العديد من الإناث على اختلافِ أعمارهم يعانونَ من متلازمة ما قبل الحيض PMS.
تحدث متلازمة ما قبل الحيض قبل أسبوعٍ من بدء الدورة الطمثية أو ما تعرف بالدورةِ الشهرية، حيثُ تختلفُ شدةَّ الأعراض بين أُنثى و أخرى باختلاف التغيّرات الهرمونية.
في بعض الأحيان، تعيق ظهور أعراض ما قبل الدورة الشهرية ، من أداء أبسط المهامِ اليومية، وهنا تندرج هذه الأعراض تحت ما يسمى متلازمة ما قبل الحيض الاكتئابي PMDD.
سوف نتحدث في هذا المقال عن العديد من الجوانب حول متلازمة ما قبل الحيض PMS،والشكل الاخر من هذا الاضطراب PMDD
من أعراضها، أسبابِ حدوثها، طرقِ العلاج، و نمط التغذيةِ الملائم الذي يجب اتباعه.
أعراض متلازمة ما قبل الحيض:
يُعاني حوالي 30 – 50% من النساء في فترة الحيض من شكل خفيفٍ إلى متوسط من الدورة الطمثية، أو الشهرية و 4_14% يُعانين من الدورة الشهرية الشديدةِ الى درجةٍ، تعيق اداء أبسط المهام اليومية.
فالأعراض تكون أكثرَ شدّة لدى الإناث لتي لديها تاريخ عائلي من الاكتئاب أو التي تعاني من القلق الدائم.
في عددٍ من الحالات، تكون الأعراض شديدةً وحادة تؤثر، على الرفاهية و الأداء اليوميّ وهنا علينا الاعتراف بأنّنا أمام شكلٍ خَطِر من الدورة الشهرية أو ما يُسمى اضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي PMDD.
تختلف الأعراض بين PMS و PMDD، ففي اضطراب ما قبل الحيض قد تشعرين بالاكتئاب لكن في PMDD يكون الشعور أكثرَ حدّةٍ وقد يسبب لك أفكار سوداويةٍ كالانتحار.
أمّا من ناحية تقلبِ المزاج، في PMS قد تشعرين بالسعادة في دقيقةٍ، ثم تنزعجي أو تغضبي في الدقيقة التالية وقد تبكي، أمّا في PMDD قد تغضبي بشدة ومن المُرجح أن تزعجك اشياءَ، لا تزعجك بالأحوال العادية وقد تشعري بأنَّ حياتك خارج نطاق سيطرتك.
أعراض عاطفية وسلوكية:
- الضغط أو القلق.
- نوباتُ البكاء.
- التقلبات المزاجية أو الانفعالية أو الغضب.
- تغييرات في الشهية والرغبة في الطعام.
- صعوبات في النوم (أرق).
- ضعف التركيز.
- حدّة الطباع.
أعراض بدنية جسدية:
- الإرهاق.
- الصداع.
- التطّبل.
- إيلام بالثديين.
- حب الشباب.
- ألم بالمفاصل والعضلات.
- الشعور بالنفخة والغازات.
- البعض لديه حساسية للضوء والضوضاء.
- زيادة الوزن المتربط باحتباس السوائل.
أسباب حدوث متلازمة ما قبل الحيض:
قد تكون التغيّرات الهرمونية بالجسم هي المسؤولة عن ظهور الأعراض, بالإضافةِ إلى التبدلات في مستويات السيروتونين
Serotonin الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالفرح والسعادة، إلى حدوث تقلباتٍ مزاجية، وتبدلات بالشهية، واضطرابٍ
في النوم.
العمر وتبدلات فترة الحيض:
من الواضحِ جداً، أنّه مع التقدمِ بالعمر تصبح أعراض ما قبل الحيض PMS أكثر سوءاً حيث، تتغير افراز الهرمونات عبر المراحل العمريةِ المختلفة، في العشرينيات من العمر تختلف عما هو بالاربعينيات من العمر، وخاصةً بالاقتراب من سنوات نهاية الإنجاب.
توجدُ عوامل عديدة تسبب تفاقم الأعراض سوءاً مع التقدم بالعمر منها :
- الولادة.
- اكتئاب ما بعد الولادة.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب.
يُمكن توّقع تفاقم هذه الأعراض، خلال فترة ما قبل انقطاع الدورة، التي تعود للتغيرات الكبيرة في مستويات الهرمونات
(الاستروجين و البروجسترون).
ممارسات يومية تسبب زيادة شدة أعراض ماقبل الحيض :
- التدخين وشرب الكحول.
- تناول مستوياتٍ عالية من السكريات.
- الإكثار من تناول الشحوم.
طرق لتخفيف شدة الأعراض:
- القيام بممارسة أي نشاط بدني كالمشي مثلاً لفترة من الوقت وبذلك يساعد، على زيادة هرمونات الفرح والسعادة.
- تناول طعام صحي خالٍ من الدهون وغني بالخضراوات والفواكه.
- الإقلال من الكافيين و الكحول.
- الحصول على ساعات نوم كافية.
- القيام يممارسة اليوغا لتقليل الشعور بالقلق، و التوتر.
- الاستحمام بالماء الدافئ وتطبيق كمادات دافئة.
- تناول الاعشاب الطبيعية.
تأثير تناول الأعشاب الطبيعية على أعراض ما قبل الحيض:
يُساهم تناول بعض الأعشاب الطبيعيةِ قبل وأثناء الدورة الشهرية الى تخفيف الالامِ والتشنجاتِ التي،تُرافق فترةَ الحيض
وأيضاً يساعد على تخفيف الشعور بالنفخة وزيادة فترات الاسترخاء وتحسين الحالة المزاجية .
طرق علاج متلازمة ما قبل الحيض:
كلّ أُنثى تختلف بطبيعة جسمها عن الأُخرى، لذلك قد تستخدم أنثى علاجاً معيناً تتحسن عليه،على عكس أنثى أخرى قد لا تتحسن أعراضها إلا بعلاج اخر مناسبٍ لها .
تبعاً للحالة والتاريخ المرضي لكل أنثى قد يصف الطبيب علاجاً معيناً، من الأدوية الموصوفة:
-
مضادات الالتهاب اللا ستيروئيدية :
تعتبر مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs خياراً مناسباً للعلاج، حيث تُعتبر من الأدوية التي تصرف بغير وصفة طبية.
تُساعد NSAIDs على التخفيف من الألمِ والالتهاب و تقلصاتِ المعدة منها :
- النابروكسين naproxen
- الإيبوبروفين ibuprofen
- ديكلوفيناك diclofenac
من المهمِّ معرفة أنّ مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، قد تُسبب قرحة معدة لدى المرضى ذوي الحساسية العالية لتلك الأدوية لذلك يجب تناولها بعد الطعام مباشرةً، تفادياً لأيِّ ضررٍ بالمعدة.
أيضاً يجب الحذر عند تناولها لدى مرضى الضغط، أو الذين لديهم حوادث قلبية سابقة، حيث يمكن أن تتفاعل مسكنات الألم NSAIDs مع العديد من الأدوية الشائعة، لعلاج ارتفاع الضغط وتعيق عملها في الفعل الخافض للضغط، بالإضافة الى الحذر الشديدِ لدى مرضى الربو.
-
مدرات البول :
قد يصف الطبيب للأُنثى، تناول مدرات البول بسبب احتباس السوائلِ الذي تُعاني منه بعضُ الإناث، و زيادة الوزن الناجم عنه، ولكن على الأنثى ذِكر جميع الأدوية التي تتناولها حتى لا يحدث تداخل دوائي معين، يودي بحياتها أو يكون له أثراً عكسياً على صحتها.
ملاحظة: لا يُصرف إلّا بموجب الطبيب.
-
مضادات الاكتئاب و دورها في فترة ما قبل الحيض:
تُعاني بعض الإناث من اكتئاب ما قبل الطمث، وتغيراتٍ مزاجية حادة، قد يرى الطبيب المعالج ضرورةً في استخدام نمط معين
من مضادات الاكتئاب، في حال كانت حاجةً ضرورية .
منها مثبطات إعادة قبط السيروتونين الانتقائية SSRIs التي تُعتبر الى حدٍ ما الأمن بمضادات الاكتئاب، والأقلُ تأثيراتٍ جانبيةٍ،
منها:
- فلوكسيتين Fluoxetine
- باروكسيتين Paroxetine
- سيرترالين Sertraline
ملاحظة: قد يستغرق الحصول على الفائدة من استخدام مضادات الاكتئاب مدة بين 3_4 أسابيع.
لكن قد تسبب هذه الأدوية، أثاراً جانبية جنسية لذلك قد يلجأ الطبيب لتخفيض الجرعة، أو استبدال الدواء.
-
العلاج السلوكي المعرفي:
قد يلجأ البعض للعلاج السلوكي المعرفي CMT فهو يُعتبر علاجاً فعالاً للتغلبِ على مشاكل الصحة العقلية والعاطفيةِ بما في ذلك القلق والاكتئاب، حيث يساعد على فهمِ كيفية تأثير أفكارنا على حالتنا المزاجية، وكيف تصبحُ أفكارُنا السلبية عائقاً لعيش حياتنا بأمان، يعتبر العلاج السلوكي المعرفي مفيداً لأي شخص.
إنّ العلاج السلوكي المعرفي يمنح لمرضى الاكتئاب فرصةً لتحدي الأفكارِ السلبية، وتجاوزها بفكرٍ واقعيٍّ وإيجابيٍّ.
-
تناول بعض المكملات الغذائية أو ما يُعرف بالفيتامينات:
- كالسيوم Calcium: يساعد الكالسيوم في مستوياتهِ الطبيعية في التقليلِ من تقلبات المزاج، الأرق، وفقدان الشهية.
ملاحظة: يُنصح بمشاركة فيتامين دال مع الكلس لتحسين امتصاص الكلس.
- المغنسيوم Magnesium: يُستخدم لتهدئة الجهاز العصبي حيث تكون الفائدة المرجوةَ أفضل، بمشاركة المغنسيوم
مع B6، أيضاً تمكننا هذه المشاركة من تقليل الصداع النصفي.
يجب الأخذ بمشورة الطبيب حول المتممات التي يجب أخذها، على عكس ما هو متداول حالياً،حيث أصبحت
الإناث تتناول المتممات الغذائية عشوائياً ودون أن تعلم ما هو الأنسب، لحالتها وصحتها.
وهكذا، نكون قد تعرفنا على كل ما يخص فترة ما قبل الحيض، وقدمنا جميع الاساليب والطرق لتخفيف شدة الألم المترافق مع تلك الفترة الحرجة.
و أشيّد على ضرورة الالتزام بالتغذية الملائمة والصحية، والابتعاد عن الإكثار من السكريات كما هو معروف لدى العامة، والتركيز الضروري على ممارسة التمارين الرياضية لما لها من فائدة كبيرة بالحياة اليومية وبالأخص في فترة ما قبل الحيض.
ومن خلال ما تحدثنا عنه في هذا المقال، نكون قد تمكنا من إزالة عبءٍ كبير و قلقٍ دائم، يكون مرافق للإناث،لعدم وجود الوعي والمعرفة التامة حول ما يجري من تغيّرات في أجسادنا.
التعليقات 0
اضف تعليق