هل تبحث عن حل سحري و سريع لإتقان التحدث باللغة الإنجليزية؟ ترغب بأن تصبح متحدثاً طليقاً في أسبوع؟
هذه المقالة ليست لك، لأن الحلول المختصرة التي تعطي أسرع نتيجة في أقصر وقت ما هي إلا حيلة يستخدمها بعض الأشخاص لزيادة شهرتهم، و مبيعات دوراتهم التي غالباً ما تأتي بعنوان: تحول إلى بلبل ناطق باللغة الإنجليزية في أسبوع!
للأسف لا يوجد عصا سحرية تحولك إلى ما تريد إلا في عالم ديزني.

أما إن كان لديك رغبة حقيقية بالتعلم، و تعرف أن النجاح في أي شيء يحتاج إلى جهد و تعب و مثابرة، فتعال أخبرك عن تقنية الـ Shadowing  التي تعد من أفضل الطرق التي تساعد على تحسين النطق باللغة الإنجليزية، و التي ستمكنك من التعلم على راحتك مجاناً و من دون قيود.

ما هي تقنية الـ Shadowing؟

هي تقنية تعتمد على أسلوب التعلم الذاتي وهي عملية ترديد ما يقوله شخص آخر و من الضروري أن يكون متحدث أصلي للغة و تقليده تماماً بنفس الصوت، و نفس السرعة، و نفس النبرة و اللفظ، كظله، لذا سميت بتقنية الظل، و هي تعمد اعتماد كلي على مهارة الاستماع. و للحصول على أكبر استفادة منها عليك أن تحدد هدفك قبل البدء باستخدامها، وأن تعرف ما الذي تنوي تحسينه بالضبط، و اختيار المقاطع الصوتية تبعاً لذلك.

ميزات تقنية الظل:

يمكنك تعلم مهارة التحدث باللغة الإنجليزية في أي مكان، و أنت تقود السيارة، أو في المطبخ، أو أثناء غسل الصحون، و في أي وقت يناسبك، و يمكن الاستفادة منها جداً خاصة لمن ليس لديه أي شخص يمكنه التدرب على المحادثة معه، و من لا يملكون القدر الكافي من المال للتسجيل في مراكز المحادثة، أو من لا يوجد لديهم مراكز مختصة بالقرب منهم.
و بما أنها تقنية تعلم ذاتي فهي تساعدك على تجنب الشعور بالحرج عند الخطأ، كما يمكنها أن تساعدك من دون وعي على تحسين طريقة التحدث و استخدام مصطلحات لا يمكن معرفتها إلا من المتحدثين الأصليين.
بالإضافة إلى أنها تتيح لك التعلم بطريقة مسلية بعيداً عن الطرق التقليدية التي قد تكون مملة و غير مشجعة للبعض، وذلك عن طريق استخدام مشاهد لأفلام و مسلسلات ممثلك المفضل، و التدرب على التحدث باللغة الإنجليزية عن طريقة تقليده.

كيف يمكن تطوير مهارة التحدث باللغة الإنجليزية باستخدامها؟

الطريقة الأولى:

– قم بتشغيل الصوت، و استمع للمتحدث.
– كرر ما يقول أثناء الاستماع خلال أجزاء من الثانية.

ميزة هذه الطريقة أنها يمكن استخدامها في أي مكان أو زمان تقريباً و حتى أثناء القيام بشيء آخر.

الطريقة الثانية:

– عند تشغيل الصوت استمع لجملة كاملة.

-أوقف التسجيل مؤقتاً، كرر ما يقول مراراً.

-أعد تشغيل التسجيل ثانية، و كرر نفس العملية.

يمكنك استخدام هذه الطريقة عندما تكون متفرغاً، و ميزاتها أنها تساعدك على التركيز على اللفظ، و من خلالها تنتبه لطريقة النطق و نغمة الصوت أكثر.
هذه الطريقة لا تعتمد على التكرار فقط، بل محاولة اتباع نمط الكلام و الصوت والنبرة التي يتحدث به صاحب الصوت.

من الممكن في مراحل متقدمة أن تقوم بدمج الطريقتين معاً، فتبدأ باستخدام الطريقة الثانية و تكرر ببطء مع إيقاف التسجيل، ثم تكرر مع المتحدث نفسه كما في الطريقة الأولى.

في هذا الفيديو مثال يوضح كيف تطبق الطريقتين بشكل عملي.

أهم المصادر التي تساعد على إتقان مهارة التحدث باللغة الإنجليزية باستخدام تقنية الظل:

الأفلام والمسلسلات:

لا يمكن الإنكار أن الأفلام والمسلسلات تعد واحدة من أفضل المصادر لتعلم مهارة التحدث باللغة الإنجليزية، ويمكن العثور على العديد من هذه المصادر بشكل مجاني على الإنترنت.

الـ Podcast :

يوجد العديد من البودكاست باللغة  الإنجليزية على الإنترنت، ويمكن استخدامها لتعلم اللغة بتقنية الظّل
و ما يميز البودكاست أنه يحوي على حوارات واقعية، من الحياة اليومية، مما يجعل الفائدة أكبر، من الأمثلة:

Luke’s English podcast و هو لمدرس لغة إنجليزية بريطاني. و بشكل عام يمكنك البحث عن:

English Podcasts ( C1 ) Level، و ليس بالضروري أن يكون المستوى C1، عليك أن تكتب مستواك أنت في المحادثة.

تطبيقات الموبايل:

يوجد عدد كبير من تطبيقات الموبايل التي تتيح للمتعلمين إتقان مهارة التحدث باللغة الإنجليزية بتقنية الظّل مثل :

–English Duolingo
–Babbel

–Rosetta Stone

–BBc learning:  الذي ينصح به غالبية مدرسي اللغة الإنجليزية، حيث يحوي على تسجيلات قصيرة،  تساعدك على الاستمرار في عملية التعلم من دون ملل.

– الكتب الصوتية باللغة الإنجليزية:

تعد الكتب الصوتية واحدة من المصادر المثالية لتعلم التحدث باللغة الإنجليزية بتقنية الظّل للمتعلمين، حيث يمكنك الاستماع إلى النصوص وتكرارها بشكل متزامن و تعتبر طريقة فعالة لتحسين مهارة المحادثة، و يمكن العثور على كتب صوتية لجميع المستويات، من المبتدئين إلى المتقدمين.

Youtbe:

يوجد عدد كبير من قنوات اليوتيوب التي تساعدك على تعلم المحادثة باستخدام تقنية الظّل، كل ما عليك هو أن تبحث عن المتحدث الذي يناسبك.
و ستجد تمارين عديدة للتدرب على استخدام هذه التقنية.

الأخطاء الشائعة التي يجب على المتعلمين تجنبها عند تعلم التحدث باللغة الإنجليزية باستخدام تقنية الظّل:

-التّركيز كثيراً على الكلمات الفردية:

هذه التقنية لا تعني حفظ المفردات. بدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بممارسة إيقاع و نغمة ( tune )  اللغة الإنجليزية، مثلما تختلف طريقة الإلقاء باللغة العربية ما بين الشعر و النثر.

-عدم الانتباه للتّشديد:

بعض الكلمات في اللغة الإنجليزية يتم التّشديد باللفظ عليها، أو  على مقطع منها بحيث يكون لفظ هذا المقطع بقوة أكبر من المقاطع الأخرى في نفس الكلمة، مثال:
كلمة ” insert ” عندما تكون فعلاً، نشدّد على المقطع الثاني، و عندما تكون اسماً نشدّد ونضغط على المقطع الأول.

-عدم الإنصات بعناية:

لتحقيق أقصى استفادة من تقنية الظل، من الضروري الاستماع بعناية إلى المتحدث الأصلي – تذكّر تطوير مهارة الاستماع الفعّال-.

-محاولة التحدث باللغة الإنجليزية بسرعة كبيرة:

من المهم أن تبدأ ببطء والتركيز على الحصول على النّطق والتنغيم الصحيح قبل محاولة التحدث بسرعة.
لا تستعجل،  استمر وسيأتي اليوم الذي ستتحدث فيه بطلاقة.

-إهمال التدرب على التحدث باللغة الإنجليزية بانتظام:

الظّل تقنية تتطلب ممارسة، لذلك من الضروري التدرب بانتظام من دون انقطاع، الاستمرارية هي مفتاح النجاح.

نصائح حول كيفية الاستفادة القصوى من تقنية الظل:

– طوّر مهارة الاستماع الفعّال، و التي تسمى أيضاً بالاستماع الإيجابي، و تعني القدرة على التركيز مع المتحدث بشكل كامل، وفهم جميع المعلومات التي يقدمها، على عكس الاستماع السلبي الذي يكون من دون تركيز و لا تخرج منه بفائدة.

-عليك أن تختار صوت شخص يعجبك، و تشعر برغبة بالاستماع إليه مطولاً من دون ملل، و تود تعلم التحدث بنفس طريقته و أسلوبه.

– يمكنك إبطاء سرعة الصوت إذا شعرت أنك لا تستطيع مجاراته، و ذلك حتى تتمكن من الانتباه لأدق التفاصيل، يوتيوب يوفّر هذه الميزة.

– يفضّل أن يكون المحتوى النّصي موجود لديك حتى تتابع مع الصّوت، و تحدد الكلمات التي تحتاج تمييز أو تكتب ملاحظات و تضع خط تحت الكلمات التي وجدت صعوبة في نطقها.

– تسجيل صوتك أثناء ممارسة هذه التّقنية، صوت المتحدث الأصلي و صوتك معاً، على الرغم من أن الأمر يبدو متعباً، و لكن سيكون له تأثير عظيم، و من يتبع هذه الطريقة يتحسن نطقه بوقت أقل ممّن لا يستخدمها، فهي تساعدك على تحديد الثغرات التي لديك عن طريق مقارنة الاختلافات الموجودة بين الصوتين.

– قف أمام المرآة و أنت تتحدث، تساعد هذه الطريقة على زيادة ثقتك بنفسك أثناء التحدث مع الآخرين.

-ضع نية و هدف قبل بدء عملية التّعلم مثل معرفة متى نشدّد على الكلمة أو المقطع الصوتي، و متى نُغيّر نبرة الصوت، و كيف نُنهي الجمل و إلخ..

-تحدث بصوت عالٍ و اقرأ بصوت عالٍ أيضاً، و إن لم يكن لديك أي شخص لتصحيح أخطائك، فإن مجرد التحدث بصوت عالٍ سيساعدك على أن تصبح أكثر راحة في التّحدث باللغة الإنجليزية، و ستلمس نتائج ذلك أثناء التحدث مع الآخرين.

– الاستمرارية مهمة جداً في أي عملية تعلم، لذا حتى تحقق أفضل نتيجة بأقل وقت، عليك أن تمارس هذه التقنية من دون انقطاع لفترات طويلة.

– في عملية التعلم المهم هو الجودة و ليس الكمية، فلا بأس بتكرار نفس المقطع الصوتي مراراً حتى تتقنه.

في الختام، تذكر أن مفتاح النّجاح في تعلم مهارة التحدث باللغة الإنجليزية باستخدام تقنية الظّل هو الممارسة المنتظمة و الاستمرارية، لذا حاول دمجها في روتينك اليومي لتعلم اللغة، ولا تخف من ارتكاب الأخطاء، مع الجهد المستمر ستلاحظ تحسن كبير في مهاراتك بمرور الوقت، و تذكر أنه لا يوجد وصفة سريعة و لا عصا سحرية لتعلم أي مهارة، و أن رحلة التعلم حتى الوصول للإتقان تختلف من شخص لآخر، حسب تفرغه، و استمراريته، و مدى رغبته في إتقانها.

المصادر:
https://africa.teachingenglish.org.uk/classroom/pronunciation/shadowing

https://dictionary.cambridge.org/dictionary/english/stress

Accent’s Way English with Hadar

https://www.duolingo.com

https://www.bbc.co.uk/learningenglish

https://www.babbel.com/

https://www.rosettastone.com/