التين الشوكي (الصبّار)
يشبه كثيراً من الأشخاص الذين نلتقيهم فيبدون من الانطباع الأول فظّين، لكن بعد أن نعرفهم أكثر و نرى تصرّفاتهم ونراقب ردود أفعالهم في مواقف كثيرة يتبيّن لنا أنّ قلبهم نقيّ يفيض حناناً ومحبّةً، هكذا هي حال فاكهتنا: تلك الفاكهة الصيفيّة حلوة المذاق، والتي يغلّفها غلاف مملوءٌ بالأشواك تتنوّع ألوانه بين الأخضر والأصفر والأحمر، أمّا لبّها فليّنٌ رطبٌ يكاد يذوب في الفم، تتخلّله بذورٌ صغيرةٌ صالحة للأكل ولها فوائد عدّة، تلك الثّمرة التي نسبها البعض إلى الهند واعتبرها موطنها الأصليّ، وبعضهم قال: إنّ موطنها الأصليّ هو المكسيك وجزر الكناري، كما تنتشر بشكلٍ كبيرٍ في الوطن العربيّ.
وفي هذا المقال سنتعرّف على أسماء التين الشوكي المتنوّعة، وسنقوم بنظرةٍ خاطفةٍ إلى طرق زراعته وريّه وألوان ثماره، ومن ثَمّ سننتقل لاكتشاف11 فائدة مذهلة لم نكن نعرفها عنه، ومهمّة لصحّة الكلى والكبد والبشرة والجهاز الهضمي والجهاز المناعي، ودورها في المساعدة على إنقاص الوزن وتقليل مستويات الكوليسترول الضارّ في الدمّ، وتعزيز صحّة القلب والأوعية الدمويّة والأعصاب والعضلات والعظام والأسنان، وتقليل مستويات القلق والتوتّر وزيادة المشاعر الإيجابيّة والسعادة، والوقاية من العديد من أنواع السرطانات.
فالثّمرة الواحدة منه تعدّ مخزناً لكثير من العناصر الغذائيّة المفيدة والمهمّة للجسم بكامله، لذلك يجب أن ندخل هذه الفاكهة في نظامنا الغذائيّ ونستفيد من فوائدها قدر الإمكان، فهيّا بنا لنكتشف هذه الفوائد والقيم الغذائيّة والأسرار التي تخبِّئها لنا هذه الفاكهة اللّذيذة.
التين الشوكي وكيفيّة زراعته:
إنّ أفضل وقت في السنة للحصول على ألواح التّين الشوكي وزراعتها هو شهر أيلول (سبتمبر) إذ يتمّ قطع جزء من الألواح الكبيرة الأساسيّة ثمّ وضعها في مكانٍ مظلمٍ، ثمَّ زراعتها، وتتمّ الزراعة بثلاث طرق:
-
الزّراعة عن طريق الكتف:
وهو مجموعة من الألواح ملتصقة ببعضها البعض، عددها من اثنين إلى ثلاثة، إذ يتمّ غرس اللّوح الأخير في التربة بكامله تقريباً؛ لضمان الحصول على بذور كافية قادرة على تغذية الألواح الموجودة، ويسهم ذلك بتسريع عمليّة الإثمار، إذ يمكننا الحصول على بعض الثّمار في الشهر الثاني أي في شباط (فبراير) من السنة التالية.
-
الزّراعة عن طريق اللّوح الواحد:
تتمّ عن طريق اقتطاع لوح من الكتف، وغرسه.
-
الزّراعة عن طريق جزء من اللّوح:
وهذه الطريقة عليها محاذير كثيرة وغير محبّبة إلّا عند الضرورة.
التين الشوكي:طرق ريّه وأسماؤه:
كما يحتوي الصبّار على مجموعة من المركّبات الفسيولوجية التي تساعده على العيش في بيئة جافّة وظروف قاسية، فهو النبات الذي يحتاج أقل كميّة من الماء، وتتمّ سقايته بطريقتين:
-
الريّ بالتنقيط:
يتمّ مرّة أو مرتين في الأسبوع.
-
الرّي بالرّشّ:
يتمّ مرّة كل خمسة عشر يوماً، وهذه الطريقة أفضل لأنها تشمل المنطقة الواسعة التي تنتشر فيها البذور كلّها.
أمّا أسماؤه فتختلف من بلدٍ عربيّ لآخر:
- ففي الجزائر يُسمّى : كرموس النّصارى.
- وفي العراق وسورية يُدعى: صبّار.
- وفي لبنان: صبّير.
- وفي تونس وليبيا: الهنديّ.
- وفي السعويّة يُسمّى: البرشومي.
- وفي اليمن: البلس أو التينة.
- أمّا في مصر فيُسمّى: الشوكي.
ألوان التين الشوكي وفوائده:
تكون ثمرة التين الشوكي خضراء اللون قبل نضوجها، وبعد أن تنضج تتلوّن بالأصفر المائل للبرتقالي أو الأحمر الأرجوانيّ، وكلا النّوعين جيّدان ومرغوبان، لكن الفرق بينهما أنّ طعم التّين الشّوكي الأحمر فيه بعض الحموضة، أمّا الأصفر فطعمه سكريّ أكثر، فلكلّ نوعٍ منهما عشّاقه ومتذوّقوه، فسبحان من أخرج لنا نباتاً مختلفاً ألوانه وطعمه.
والتّين الشّوكي كنزٌ ثمين غنيّ بالعناصر الغذائيّة المهمة لصحّة الجسم،له فوائد صحية مذهلة سنكتشفها معاً وهي:
1- فوائد التين الشوكي للكبد:
يحتوي التّين الشّوكي على مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الكبد من التلف، وتعزّز وظائفه، وتنظّم مستوى السّكر الذي يُعدّ مُهمّاً لعمل الكبد بشكلٍ صحيحٍ بعيداً عن الإجهاد وتحدّ من الالتهابات التي تعتبر من العوامل الأساسيّة لأمراض الكبد المزمنة، كما يساعد التّين الشّوكي على محاربة الجذور الحرّة التي تسبّب تلف الكبد.
2- فوائد التين الشوكي للكِلى:
يُعدّ مفيداً لصحة الكلى، إذ يساهم في تعزيز وظائفها وحمايتها من التّلف، وزيادة
تدفّق الدمّ المحمّل بالأوكسجين إليها، كما يقي من تكوين حصوات الكلى لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف والماء، وهذان العنصران يدعمان صحّة الكلى ويحافظان على كفاءتها، إضافةً إلى أنّه يعمل على خفض ضغط الدمّ المرتفع الذي يُعدّ من المسبّبات الرّئيسة لأمراض الكلى.
3- التين الشوكي مُخفِّض لمستويات الكوليسترول ومُعزِّز لصحّة القلب:
لانّه يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف ومضادّات الأكسدة، فإنّه يساهم في تخفيض مستويات الكوليسترول في الدّم، وخاصةً الكوليسترول الضّار، ويساعد على السيطرة على شحوم الدّم والتي تتمثّل بارتفاع معدل الكوليسترول في الدّم، ممّا يعزّز صحّة القلب والأوعية الدّمويّة ويقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب المزمنة.
4- التين الشوكي صديقٌ لمتّبعي الحميات الغذائيّة والدّايت:
إنّه مناسب جدّاً لأوقات الحميات الغذائيّة والدايت، إذ يحتوي على سعرات حراريّة قليلة، فتحتوي الثّمرة الواحدة منه على 30 سعرة حراريّة تقريباً، كما يُعتبر مصدراً جيّداً للألياف التي تساعد على تعزيز الشّعور بالشّبع وبالتالي تخفيض الوزن، وتحسين عمليّة الهضم، وتقليل امتصاص السكريّات في الجسم.
5- التين الشوكي غنيّ بالمعادن والفيتامينات الضروريّة للجسم:
هو فاكهةٌ غنيّةٌ بمضادّات الأكسدة التي تقي من تكوّن الخلايا السرطانيّة، كما أنّه مصدرٌ مهم جدّاً للفيتامينات والمعادن مثل (فيتامين c، الكالسيوم، الحديد، النحاس)، والأملاح المعدنيّة مثل المغنيسيوم، والبوتاسيوم الذي يعدّ مهمّاً لتنظيم ضربات القلب، وتنظيم كمية السّوائل في الجسم، إضافةً إلى أهمّيته لعمل العضلات والأعصاب.
6- التين الشوكي علاجٌ للبشرة:
التين الشوكي غنيّ بالأحماض الدهنيّة و(الأوميغا 3) و(الأوميغا 6) اللّذين يغذّيان البشرة، كما يساعد على ترطيب البشرة ومكافحة بعض أنواع البكتيريا التي تسبّب حبّ الشّباب، وتقليل التصبّغات والهالات السّوداء التي تشكّل هاجساً للنّساء بشكلٍ خاصّ.
ويحتوي على عناصر غذائيّة مُهمّة تساهم في تفتيح لون البشرة ومكافحة علامات الشّيخوخة مثل فيتامين (EوK) اللذين يساعدان على تنعيم البشرة ومنع تكوّن التجاعيد والخطوط الدّقيقة مما يؤدي إلى تأخير ظهور علامات الشّيخوخة.
كما يساهم التّين الشّوكي والزيت المستخلص منه بما يحتويه من عناصر غذائيّة أخرى مهمّة في تعزيز إفراز الكولاجين وتحسين مرونة أنسجة البشرة وتجديد خلاياها، إضافةً إلى أنّه يساعد على تسريع تعافي البشرة المصابة بالجروح والنّدوب وإصلاح التلف الذي أصابها، مما يمنحنا بشرة ناعمة أكثر نضارةً وشباباً، والخبر الجيّد للنّساء أنّ هناك العديد من مستحضرات التّجميل والكريمات والسيرومات والماسكات المصنوعة من خلاصة ثمرة التين الشوكي.
7- التين الشوكي صديق للجهاز الهضميّ:
نظراً لاحتواء التين الشوكي على نسبة ٍ عاليةٍ من الألياف التي تسهّل مرور الطّعام في الجهاز الهضميّ، وبالتالي تحسين عمليّة الهضم، وتنظيمها ممّا يقلّل من حدوث الانتفاخ والإمساك، كما أنّ بذوره الصّغيرة مفيدةٌ جدّاً لتنظيف الجهاز الهضمي، تغنينا عن استعمال الأدوية والمنظّفات الاصطناعيّة الخاصّة بتنظيف الجهاز الهضميّ.
8- التين الشوكي يقلّل مستويات التوتّر ويسبّب السّعادة:
التين الشوكي غنيّ بعنصر البوتاسيوم الذي يعدّ من أهم العناصر الغذائيّة لتقليل التوتّر والقلق، وتحفيز النّشاط العصبي للدّماغ من خلال السّماح للمزيد من كميّات الأوكسجين بالوصول إلى الدماغ.
ومنع حدوث تشنّجات العضلات والمحافظة على وظيفة الأعصاب والعضلات المثلى، إذ يعمل كمهدّئ للأعصاب وينشّط الجسم، ويساعد على الشّعور بالاسترخاء ويحسّن ردّات الفعل، مما يجعلنا نشعر بمشاعر جيّدة، وتزيد طاقتنا الإيجابيّة وتصبح سعادتنا أكبر.
9- التين الشوكي أفضل مرطّب للجسم في فصل الصّيف الحارّ:
يقي التين الشوكي من الجفاف الذي يصيب الجسم في أوقات الصيف الحارّ، نظراً لاحتوائه على نسبةٍ عاليةٍ من الماء والأملاح، فإنّه يحدّ من هذا الجفاف الذي يعاني منه أغلبنا في فصل الصّيف وخصوصاً من يضطرهم عملهم الشاقّ إلى الوقوف ساعاتٍ طويلةٍ تحت أشعّة الشمس الملتهبة،وبالتالي تفقد أجسامهم كميّات كبيرة من السوائل التي يجب تعويضها لاستعادة الترطيب المناسب للجسم.
10- التين الشوكي يقوّي العظام والأسنان ويعالج الغضاريف:
يحتوي التين الشوكي على الكالسيوم الذي يلعب دوراً مهمّاً في تكوين أنسجة العظام ويمنع حدوث الاضطرابات العظميّة كالهشاشة، كما يقلّل حدوث مشاكل في الأسنان، إضافةً إلى أنّه يحتوي على العديد من الزيوت، والكولاجين وفيتامين C بكميّات كبيرة، ممّا يساهم في معالجة الغضاريف.
11- التين الشوكي يقوّي جهاز المناعة ويقي من خطر الإصابة بالسّرطان:
التين الشوكي مخزن جيّد لفيتامين C، ومضادّات الأكسدة مثل(الفلافونويد، الكيرسيتين، المركّبات الفينوليّة) التي تعزّز صحّة جهاز المناعة، وتعزّز إنتاج كريّات الدّم البيضاء التي تعتبر خطّ الدّفاع الأهمّ في الجسم لمحاربة الخلايا السرطانيّة.
إذ يحارب التين الشوكي بعض أنواع السّرطانات مثل (سرطان البروستاتا، وسرطان الثّدي، وسرطان المعدة والبنكرياس، وسرطان عنق الرّحم) فهو يحارب الجذور الحرّة التي تحوّل الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانيّة خبيثة.
وفي الختام فقد اطّلعنا على السّيرة الذاتيّة للتين الشوكي، والتي تضمنّت أسماءه المختلفة في العديد من الدّول العربيّة، وأعطتنا لمحة عن طريقة زراعته وريّه وألوان ثماره المتباينة بين الأصفر والبرتقالي والأحمر، وكشفت لنا عن بعض فوائده الغذائيّة المهمّة لصحّة الكبد والكلى، ودوره في تخفيض مستويات الكوليسترول في الدّم، وإنقاص الوزن، وتغذية البشرة وتنعيمها وتأخير ظهور علامات الشّيخوخة، وتقوية العظام والأسنان وترطيب الجسم ووقايته من الجفاف صيفاً، وتقليل مستوى القلق والتوتّر وزيادة مستوى السّعادة والاسترخاء.
وتأثيراته الإيجابيّة في الصحّة العامّة، وتقوية الجهاز المناعيّ في الجسم ومحاربة أنواع كثيرة من السّرطانات الخطيرة، و وذلك لكونه مخزوناً مملوءاً بالفيتامينات والمعادن ومضادّات الأكسدة والماء والألياف والعناصر الغذائيّة الأخرى، والآن أخبرونا ما تعرفونه عن هذه الفاكهة، وماذا تُسمّى في بلادكم؟
اقرأ أيضاً: التين الشوكي فوائد عديدة ورائعة-ويب طب
التعليقات 0
اضف تعليق