تعاني الأمهات مؤخراً من مشاكل ضعف التركيز والتشتت عند أطفالهم وصعوبة أداء المهام والواجبات المطلوبة منهم على الرغم من تأكيد الأمهات على سلامة أولادهم العقلية والجسدية و ذكائهم المرتفع ، لذلك تبحث الأمهات الواعيات عن أسباب ضعف التركيز والتشتت و الحلول العملية لهذه المشكلة وسنفصل في هذه المقال أسباب هذه المشكلة و طرق وأساليب زيادة التركيز ومنع التشتت عند الأطفال .
10 أعراض تدل على ضعف التركيز عند الأطفال :
- الشرود والسرحان وعدم الانتباه .
- عدم الإصغاء لتعليمات الوالدين أو المعلمة وتجاهلهم .
- ضعف في الذاكرة و صعوبة تذكر المعلومات و أداء متراجع في الاختبارات .
- التشتت بأصغر الأمور .
- عدم القدرة على إنجاز المهمات المطلوبة من الطفل أو عدم إكماله المهمة .
- الإدمان الرقمي : اي الإدمان على الشاشات والألعاب الالكترونية .
- إظهار سلوكيات الغضب والانفعال الشديد .
- عدم المشاركة والتفاعل في الصف .
- اللعب بشكل غير منظم وعدم إكمال لعبة قام الطفل بالبدء فيها .
- عدم قدرتهم على القيام بواجباتهم المدرسية وحدهم وصعوبة في الانضباط والتركيز والفهم أثناء الدراسة .
يجب الإشارة أنه ليس بالضرورة وجود جميع هذه الأعراض وأن ملاحظة الأم بعضها يدعوها للانتباه له و معالجته كي لا يتطور .
10 أسباب لضعف التركيز والتشتت عند الأطفال :
- مشاكل النوم : الأرق أو عدم تحقيق شروط النوم الجيد هي إحدى أهم أسباب ضعف التركيز والتشتت لأن النوم مهم للنمو البدني والذهني للأطفال ، ويبلغ متوسط مدة النوم حتى سن الثانية من العمر أربع عشرة ساعة، بينما يتراوح متوسط المدة بين إحدى عشرة وثلاث عشرة ساعة من سن الثانية إلى سن الخامسة. حيث أن الحد الأدنى للنوم الذي يحتاجه الأطفال في سن المدرسة هو 10-11 ساعة .
- القلق : إن التوتر والقلق الناتج عن محيط الطفل من ( خلافات عائلية ،قلق انفصال الأبوين ، نمط التربية السيء ، خبرات سلبية ..) تنعكس بشكل سلبي على تركيز الطفل و نشاطه وتسبب له الشرود والتشتت والسرحان .
- تأثير الشاشات والأجهزة و الألعاب الالكترونية : من أحد أهم وأخطر أسباب ضعف التركيز لأنه يدمر التفكير التخيلي و الإبداعي عند الطفل من خلال عرض الألعاب الجذابة والفيدوهات فائقة الدقة حيث أن نمو التفكير التخيلي عند الطفل في سن الخامسة مهم جداً كونه يعتبر المرحلة الثانية بعد التفكير الحسي ومرحلة تسبق وصول الطفل الى التفكير التجريدي فإن الاستخدام المفرط لجميع الأجهزة الحديثة والذي يزيد على (ساعة إلى ساعة ونصف الساعة يومياً) يضعف من هذه القدرة النمائية في الجانب الذهني، كما أن المشاهدات السريعة لمقاطع الصور في هذه الأجهزة والفيدوهات القصيرة ( shorts ‚reels .. ) يؤدي إلى تخزينها في العقل الواعي واللاواعي عند الطفل ويستمر عقله باسترجاعها حتى بعدما يتوقف عن اللعب والمشاهدة مما يسبب تشتته وضعف تركيزه ، كما أن الاستخدام المطول للهاتف سواء في اللعب أو التصفح او مشاهدة الفيديوهات يجعل المخ يُفرز مادة كيميائية تُسبب حالة من السعادة للطفل، وهي نفسها المادة التي يُفرزها المُخ في حالة المُخدرات، الأمر الذي يجعل الطفل يريد قضاء المزيد من الوقت أمام شاشة الهاتف ويسبب له الإدمان الذي يفقده التركيز في معظم نشاطات الحياة حوله ويمنعه من التفاعل الطبيعي مع محيطه .
- قلة النشاط البدني : حيث أن النشاط البدني وممارسة الرياضة أساس لتنشيط الدورة الدموية و تحفيز خلايا الدماغ وبالتالي قلة النشاط البدني والحركة تسببان خمول الأداء الذهني و ضعف التركيز .
- العوائق الصحية : قد يغفل الأهل عن وجود بعض المشاكل الصحية عند طفلهم التي تسبب بشكل كبير ضعف تركيزه مثل بعض مشاكل السمع و البصر و النطق واضطرابات مثل نقص الانتباه و فرط النشاط (ADHD) .
- الطرق والأساليب التعليمية الخاطئة أو غير الجذابة أو عدم توفر المواد والأدوات التعليمية المحفزة و المشجعة للطفل .
- شعور الطفل بأن المواد والمهمات معقدة و صعبة و غير قابلة للحل ومشاعر القلق من الامتحان مما يضعف تركيزه ويجعله يتشتت مع أصغر الأمور .
- صعوبات التعلم: إذا لوحظ على الطفل تأخره عن مستوى الأطفال الذين في عمره و صعوبة أداءه للمهارات الأساسية المناسبة لعمره فذلك سبب رئيسي لضعف التركيز والتشتت .
- البيئة المنزلية الفوضوية التي يعيش فيها الطفل من حيث عدم الاستقرار أو قلة التنظيم والفوضى وعدم قدرة الأهل على ضبط قوانين المنزل و تحديد روتين سليم يراعي أعمار أطفالهم واحتياجاتهم أو الضجيج والصراخ مما يؤثر سلباً على تطور دماغ الأطفال و تركيزهم .
- سوء التغذية : إن غذاء الطفل يحدد إلى حد كبير صحته وعاداته الغذائية مدى الحياة، ذلك أن التغذية المثلى تحسن قدرة الطفل على التعلم وأداء واجباته المدرسية ، كما أظهرت العديد من الدراسات أن حالة التغذية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على القدرات الذهنية لدى الأطفال في سن المدرسة ، كما أن تناول السكريات والأطعمة المصنعة مثل الحلويات والوجبات السريعة قد يسبب ضعف في الوظائف الإدراكية عند الأطفال .
طرق وأساليب علاج ضعف التركيز عند الأطفال :
- تحقيق شروط النوم الجيد: بداية من موعد الاستيقاظ والذهاب إلى النوم باكراً و منع السهر بالإضافة إلى توفير بيئة هادئة و مظلمة ومريحة لطفلك مما يساهم في نمو دماغه بشكل سليم .
- التغذية السليمة : تبين الدراسات العلمية أنه كي يعمل الدماغ بكفاءة يحتاج إلى وجبة غذائية متكاملة ومتوازنة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن والماء ومضادات الأكسدة، كما يجب التأكد من شرب الطفل للماء ليس صيفاً فحسب بل في باقي المواسم أيضاً وذلك يزيد من تركيز الطفل وذكائه وقدرته على التعلم.
- تقسيم المهمات الكبيرة إلى صغيرة وتطبيق ذلك في الواجبات المدرسية والأعمال المنزلية لأن القيام بمهمة على مراحل أو على مستوى مبسط يحقق الشعور بالإنجاز عند الطفل ويسهل الأمر المعقد في ذهنه .
- الاستماع إلى رغبات طفلك وفهم أفكاره ووجهة نظره كي يتسنى لك معرفة أسباب تشتته وبالتالي تقديم الحلول المناسبة لمشكلاته و عدم التسرع في الأحكام.
- تخصيص وقت استراحة بين المهمات : من خلال وضع فواصل راحة وترفيه بين المهمات أو عندما يتعب الطفل كي تجعله يتقبل المهمة و تمنعه من التوتر وتخفف من الضغط عليه .
- تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة والتمارين يومياً لتحسين الطاقة والتركيز .
- استعمال جمل المدح والتشجيع عند أداء الطفل المهمة المطلوبة والثناء على الجهد الذي قام به و تعزيز ذلك عن طريق نظام المكافآت والعقوبات لتعليمه الانضباط والمسؤولية في تأدية مهامه وبالتالي يدفعه ذلك لزيادة التركيز رغبة في النجاح والإنجاز .
- تعليم الأطفال مهارة حل المشكلات : يميل الأهل لتسهيل الحياة على أطفالهم ومساعدتهم في حل مشاكلهم وذلك للأسف يسبب الضرر ويقلص قدرتهم وتركيزهم في إيجاد الحلول و التغلب على المشكلات .
- حث الطفل على تنظيم مهماته وتقييمها ومراقبة إتمامها بنفسه وتنظيم روتينه اليومي من خلال جداول تحفيز ملونة جذابة و تطبيقات ذكية تشجعه على أداء واجباته وتكسبه مهارة إدارة الوقت .
- تغيير الأسلوب التعليمي الجاف والممل إلى أسلوب شيق وسهل عن طريق المسابقات والتعليم التفاعلي بحيث يجعل الطفل يتقبل المعلومة و اتباع نظام النقاط لتحصيل المكافأة عند إنجازه للمهمة بتركيز و دون شرود أو تشتت .
- حث الطفل على العصف الذهني : من خلال جلسات تتضمن سؤال مفتوح يجب على الأبناء محاولة توليد الأفكار للإجابة عنه سواء شفهياً أو كتابياً دون أي ضغوط خارجية وهذه العملية مهمة جداً لتفعيل التفكير الإبداعي و منع التشتت و زيادة التركيز لإيجاد حلول مبتكرة وخارج الصندوق .
- إزالة المشتتات : كالتلفاز و الهواتف المحمولة فإن الإشعارات والرسائل النصية تقطع التركيز وتسبب نقص الانتباه ، كما ينبغي تحديد وقت للشاشات يتناسب مع عمر الطفل ، وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) ، حتى سن الثانية ، يجب ألا يكون الطفل على اتصال بالشاشات ، بما في ذلك الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية .
- ألعاب الذكاء : تساهم الألعاب العقلية في تحسين مستوى التركيز من خلال تنشيط المخ و التفكير بطرق تحليلية و غير تقليدية فكما تساعد الرياضة في تنشيط الجسم تساعد ألعاب الذكاء في تحفيز الدماغ و خصوصاً في مرحلة الطفولة ومن أشهر هذه الألعاب :
- لعبة سودوكو : لعبة ممتعة ومثيرة تساعد في تنمية وظائف المخ وتقوية التركيز، تتضمن شبكة بداخلها بعض الأرقام والباقي فارغ وهنا مهمة الطفل بملئ جميع الأرقام المفقودة شرط عدم تكرار الرقم في نفس الصف أو العمود فالسمة المميزة لهذه اللعبة أنها تتتحدى طفلك للتفكير في 3 أو 4 خطوات إلى الأمام وتنمي ملكة التخطيط الذهني .
- لعبة الذاكرة Memory cards : تعتبر هذه اللعبة من الألعاب الموصى بها عالمياً وهي عبارة عن بطاقات من الصور يسمح للطفل بكشف بطاقتين بداية ثم عليه الكشف عن جميع البطاقات المتشابهة من خلال عملية التذكر وتحتاج إلى تركيز عالي لمنع فتح بطاقة خاطئة .
- ألعاب البازلز puzzles : من الألعاب المسلية و المهمة التي تزيد التركيز والتناسق في العمل بين العين واليد كما تبني التفكير المكاني للطفل وتعزز عنده الاهتمام بالتفاصيل كما يعتبر تجميع اللغز تمرينا كاملا للدماغ، يستخدم فيها الطفل كلا الجانبين من الدماغ، الأيسر والذي يعتبر الجانب المنطقي والمنهجي، والأيمن المسئول على الجانب الإبداعي والعاطفي، وهذا ما يساعد على تنشيط كلا الجانبين مما يمكنهما من التواصل والعمل مع بعضهما البعض، ويمكن أن يساعد القيام بهذه الأنواع من الأنشطة في منع التدهور المعرفي.
- لعبة المتاهة The Maze : لعبة ممتعة قد يظنها الطفل بسيطة لكنها تخلق عنده تحدياً من خلال الخطأ و إعادة المحاولة فتجبره على التركيز وإيجاد المسار الصحيح .
في النهاية يجب التأكيد على ضرورة تحلي الأهل بالصبر و الالتزام بخطة تربوية تمنع الطفل من التشتت واستخدام تقنيات تزيد من تركيزه وفي حال ازدياد الحالة يجب استشارة الطبيب أو المختص النفسي .
التعليقات 0
اضف تعليق