التسويق عبر الذكاء الاصطناعي كاء الاصطناعي (AI) هو أحد فروع علم الحاسوب الذي يهدف إلى نشاط وتطوير أنظمة وبرمجيات تستطيع أداء مهمات تتطلب الذكاء البشري، فهو يحاكي ويقلد الأنشطة والعمليات الذهنية التي يقوم بها البشر. يشمل القدرة على التعلم من التجارب والقيام بتحليل واتخاذ القرارات وحل المشكلات، يحتوي الذكاء الاصطناعي عدة تقنيات كالتعلم الآلي والتخطيط ومعالجة البيانات والاستفادة منها في عمله، والتفكير والفهم والتفاعل.
وفي الحديث بشكل مفصل أكثر عن هذه القدرات نبدأ بالمهارة الأولى ألا وهي التعلم:
- التعلم: هو قدرة الآلة على تحسين أدائها من خلال الخبرات السابقة كالتعلم الآلي.
- التفكير واتخاذ القرارات: وهو القدرة على اتخاذ قرارات معقدة بناءً على البيانات الموجودة لدينا كالخوارزميات.
- التفاعل مع البيئة: هو القدرة على التأقلم مع البيئة الخارجية وفهمها كالتعرف على الصور والأصوات كأننا نستعين بالحواس.
الهدف من هذا الذكاء الاصطناعي هو جعل الآلات ذكية بما يكفي لتفكر وتتخذ القرارات التي تماثل وتوازي قرارات العقل البشري، وبذلك تستفيد الشركات من التسويق عبر الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.
وقد تم اختبار نجاح الذكاء الاصطناعي من خلال اختبار يدعى “اختبار تورنغ” والذي اقترحه عالم الرياضيات والكمبيوتر آلان تورنغ في عام 1950م.
يهدف الاختبار إلى قياس القدرة على التصرف الذكي في الآلات من خلال تقييم قدرتها على محاكاة التفاعل البشري بشكل مقنع. إذا كان الشخص الخارجي غير قادر على التمييز بين الإنسان والآلة، فيعتبر ذكاء الآلة ناجحاً. وفقاً لهذا النجاح فقد دخل الذكاء الاصطناعي بمجالات كثيرة وساهم في تطورها، كمجال التسويق الذي ارتبط بالذكاء الاصطناعي مع تطور التكنولوجيا وظهور أدوات تحليل البيانات، قبل ذلك كان التسويق يعتمد على الأساليب التقليدية كالإعلانات التلفزيونية ومع دخول الذكاء الاصطناعي بهذا المجال حسنه وطوره نحو الأفضل حيث أصبح من الممكن تحليل سلوك المستهلكين بشكل دقيق أكثر، مما يسمح بتطوير التجارب التسويقية وجعلها أكثر فعالية، الأمر الذي يضمن للمسوق النجاح.
بعض التقنيات الحديثة المستخدمة في التسويق عبر الذكاء الاصطناعي (Al Marketing):
الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل كميات ضخمة من البيانات لتحديد أنماط السلوك واتجاهات السوق، وهو ما يساعد في اتخاذ قرارات تسويقية أفضل. مثل أدوات Google Analytics التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المستخدمين والتنبؤ بتوجهات السوق، حيث يمكن أن يساعد التسويق عبر الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بمنتجات قد تثير اهتمام العملاء استنادًا إلى سلوكهم السابق على الإنترنت.
2. التخصيص والتوصيات التلقائية:
يستخدم الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى والإعلانات بناءً على سلوك العملاء واهتماماتهم. أمازون على سبيل المثال يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات شخصية للعملاء بناءً على عمليات الشراء السابقة. إذا كان العميل قد اشترى جهازًا إلكترونيًا، سيقوم النظام بتقديم منتجات ملائمة مثل الإكسسوارات أو الأدوات المكملة.
3. الدردشة التفاعلية باستخدام الروبوتات (Chatbots):
باستخدام الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتفاعل مع العملاء بشكل فوري والإجابة على استفساراتهم. فالعديد من الشركات مثل “سبوتيفاي” و”إيكيا” تستخدم روبوتات الدردشة لتحسين تجربة العملاء، حيث يمكن للروبوت الرد على الأسئلة المتكررة، تقديم الدعم الفني، أو حتى التفاعل مع العملاء بشكل مخصص.
4. التسويق عبر البريد الإلكتروني الذكي:
التسويق عبر الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين حملات البريد الإلكتروني عبر تخصيص الرسائل الترويجية بناءً على سلوك العميل. كأدوات Mailchimp التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك العملاء،مثال على ذلك إذا كانوا يفتحون الرسائل أو يتفاعلون معها، ثم تخصيص رسائل البريد الإلكتروني بناءً على هذه البيانات. كإرسال عروض خاصة للعملاء الذين لم يفتحوا رسائل البريد الإلكتروني لفترة طويلة
5. الإعلانات التنبؤية:
يتيح التسويق عبر الذكاء الاصطناعي تخصيص الإعلانات بناءً على تحليل البيانات الكبيرة حول سلوك المستخدمين والاتجاهات. باستخدام أدوات مثل Google Ads وFacebook Ads، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم إعلانات مخصصة تعتمد على السلوك السابق للمستخدمين، مما يزيد من احتمالية تفاعلهم مع الإعلان.
6. تحليل مشاعر العملاء (Sentiment Analysis):
يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل النصوص والتعليقات عبر الإنترنت (مثل التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي) لفهم مشاعر العملاء حول المنتجات أو الخدمات. مثلاً: إذا كانت هناك الكثير من التعليقات السلبية حول منتج معين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الشركات في اكتشاف هذه المشاعر واتخاذ الإجراءات المناسبة لتعديل الحملات التسويقية أو تحسين المنتج.
7. التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
وهو استخدام التسويق عبر الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة ما يثير اهتمام الجمهور، مما يساعد في تحسين حملات التسويق. مثال على ذلك أدوات Hootsuite أو Sprout Social التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل محادثات وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسمح للشركات بالتفاعل بشكل فعال مع عملائها ومعرفة اهتماماتهم في الوقت الفعلي.
8. التسويق الصوتي باستخدام الذكاء الاصطناعي:
يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة التسويق الصوتي من خلال مساعدين صوتيين مثل Alexa أو Google Assistant. فالعديد من الشركات الآن تستخدم مساعدات صوتية لتعزيز التسويق عبر الصوت، حيث يمكن للعملاء طلب منتج باستخدام الصوت، فيقدم الذكاء الاصطناعي توصيات أو حتى يقدم لهم عروضًا خاصة بناءً على اهتماماتهم السابقة.
9. تحسين محركات البحث (SEO) الذكي:
يمكن أن يحسن الذكاء الاصطناعي استراتيجيات تحسين محركات البحث من خلال تحليل الأنماط والاتجاهات التي تؤثر في تصنيفات المواقع. كأدوات مثل Clearscope وSurfer SEO حيث تقوم باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل المحتوى وكلمات البحث الأكثر فعالية، مما يساعد الشركات في تحسين محتوها وجعلها أكثر توافقًا مع خوارزميات محركات البحث مثل.google
10. التسويق باستخدام الفيديو التلقائي:
يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى فيديو مخصص وذي صلة بالعملاء. باستخدام أدوات مثل Magisto وAnimotoحيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو مخصصة تلقائيًا بناءً على اهتمامات الجمهور أو البيانات المجمعة عنهم.
فالتسويق عبر الذكاء الاصطناعي يعزز القدرة على تخصيص تجارب العملاء، مما يزيد من فعالية الحملات التسويقية. من خلال تحليل البيانات الضخمة وتطبيق التقنيات الذكية، ويمكن للشركات تحسين استراتيجيات التسويق، وتوفير تجارب مخصصة للعملاء، وتحقيق أفضل النتائج في وقت أقل.
بعض الأمثلة التوضيحية لتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال التسويق بشكل فعال:
1. أمازون (Amazon):
يستخدم أمازون الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف لتقديم توصيات مخصصة للعملاء. على سبيل المثال، إذا قام أحد العملاء بشراء منتج معين، فإن الذكاء الاصطناعي يحلل تاريخه في الشراء والسلوكيات السابقة لاقتراح منتجات مشابهة.
2. نتفليكس (Netflix):
يعتمد نتفليكس على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المشاهدين وتقديم توصيات مخصصة بناءً على تاريخ المشاهدة والتفضيلات. الذكاء الاصطناعي يساعد في تحسين تجربة المستخدم عن طريق عرض محتوى يتناسب مع اهتمامات كل مشترك.
3. سبوتيفاي (Spotify):
يستخدم سبوتيفاي الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم من خلال الدردشة التفاعلية. على سبيل المثال، يقدم المساعد الصوتي “Spotify Assistant” للمستخدمين القدرة على التفاعل مع المنصة عبر الأوامر الصوتية، مما يساعدهم في اكتشاف موسيقى جديدة أو إدارة قوائم التشغيل. يتيح هذا التفاعل الفوري تحسين الخدمة وزيادة وقت المستخدم على المنصة.
4. إيكيا (IKEA):
تستخدم إيكيا روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم الدعم للعملاء في المتاجر الإلكترونية. يمكن للعملاء التفاعل مع الروبوت للحصول على إجابات عن الأسئلة المتكررة أو المساعدة في العثور على منتجات معينة.
5. غوغل (Google) – الإعلانات التنبؤية:
يستخدم غوغل الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الكبيرة الخاصة بسلوك المستخدمين عبر محرك البحث والتطبيقات الأخرى لتقديم إعلانات موجهة تستند إلى اهتماماتهم السابقة. على سبيل المثال، إذا بحث أحد الأشخاص عن كاميرات رقمية، ستظهر له إعلانات تخص الكاميرات في مواقع أخرى على الإنترنت.
6. فيسبوك (Facebook) – تحليل مشاعر العملاء:
يستخدم فيسبوك الذكاء الاصطناعي لتحليل النصوص والتعليقات التي يتم نشرها على المنصة. يتم تحليل هذه البيانات لفهم مشاعر المستخدمين تجاه المنتجات أو العلامات التجارية. إذا كانت هناك تعليقات سلبية حول منتج معين، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتهم في تعديل استراتيجياتهم التسويقية أو تحسين المنتج.
7. مايكل كورس (Michael Kors) – التسويق عبر البريد الإلكتروني الذكي
قامت شركة مايكل كورس، وهي علامة تجارية للأزياء، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين حملات البريد الإلكتروني الخاصة بها. باستخدام أدوات مثل Mailchimp، يتم تحليل سلوك العملاء، مثل فتح الرسائل أو التفاعل معها، ومن ثم تخصيص الرسائل الترويجية بناءً على هذه البيانات.
8. حجز الطيران والفنادق (مثل Expedia) – التسويق عبر محركات البحث (SEO) الذكي:
تستخدم شركات مثل إكسبيديا (Expedia) الذكاء الاصطناعي لتطوير استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO). يتم تحليل بيانات البحث لمعرفة الكلمات الرئيسية الأكثر فاعلية التي يستخدمها العملاء للعثور على صفقات السفر والفنادق.
9. الذكاء الاصطناعي في التسويق الصوتي:
شركات مثل أمازون (Alexa) وجوجل (Google Assistant) تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التسوق عبر الصوت. يمكن للمستخدمين طلب منتجات، إجراء عمليات شراء، والحصول على توصيات مباشرة باستخدام الأوامر الصوتية.
أخيراً وليس آخراً، يعد التسويق عبر الذكاء الاصطناعي من أبرز التطورات التقنية التي غيرت وجه الصناعة في السنوات الأخيرة، لقدرته على معالجة وتحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة، الأمر الذي سهل على الشركات فهم احتياجات عملائها وتحسين خدماتها لهم، فالذكاء الاصطناعي يتيح تحسين استراتيجيات الاستهداف، مما يزيد من فعالية الإعلانات ويقلل من التكاليف المرتبطة بها. أيضاً استطاع الذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات من التنبؤ باتجاهات السوق وتحديد الفرص المستقبلية بدقة أكبر، ما يساعد في اتخاذ قرارات تسويقية أكثر ذكاءً. بالإضافة إلى تحسين تجربة العملاء من خلال التواصل الفوري والمباشر معهم عبر المحادثات الذكية والتوصيات، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تصبح تقنيات مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية(NLP) جزءاً أساسيًا من استراتيجيات التسويق الرقمية. ومع ذلك، يجب على الشركات أن توازن بين الاستفادة من هذه التقنيات والحفاظ على ثقتها مع عملائها، حيث أن الاستخدام المفرط أو غير المناسب لهذه التقنيات قد يؤدي إلى مخاوف حول الخصوصية.
أخيراً، يمثل التسويق عبر الذكاء الاصطناعي فرصة هائلة للشركات لتقديم تجارب متميزة، وتحقيق نتائج استثنائية، لكن يجب استخدامها بحذر لضمان النجاح المستدام.
التعليقات 0
اضف تعليق