو فرانس في حركة أكروباتية مختلطاً بالمشاركين والجماهير ليتسلم العلم الأولمبي وينطلق به.

ختاماً، الأولمبياد الرياضي ليس مجرد حدث تعنى بها الصفحات الرياضة ومحبيها، إنه جهود سيدات ورجال بذلوا الكثير لكي يحققوا هذه النجاحات الباهرة، إنه فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى والتواصل مع الآخر، كما أنه حدث اجتماعي إنساني ثقافي يجمع كل الناس، من مختلف الأعمار ومن كل بقاع الأرض رغم اختلافاتهم، ليجعلهم يرون الصورة الأكبر للبشرية، ألا وهي الإنسانية.