إن النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان من أكثر الدراسات أهمية. فالنظام الغذائي السليم مهم للغاية لصحة الإنسان بشكل عام وللمصابين بكافة أنواع السرطان بشكل خاص، فهو من أهم جوانب خطة العلاج والمحافظة على جسم صحي ضمن فترة العلاج.
المهمة هنا تبدأ باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وثابت للحصول على رحلة علاج
كاملة وآمنة وخالية من الأمراض، فالنظام الغذائي المتوازن يجعلك تحافظ على وزن صحي، كما يساعدك على مكافحة العدوى، وقد يساعدك حتى في منع ظهور بعض الآثار الجانبية للعلاج أو السيطرة عليها.
بمجرد أن تبدأ العلاج، قد تجد صعوبة في اتباع نظامك الغذائي المعتاد، قد تكون بحاجة إلى موازنة نظامك الغذائي (إضافة أنواع مختلفة من الأطعمة والمشروبات) للحصول على التغذية التي تحتاجها.
- اقرأ أيضا:كل ما توّد معرفته عن نظام الكيتو دايت
الوجبة المتوازنة ضمن النظام الغذائي المتوازن
تنظيم الوجبة هو أهم خطوة نبدأ بها النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان. يجب أن تمثل الأطعمة النباتية ثلثي (أو أكثر) حجم الوجبة ضمن النظام، لأنها مصدر أساسي للفيتامينات والمعادن والبروتين وتساعد جسدك على التعافي بشكل أسرع ومكافحة الأمراض
مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات:
- منها الخضروات غير النشوية كالبروكلي والكرنب والقرنبيط و الخضروات النشوية (مثل البطاطس والبطاطا والذرة والقرع والبازلاء)
- بالإضافة للخضروات ذات الأوراق الخضراء مثل السبانخ والخس واللفت والكرنب
تشمل الأطعمة النباتية الصحية الأخرى:
- الحبوب الكاملة (مثل الأرز البني ومعكرونة القمح الكامل والكينوا والشعير)
- الفواكة الكاملة (مثل التوت والتفاح والكمثري والكيوي والبرتقال والقشطة)
فالأطعمة النباتية عنصر مهم جدا ضمن النظام الغذائي المتوازن والصحي.
البروتين وأهميته ضمن النظام الغذائي
يحتاج الجسم إلى قدر متوازن من السعرات الحرارية والبروتين في النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان
حتى يعمل على النحو الأمثل. وقد يطلب منك طبيبك أو خبير التغذية السريري الخاص بك زيادة كمية البروتين في نظامك الغذائي بشكل مؤقت. إذا كنت قد خضعت مؤخرًا لجراحة أو كنت مصابًا بجروح، فسيساعدك تناول المزيد من البروتين في التعافي. ستساعدك المقترحات التالية في زيادة كمية البروتين في نظامك الغذائي.
- تنوع مصادر البروتين الحيواني والنباتي ضمن الوجبة، ومن الأغذية الغنية بالبروتين ( الدجاج والسمك ولحم البقر والغنم والبيض والدجاج والجبن والحبوب والمكسرات أو زبدة المكسرات وأغذية الصويا).
- إضافة البروتين إلى الوجبات الخفيفة أثناء فترة الراحة من العمل. كإضافة الحليب والمكسرات إلى الكوكتيلات.
الألياف وأهميتها
يجب ان يحتوي النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان على الألياف ضمن إحدى الوجبات فهي مهمة جدا للصحة وإضافتها لإحدى وجباتك أمر مفروغ منه فهي تساعدك على :
- المحافظة على سكر الدم عند مستويات مناسبة.
- خفض مستويات الكوليسترول.
- تنشيط حركة الأمعاء بشكل منتظم ومنع حدوث الإمساك.
- الشعور بالشبع والامتلاء بعد الوجبة.
يجب على معظم البالغين تناول 25 إلى 35 جرامًا على الأقل من الألياف يوميًا. يمكنك أيضًا القيام بذلك من خلال تناول كوبين ونصف من الخضروات أو الحبوب، وكوبين من الفواكه و3 حصص من الحبوب الكاملة (ويُساوي ذلك كوب ونصف من سيرل الحبوب الكاملة، أو الشوفان أو المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل، أو الكينوا، أو الأرز البني، وغير ذلك من الحبوب الكاملة المطهوة أو ثلاث شرائح من خبز القمح الكامل) كل يوم.
أمثلة عن أطعمة غنية بالألياف:
- البقوليات: تحتوي البقوليات بما يشمل الفاصوليا والعدس والحمص على نسبة عالية من الألياف والبروتين.
- المكسرات والبذور، التوت، الكمثرى، الحبوب الكاملة، الأفوكادو، والتفاح بالإضافة إلى العديد من الأطعمة الأخرى.
الدهون وتنوع مصادرها
بالنسبة للدهون ووجودها ضمن نظامك الغذائي كمريض سرطان فيجب اختيار الاطعمة التي تحتوي على دهون صحية وهي الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة مثل الأسماك والمكسرات والبذور كبذوز اليقطين و الزيوت كزيت اللوز وزيت الزيتون بالإضافة للخضروات كالافوكادو.
وتجنب تناول الدهون المتحولة غير الطبيعية (زيوت مهدرجة) كمبيضات القهوة والأطعمة المقلية والسمن النباتي الصناعي والكعك أو الرقائق المعالجة والمعبأة، فهي تزيد من نسبة الكوليسترول “الضار” وتخفض الكوليسترول “الجيد” على عكس الدهون الغذائية الأخرى.
كما يزيد النظام الغذائي الغني بالدهون المتحولة من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الملح والصوديوم وتأثيره على الجسم
التحكم بكمية الملح المضاف إلى الوجبات ضمن النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان ، فقد يؤدي تناول الطعام المليء بالكثير من الملح لرفع ضغط الدم لديك ويزيد من مخاطر الإصابة بجلطة أو فشل القلب أو مرض الكلى، فيجب أن يحرص أغلب الأشخاص على تناول أقل من 2300 مليجرام من الصوديوم (قرابة ملعقة صغيرة واحدة من الملح) يوميًا.
كما يجب تناول الأطعمة الطازجة غير المعالجة كالفاكهة والخضراوات التي تحتوي على نسبة صوديوم أقل.
الكربوهيدرات مصدر طاقة مهم ضمن النظام الغذائي
وجود الكربوهيدرات ضمن النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان أمر مهم لأنها مصدر أساسي للطاقة ويجب الحرص على تناول مصادر صحية وطبيعية من الكربوهيدرات ومن أهم هذه المصادر:
- الفواكه
- الخضراوات
- الحليب
- المكسرات
- الحبوب
- البذور
- البقوليات والبازلاء والعدس
ويجب تجنب مصادر الكربوهيدرات المصنعة كالكعك والبسكويت والخبز الأبيض والمشروبات السكرية لأنها تسبب زيادة الدهون والسمنة بالمفرطة بالإضافة لكونها سبب لأمراض عديدة كارتفاع الكوليسترول والسكري.
السكر أهميته ومخاطر السكر المضاف على مريض السرطان
بالنسبة للسكريات وكيفية اضافتها الى الوجبات فنستطيع أن نجد السكريات الطبيعية في العديد من الأطعمة مثل الفواكه الطازجة والحليب ويجب الحصول على السكر الطبيعي بكميات معتدلة للحفاظ على مستوى الطاقة وتوازن الجسم.
لذلك يجب إضافتها إلى إحدى الوجبات بكميات معتدلة ضمن الوجبة الرئيسية أو الوجبات الخفيفة كالكوكتيلات وسلطات الفواكه.
أما “السكريات المُضافة”( السكريات والسوائل المُضافة إلى الأطعمة أثناء تصنيعها)، كالمشروبات الغازية والحلويات ومشروبات الطاقة، هي عامل يسبب مخاطر عدة والسبب هو أن خلايا أجسادنا تستخدم الغلوكوز (أحد أنواع السكر) للنمو وإنتاج الطاقة، لذا يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من السكر والكثير من السعرات الحرارية بشكل عام أيضًا إلى زيادة مستويات الأنسولين والهرمونات الأخرى التي قد تساهم في تطور الورم ومخاطر الإصابة بأمراض السكري.
ومن الجيد تقليل مقدار السكريات في الأطعمة والمشروبات وكذلك تقليل السعرات الحرارية المستهلكة.
كما أن تناول الكثير من السكر أو الكثير من أي طعام يساهم في زيادة وزن الجسم على شكل دهون، ومن المعلوم أن زيادة الوزن أو السمنة المفرطة ترفع مخاطر الإصابة بالسرطان.
ويجب ملاحظة أنه يتعين عليك الالتزام بنظام غذائي صحي بوجه عام وأن تناول قطعة كوكيز أو أحد الأطعمة المفضلة لن يتسبب في نمو السرطان .
أهمية الماء والسوائل للصحة
من أهم الأمور الواجب اتباعها ضمن النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان هو الاهتمام بشرب الماء والسوائل للحفاظ على رطوبة الجسم وتعزيز النمو الصحي والبقاء لخلايا الجسم.
يجب شرب كمية كافية من السوائل من 1.5 إلى 2 لتر يومياً و ذلك على شكل ماء أو قهوة او شاي او شراب بنكهة (الورد, اللوز) لدعم نظامك الغذائي بشكل جيد.
فقدان الشهية ضمن رحلة العلاج
أثناء العلاج، قد تمر عليك أيام جيدة وأخرى صعبة فيما يتعلق بالغذاء. وقد تبدو الوجبات الكبيرة غير جذابة.
ويمكن أن يحدث ذلك إذا كنت تفتقر إلى الشهية (ترغب في تناول قدر أقل من الطعام) أو الشبع المبكر (بعد بدء تناول الطعام بمدة قصيرة).
يمكن أن تساعدك المقترحات التالية في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الوجبات:
- تناول وجبات صغيرة بعدد أكبر. على سبيل المثال، تناول 6 إلى 8 وجبات في اليوم بدلاً من 3 وجبات رئيسية.
- تناول الطعام كل بضع ساعات. لا تنتظر حتى تشعر بالجوع.
- احصل على حصص أقل من الطعام في صحون السلطة بدلاً من صحون تناول العشاء.
- تناول الشوكولاتة الساخنة وعصائر الفاكهة الغنية بالسعرات الحرارية.
- اجعل وجباتك الخفيفة المفضلة متوفرة في المنزل وأثناء التنقل وفي العمل.
- تناول الأطعمة المفضلة لك في أي وقت من اليوم. على سبيل المثال، يمكنك تناول أطعمة الإفطار (مثل الفطائر أو البيض المخفوق المقلي) في الغداء أو العشاء.
- قم بتضمين الأغذية ذات الألوان والقوامات المختلفة في وجباتك لجعلها أكثر شهية.
- اجعل تناول الطعام تجربة جيدة عبر تناول الوجبات في محيط محبب ويبعث على الاسترخاء مع أفراد العائلة والأصدقاء.
الوزن الصحي للجسم ومخاطر البدانة
يجب الإشارة إلى أن بلوغ الوزن الصحي للجسم والمحافظة عليه يعد أحد أهم الأمور التي يمكنك فعلها للمحافظة على صحتك بوجه عام. فالوزن الزائد وزيادة مستوى الدهون في الجسم مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، من بينها أنواع معينة من السرطان والسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم إلى جانب أمراض القلب.
وهناك العديد من الأسباب لاكتساب الوزن أثناء العلاج أو بعده، وهي تشمل:
- تناول الكثير جدًا من السعرات الحراراية.
- عدم بذل النشاط البدني
- انقطاع الطمث المبكر عند النساء
- الإصابة بالاكتئاب (مشاعر حزن قوية) والقلق (مشاعر قلق أو خوف قوية)
- الشعور بالجوع أكثر مما هو معتاد بسبب تناول الستيرويدات الموصوفة
- تناول الطعام للحصول على الشعور بالراحة أو لمقاومة المشاعر السلبية
- تناول الطعام أكثر من المعتاد بسبب الآثار الجانبية للعلاج، مثل الإجهاد (الشعور بالتعب أكثر مما هو معتاد) أو الغثيان (الشعور بأنك على وشك التقيؤ)
إذا كنت قد اكتسبت وزنًا، فقد يكون من الصعب عليك خسارته. ولهذه الأسباب، يجدر بك أن تحاول المحافظة على الوزن الصحي أثناء العلاج.
القواعد والارشادات للمحافظة على الوزن المناسب ضمن النظام الغذائي الذي يحتاجه مريض السرطان
استخدم القواعد الإرشادية الواردة أدناه للوقاية من زيادة الوزن. تعاون مع خبير التغذية الخاص بك لتحقيق أهدافك المتعلقة بالوزن.
- اختر نظام غذائي متوازن.
- الانتظام في ممارسة التمارين.
- التحكم في المقادير والحصص.
- ضع الطعام دائمًا في طبق حتى يتسنى لك معرفة مقدار ما تأكله. ولا تتناول الطعام من حاوية أو كيس.
- تجنب تناول الطعام في أثناء مشاهدة التلفاز، أو في أثناء الوقت التي تمضيه على شاشة (مثل متابعة البريد الإلكتروني أو مشاهدة الأفلام)، أو إجراء المكالمات عبر الهاتف.
- اشرب 8 أكواب من السوائل يوميًا. اختر الماء أو غير ذلك من المشروبات الخالية من السعرات الحرارية.
- لا تتناول أكثر من كوب واحد من عصير الفاكهة يوميًا. وإنه لمن الأفضل تناول الفاكهة كاملة بدلاً من شربها عصيرًا.
اعلم أنك لست مضطرًا لتغيير نظامك الغذائي مرة واحدة. يمكنك تحديد هدف واحد أو هدفين كل أسبوع وستحصل على النتائج المرغوبة. كن طبيب نفسك نظم وقتك وحياتك واستشر الخبراء والأطباء واحصل على رحلة علاج آمنة وخالية من العقبات.
التعليقات 0
اضف تعليق