هناك العديد من الأمور التي يجب مراعاتها قبل اتّخاذ قرار بإنجاب طفل إلى هذا العالم، أهمها التربية الصحيحة. إنّ التربية لا يقتصر مفهومها على تعليم طفلك كيفية الأكل والشرب والدراسة، هذا ما يُدعى بالرعاية فقط. لتربية طفلك التربية الصحيحة المثالية يُنصح أن تلجأ لعدة مصادر تُغني معرفتك. يمكنك أن تبحث عن كتب، مقالات علمية، صفحات موثوقة طبية على الإنترنت أو أن تستفسر من أطباء اختصاصيين في هذا المجال لتزداد ثقافتك.
إن طفلك خارج المنزل هو مرآة لمعاملتك له في داخله، لذلك يجب أن تكون مُلم بشتّى الطرق والوسائل التربوية السليمة؛ لأنه لا تنتهي مهمتك عند الإنجاب وحسب؛ بل أن تخلق طفل سليم عقلياً ونفسياً يجب أن يكون جلَّ ما تسعى إليه.
لتتبع منهج التربية الصحيحة مع طفلك تفادى هذه الأخطاء التي تقوم بها معه دون أن تدرك ذلك:
1. عدم تشجيع طفلك عندما يقوم بعمل جيد
يسعى طفلك دائماً إلى إرضائك بأعماله؛ خاصةً في مراحله الطفولية، فمن الواجب عليك تشجيعه باستمرار ليقدم أفضل ما لديه. حاول أيضاً ألا تنسَ ما قام به من أعمال جيدة واثنِ عليه بين الحين والآخر.
2. معاملة طفلك بمستوى إدراكك
ليس من المعقول معاملة طفل بعمر (5-7) سنوات بمنطق أب أو أم بعمر (30-40) سنة، يجب عليك أن تقيس كافة المواقف والانفعالات على مستوى فهمه وإدراكه لتستطيع استيعاب ما يقوم به الطفل من أفعال ويمكنك التصرف معه على ذلك النحو.
3. عدم تهنئة طفلك لنجاحه بعلامات متوسطة
غالباً ما يكون طفلك قد بذل قصارى جهده في الدراسة لاجتياز امتحانات الفصل الدراسي، فإنّ تجاهل تعبه واجتهاده ومعاتبته على ذلك سيكون وقعه سيئاً على نفسيته. يمكنك أن تُهنئه على ما قام به من مجهود وبعدها تجلسون سوياً لتتناقشوا بما تم التقصير فيه هذا الفصل وكيف سيتجاوزه طفلك الفصل الدراسي القادم.
4. المقارنة بين طفلك والأطفال الآخرين
خطأ شائع جداً يستخدمه الآباء بقصد التشجيع لكنّ الأمر معاكس تماماً عند الطفل، فهذا سيولد شعور سيء جداً لديه؛ ممّا يهدم ثقة طفلك بنفسه ليصعب عليك إعادة بناءها. ابتعد عن كافة المصطلحات التي تعبّر عن المقارنة وابدأ بحبّ طفلك وشجّعه بطريقة أخرى.
5. تجاهُل أسئلة طفلك حول موضوع ما
أنت المعلم الأول والقدوة المثالية لطفلك، لا تشعره بضجرك من حديثه أو أنّ سؤاله لا يستحق الأهمية. اعطه الأهمية الكاملة وتجاوب معه تجاه كل ما يسأل من أسئلة واستفسارات.. ليس كل شيء سيتعلمه في المدرسة!
6. تجنُّب يوم “عيد الحب” مع طفلك
وُجد هذا اليوم لتبادل العواطف والتعبير عنها. كما أنه لا يقتصر على الأحباء وحسب؛ بل بإمكانك أن تظهر كمية المشاعر الإيجابية تجاه طفلك وتجعله يوماً مميزاً تحتفل فيه مع عائلتك بكلّ حب. لا داعٍ للخجل من التعبير عن حُبّك لطفلك ولو أصبح كبيراً. علّمه ما هو الحب وحاول أن تردد على مسامعه يومياً كلمة “أنا أحبّك”.
7. تجاهُل طفلك عندما يكون محقاً في أمر ما
علّم طفلك كيف يعتذر عندما يكون مُخطئ. وإن كنت أنت المخطئ في أمرٍ ما سارع بالاعتذار من طفلك، ذلك سيعلّمه الكثير من التواضع، الإنسانية والثقة بالنفس.. كما وأنّ ليس كل الآباء محقين دائماً!
8. إخفاء أحلامك المستقبلية عن طفلك
إنّ أجمل ما قد تقوم به هو مشاركة أحلامك وطموحاتك المستقبلية مع طفلك، علّمه ما معنى الحلم ودعه ليبدأ رحلته الخاصّة بخلق أحلام وآمال لنفسه ومشاركتها معك أيضاً.
9. التمييّز بين أطفالك
لا تقم بتشجيع طفلك الأصغر على حساب السخرية من قدرات طفلك الأكبر، أو أن تقوم بالاهتمام ورعاية طفل على حساب الآخر، بل اعطِ لكلّ طفل حقّه بالحب والاهتمام، فلكلّ طفل أسلوب وقدرات معيّنة. هذا ما سيعزز ثقة أطفالك بنفسهم ويعزز المحبة فيما بينهم.
10. وعد طفلك بشيء لا تستطيع القيام به
لن تتوقع مقدار قوة ذاكرة طفلك حتّى تعده بشيء ما، سيبقى يفكّر بذلك الوعد ويتأمل به إلى أن تحققه له. من الأفضل أن تعده دوماً بأشياء تستطيع تحقيقها حتى لا تخيّب أمله لاحقاً.
11. عدم الاهتمام بثقافة طفلك ونشاطاته
تعتبر الثقافة من الأشياء التي لا يكفي تعليم المدرسة وحده بإغنائها، من الضروري تدريب طفلك على القراءة وحبّ التعلم والاكتشاف الذاتي للمعلومات. كما وأنّ التسجيل بعدة نشاطات كالسباحة، الرسم، التعلّم على الحاسوب أو دراسة لغات جديدة، سيفيد الطفل في المستقبل ويُغني من معرفته وثقافته.
12. عدم استخدام كلمات الشكر أمام طفلك
استخدم كلمة “شكراً” كلّما سنحت لك الفرصة بذلك. اشكره على المساعدة بتنظيف المنزل، ترتيب ألعابه أو لجلوسه هادئ دون مشاغبة عند زيارة الأقارب. علّمه توجيه الشكر لمن يقدم له مساعدة أياً كان نوعها فذلك يُعزز من احترامه لنفسه ومن احترام الآخرين له رغم صغر سنه.
13. عدم سؤال طفلك عن يومه في المدرسة
من الضروري سؤال الطفل دوماً عن مدرسته وعن الأحداث التي يواجهها مع معلميه وزملائه، وعمّا إذا كان يواجه مشكلة من أي نوعٍ كانت، وعن شعوره تجاه الأمر؛ هل يشعر بالغضب – بالحزن؟ يجب أن تتناقش بالأمر معه لكيلا يتحول غضبه من مجرد شعور إلى تصرف عدواني.
14. التنمُّر على طفلك
من أسوأ الأمور التي يمكن أن تحدث مع الطفل هي التنمر، وأكثرها سوءاً أن تكون نابعة من الأهل. كلّ كلمة تقولها لطفلك إن كانت جيدة أم سيئة لها دور كبير ببناء شخصيته للمستقبل. لا تُقلل من مستوى شخصيته وقدراته، بل ابنِ شخصية مملوءة بالحب والثقة بالنفس. فإن كان ابنك يعاني من البدانة وذي شخصية قوية أفضل بكثير من شخص نحيل ذو شخصية مهزوزة سببها أنت!
15. عدم حفظ أسرار طفلك
كل طفل لديه مجموعة أسرار بسيطة يُحب أن يحتفظ بها لنفسه. اسمح لطفلك بحيّز من الخصوصية ولا تخترقه لكي تبقى العلاقة فيما بينكما مبنيّة على الاحترام والثقة المتبادلة. كما أنه غالباً ما يلجأ الطفل إلى والده والطفلة إلى والدتها للحديث عن بعض الأسرار. إياك والإفصاح بها أمام باقي أفراد العائلة!
16. العشوائية وعدم التنظيم
علّم طفلك أن يكون منظماً؛ كترتيب ملابسه،ترتيب ألعابه، ترتيب كتبه في مكتبة خاصة، تنظيم الأوراق الخاصة به والمحافظة على نظافتها. كما أنه يمكنك وضع نظام خاص بالمنزل يلتزم به أفراد الأسرة كالنوم واللعب في وقت محدد وأيضاً أوقات تناول الطعام والدراسة. كلّها أشياء يمكن الاتفاق عليها بالإجماع ودع طفلك يشارك برأيه في وضع البرنامج لأنه سيشعر بأنه جزء لا يتجزأ من العائلة.
17. عدم الاحتفال بأعياد ميلاد طفلك السنوية
كل عيد ميلاد يعتبر كبداية حياة جديدة لطفلك، شاركه هذا العيد واهتم بالتفاصيل كقالب الحلوى والهدية ولا تنسَ التقاط الصور والاحتفاظ بها، سيفرح جداً عندما يراها بعد سنوات عديدة.
18. تجاهُل مشاعر طفلك
هذا التصرف سيولد عنده شعور الوحدة والخوف والعدوانيّة. لا تتجاهل بكاءه على أمر ما؛ لأنه يريد إيصال فكرته بهذه الطريقة وأحياناً يبكي طلباً للاهتمام. راعِ مشاعره وحاول أن تعلمه كيف يتحدث دون أن يلجأ للبكاء لتصبح شخصيته قوية.
19. إهمال طفلك للصلاة
علّم طفلك منذ الصغر كيف نصلي ونطلب أمراً من الله. مارس هذه الأمور أمامه لكي يتعلّم منك كيف يفعل هذا بكلّ حب وإيمان. علّمه الشعائر الدينية ودعه يرددها أمامك. في كل مرة يفعل بها ذلك كافئه بهدية صغيرة الى أن يعتاد الأمر ويتقنه.
20. عدم احترام الآخرين
ليس هنالك ما هو رمادي في هذا القانون. لا تدعه يُطلق كلمات نابية على أحد أصدقاءك أو أقرباءك باعتباره مزاحاً، بل علّمه أن هذا الأمر معيب. انتبه إن تعلّم نطقها من المدرسة كما أنه لا يجب على أحد ترديد كلمات نابية أمامه لأنه سيتعلّمها ويرددها دوماً.
التربية بمفهومها تعني قسماً متكاملاً من الحياة، تكون من مهام الأب والأم سويةً. يجب الاهتمام الكامل بقواعد التربية الصحيحة لنحصل فيما بعد على شاب أو شابّة مفعمان بالحب، بالاحترام وبقوّة الشخصيّة. محبة الأطفال والثقة بهم وبقدراتهم تعزز لديهم حب النفس والاعتزاز بها، كما أنها تبني حبلاً متيناً بين الأهل والأطفال. لنبنِ جيلاً واثقاً من نفسه وقدراته، خالياً من التعنيف والتنمر، ممتلئاً بالمحبة والاحترام.
للمزيد من قواعد التربية الصحيحة اقرأ كتاب 501 طريقة لتعزيز ثقة الطفل بنفسه.
اقرأ مقالتي السابقة عن قصة نجاح أ.محمد حبش
التعليقات 0
اضف تعليق