المشاعر هي الطاقة الكيميائية التي تلعب دوراً كبير في حياتنا .

علينا أن نتعلم التعبير عن مشاعرنا المختلفة فالمشاعر طاقة كيميائية في أجسامنا.

 

المشاعر طاقة كيميائية ،هي أشبه بالرادار الشخص لأنها توفر المعلومات عن أنفسنا وعن أفراد مجتمعا والبيئة المحيطة بنا ،فإذا لم نستمع لمشاعرنا لسوف نخسر مصدراً رئيسياً للمعلومات عن محيطنا .

كل عاطفة أو شعور هو تجربة فريدة تختلف مددتها وقدرتها من شخص إلى آخر، فالمشاعر تسيطر على الكثير من أمور حياتنا بوعي أو بدون وعي ،وتلعب دوراً كبيراً بالتأثير على سلوكياتنا وأفكارنا.

المشاعر :

هي حالة ذهنية تظهر بشكل طبيعي وتلقائي من الجهاز العصبي دون جهد ،وتتطلب منا ردة فعل إما إيجابية أو سلبية ،وهذه المشاعر تقوم بتغيرات فسيولوجية و وسلوكية و ادراكية مختلفة .

هل المشاعر طاقة كيميائية  ؟

إنها مجموعة من الإفرازات الكيميائية يفرزها الدماغ ‏،وهي  تجربة واعية تتميّز بالنشاط العقلي الشديد، وبدرجة معينة من المتعة أو المعاناة،و ردود فعل نفسية و بدنية تجسد الطريقة التي يستجيب بها الإنسان لما يحدث في محيطه،فهذه الإفرازات تحمل طاقة كيميائية مثل الادرينالين والسسيراتونين التي تنتقل للأجزاء المختلفة من الجسم عبر الجهاز العصبي فتؤثر على أعضاء الجسم وتستمر إلى ستة ثوان فقط.

تمرين:

قم بكتابة أكبرعدد من المشاعر التي تعرفها.

 

وجد بعض الباحثين  أن هناك  27 فئة من المشاعر: الإعجاب، والعشق، والتقدير الجمالي، والتسلية، والغضب، والقلق، والرهبة، والحرج، و الملل، والهدوء، والارتباك، والشغف، و الاشمئزاز، والألم التعاطفي، و الانبهار، والإثارة، والخوف، والرعب، والاهتمام، والفرح، والحنين، والارتياح.

عجلة المشاعر :

نشر روبرت بلوتشك (1927- 2006) نظرية اعتبر فيها أن عدد العواطف التي يختبرها البشر تتجاوز 34 ألف عاطفة فرع أو نوع من المشاعر المختلفة والمركبة، فكلما زادت معرفتنا بأنواع المشاعر زادت معرفتنا بآلية التعامل مع هذا الشعور أو ذاك .

تمرين :

حاول أن تكتب خمس مشاعر تشعر بها لمواقف أو أحداث تمر بها خلال اليوم

يمكن الاستعانة ب عجلة  بلوتشوك للمشاعر لنكون قادرين على تسمية الشعور الذي نمر به .

قد لا نملك القدرة و الفصاحة المطلقة للتعبير عن مشاعرنا بشكل دقيق ،ولكن إذا لم نعط أسماء لمشاعرنا ستبقى تلك المشاعر في دواخلنا ،ولا نستطيع التعامل معها مثل مشاعر الفقد والرفض و الحزن ،فهي تخزن في الجسم على شكل طاقة كيميائية سلبية ،حيث تخزن مشاعر الخوف في الرأس  ، ومشاعر القلق في المعدة ، ومشاعر الضغط في الرقبة ،ومشاعر الغضب في الأكتاف ،ومشاعر العصبية في القولون وأسفل الظهر  ،لذلك نجد أن اغلب الأمراض تنشئ عن هذه المشاعر المكبوتة .

أثبتت الدراسات أن المشاعر الغير المريحة يمكن أن تتسبب حالة من الضغط المزمن ،مما يؤثر على التوازن الهرموني في الجسم ،و يخفف من  إفرازات الجسد الكيميائية المرتبطة بالرضا والسعادة مما يؤثر  سلباً على جهاز المناعة .

المشاعر لغة شبيهة باللغات العالم قادرين على تعلمها وفهمها عن طريق التدرب والممارسة ،فحين نفصح عن مشاعرنا ونقيم الشعور الذي ينتابنا ونعرف الرسالة التي يحاول الشعور إيصالها لنا ،وعندما نصل إلى مرحلة تسمية مشاعرنا ؛هذا يعني أننا نسير على الطريق الصحيح.

يمكن أن نذكر بعض الأمثلة لمشاعرنا التي إذا عرفنا تسميتها أمكننا التعامل معها، مثال: غريب على نحو مضحك ـ مثبط العزيمة ـ انتقامي ـ خائب الأمل ـ اندفاعي

 

المشاعر المريحة تجعلنا نتخذ قرارت مريحة

تؤثر المشاعر على أجسادنا بطريقة سلبية وإيجابية معاً فهي الطاقة الكيميائية في أجسامنا

 

المشاعر طاقة كيميائية

المشاعر التي نحس بها هي التي تحركنا، و تتدفق لتحسين أدائنا بالمقابل تؤثر سلباً على الأداء وذلك عندما يكون هناك كم هائل من المشاعر المتدفقة ومن الصعوبة بمكان ضبتها والسيطرة عليها.

الفرق  ين المشاعر والعواطف والاحاسيس :

يمكن القول :إن العواطف تنتج من عامل داخلي تقدم لنا المعلومات حول بيئتنا، فهي إشارات تصدر من أجسادنا، مثل ”اضطرابات“ المعدة أو ضيق الصدر. أما المشاعر فمثلها مثل العواطف تنبع من الداخل دون وجود عامل خارجي  فهي كيفية فهم تلك الإشارات، والتعبير عن  الأفكار  التي تكون لدينا بالكلمات التي نستخدمها لوصفها ،المشاعر طاقة كيميائية تفرزها الغدد الموجودة في الجسم  ،وأما الإحساس فهو ينتج عن عامل خارجي يؤثر على الشخص مثل الخوف أو اللمس.

المشاعر الأساسية موجودة في المنطقة الوسطى من الدماغ، مما يعني أنها لا تخضع لرقابة العقل الواعي وتتم إثارتها عن طريق ما نتعرض له من مواقف في محيطنا فكل شعور أساسي مبرمج ليطلق مجموعة من ردات الفعل الفيزيولوجية والتي تظهر على تعابير الوجه أو الجسم .

تمرين :

حاول تذكر حادثة أو موقف مررت به ثم حاول تذكر ايماءات وجهك و انفعالات جسدك .

قام العالم بول ايكمان بدراسة تعتبر المرجع الأساسي،و وجد أن ردات لغة الجسد الأساسية في كل المشاعر هي نفسها في كل العالم بغض النظر عن البيئة والتقاليد ،وحسب ايكمان فإن المشاعر فطرية وعالمية ولها دور مهم في البقاء حيث وضع قائمة من ستة مشاعر أساسية وعرفها بأنها مشاعر بدائية وهي :الفرح و الغضب والاحزان و الاشمئزاز و الدهشة والخوف ،وقد ضمن تلك القائمة تعابير الوجه .

الهورمونات المسؤولة عن المشاعر :

بما أن المشاعر طاقة كيميائية تفرزها الغدد المختلفة في الجسم .الهرمونات هي عبارة عن مواد كيميائية متنوعة، تُفرز داخل جسم الإنسان حيث تُنظم العديد من أنشطة الأعضاء ولها آثار كبيرة على عليها.

  • السيروتونين

ناقل عصبي هرمون كميائي يشارك في العديد من وظائف جسم الإنسان ،وهو ينقل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ والخلايا العصبية في الجسم،و  يساعد على تنظيم الحالة المزاجية فهو هرمون الرفاهية والسعادة و مشاعر الاكتئاب و الحزن والشعور بالوحدة،ويكون تعزيز السيروتونين  من خلال ممارسة الرياضة يومياً.

  • الدوبامين

ناقل عصبي، فهو  الهرمون الرئيسي في الشعور بالتحفيز والعزيمة كما أن له دوراً في  التركيز و الانتباه والذاكرة والقيادة والتحكم في العضلات، ويرتبط باليقظة والذاكرة والإدراك والسعادة ، ارتفاعه قد يؤدى إلى جنون العظمة،و انخفاضه يؤدي إلى الاكتئاب والاندفاع وتقلب المزاج وعجز الانتباه والسلوك القهري واللامبالاة وفقدان الرضا في أنشطة الحياة.

  • الكورتيزول

هرمون التوتر الأساسي، يتم إفراز الكورتيزول من قشرة الغدة الكظرية يسمح للجسم بالتركيز على الموقف المجهد فهو طاقة كيميائية يساعد على تنظيم وتنسيق مجموعة واسعة من الوظائف داخل أجسامنا، بما في ذلك:عملية الأيض.تنظيم ضغط الدم.التحكم في مستوى السكر في الدم.النوم.النمو.المناعة.المزاج.صحة العظام.التطور الجنسي والتكاثر

 

يعد السيروتونين أحد أهم النواقل العصبية الكيميائية التي تستخدمها خلايا الدماغ للتواصل فيما بينها ،كما أنه مهم لصحة ووظائف وأعضاء أخرى من الجسم ،ومن أهم وظائف هرمون السيروتونين أنه يعمل على تنظيم القلق والسعادة والمزاج ،وانخفاض مستوياته تؤدي إلى المعاناة والاكتئاب ،ولأجل ذلك فقد سمي بهرمون السعادة ،وهناك هرمونات أخرى مثل الإندورفين والدوبامي و الاوكسيتوسين تساعد على رفع هرمون السعادة في الجسم

  •  البروجسترون

هرمون يساعدك على النوم بشكل جيد ويمنع القلق و التهيج وتقلب المزاج ،وينظم مجموعة واسعة من الوظائف الفسيولوجية والبيولوجية بما في ذلك المزاج، الإثارة، العدوان، قدرات التفكير والذاكرة.

  •  الاستروجين

يؤثر على العواطف،و مرتبط بالحالة المزاجية الإيجابية، كما أن نقصانه أو زيادة مستواه في الجسم يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب. الاستروجين له وظائف عديدة في الجسم،  يحافظ على الجهاز التناسلي والخصائص الأنثوية لدى النساء، ويساهم في الحفاظ على صحة العظام،ويتواجد عند الذكور والإناث، لكنه ينتج بكميات أكبر في أجسام الإناث، فهو مسؤول عن التغيرات الفسيولوجية،وفي تنظيم الدورة الشهرية، و الإنجاب.

  • الأوكسيتوسين

يعرف باسم “هرمون الحب”، وهو مرتبط بمستويات الرضا عن الحياة.يلعب دوراً في فسيولوجيا المرأة وسعادتها.

  • الأدرينالين

هرمون الخوف،وهو مسؤول عن ردود أفعالنا الفورية عندما نشعر بالتوتر، يتم إنتاج ا هرمون الادرينالين في الغدد الكظرية عندما يرسل الدماغ رسالة مفادها أننا نواجه وضعا مرهقاً أو متوتراً.

  • البروجسترون

هرمون يساعدك على النوم، ويمنع القلق و التهيج وتقلب المزاج،ويساعد على الاسترخاء كما أنه مسؤول عن التوتر والاجهاد .

 

السعادة هي الهدف الذي نسعى إليه

إن السعادة التي نبحث عنها موجودة في دواخلنا

 

الحب بين العقل والقلب:

عندما نتحدث عن المشاعر لا بدّ من الحديث عن علاقة القلب والعقل بالشعور بالحب فمن المسؤول عن الحب بينهما ؟

وجد الباحثون أن لا علاقة لقلب بمشاعر الحب فهو عضلة تضخ الدم إلى أنحاء الجسم لا أكثر ولا أقل ،وأن الحب مصدره العقل ويتم إدراك الحب  من خلال الدماغ الأوسط و الهرمون المسؤول عن الحب هو هرمون الأوكسيتوسين.الحب عملية كيميائية تحدث بحدوث التغيرات الدماغيّة الناتجة عن شعور الحب .

 

من المهم أن نكون بحالة من الوعي لمشاعرنا التي تطلق طاقة كيميائية حسب المواقف والأحداث التي نمر بها، والوعي إلى مدي تأثيرها على صحتنا النفسية والجسدية وصحة علاقتنا مع محيطنا ، فالمشاعر الغير مدارة بطريقة سليمة يمكنها أن تؤثر سلباً على كامل الجسد، فعندما يتفاعل جسدنا مع مشاعرنا وأفكارنا يسمى هذا الرابط العقلي الجسدي .

المشاعر تعطينا نوع من الأمان و تزيد قدرتنا على التعايش مع الحياة ،إن المشاعر تساعد الناس على فهم و تحديد التغيرات الفسيولوجية والكيميائية التي تحدث في الجسم ، وهي الطاقة الكامنة التي تحرك مساراتهم ،إنها البوصلة التي توجههم في الحياة.