التلوث من أكثر المشكلات البيئية التي يعاني منها عالمنا اليوم فنلاحظ الكثير من الدول تعاني من النفايات وتقف عاجزة حيال ذلك، فظهرت حركة إعادة التدوير للحد من التلوث المتزايد والاستنزاف المستمر للموارد البشرية وبذلك يخطو عالمنا نحو مستقبل أكثر استقامة

حيث تعطى المواد المستخدمة حياة جديد وتكون هذه المواد مصدرًا جديدًا للمادة نفسها.

في هذه المقالة سنتعرف على مفهوم إعادة التدوير،أنواعها،المواد التي يمكن إعادة تدويرها، وفوائدها، كيف لكل منا أن يسهم بناء عالم أكثر خضرة.

إعادة التدوير

مفهوم إعادة التدوير:

المقصود بإعادة التدوير هو إعادة استخدام المخلفات، لإنتاج مواد جديدة أقل جودة من المنتج الأصلي تستخدم في صناعة المنتجات ،وهي آلية موجود منذ القدم في الطبيعة، ففضلات بعض الكائنات الحية تعتبر غذاء لكائنات حية أخرى، وقد مارس الإنسان عملية استرجاع النفايات منذ العصر البرونزي، حيث كان يذيب مواد معدنية لتحويلها إلى أدوات جديدة

أنواع إعادة التدوير

تتضمن عملية إعادة التدوير نوعين رئيسيين، وفيما شرح موجز عن كل نوع منهما.

إعادة التدوير الداخلية:

تعتمد عمليات تجديد استخدام المواد الناتجة من مُخلفات عمليات التصنيع، فعند صناعة أنابيب النحاس على سبيل المثال يتمّ تجميع العديد من المواد الزائدة عن عملية التصنيع، وصهرها وتحويلها إلى مُنتج جديد.

إعادة التدوير الخارجية:

تُعنى بجمع المواد المُستهلكة و القديمة ثمّ استخدامها لإنتاج سلع جديدة، كعملية تجميع المجلات والصحف القديمة، ثمّ استخدامها في تصنيع منتجات ورقية جديدة.

أهم العناصر المعاد تدويرها

تضم عمليات إعادة التدوير العديد من المواد المختلفة وفيما يلي تفصيل لتلك المواد:

 المعادن:

يمكن إعادة تدوير النفايات المعدنية عدة مرات دون أن تفقد جودتها من خلال العمل على صهرها، وصبها في أشكال جديدة .

كما يجب تحضير النفايات المعدنية بشكل صحيح من خلال:

1. إزاله الشوائب أو أي عناصر غير معدنية مثل البلاستيك.

2. وفصل الأنواع المختلفة من المعدن .

وبذلك يكون المعدن بأعلى جودة، ويمكن استخدامه بسهولة قبل إعادة تدويره.

من هذه الأنواعع لب الالمنيوم:حيث يمكن تحويل العلب القديمة إلى أن علب جديدة، الأمر الذي يخفض من كمية الطاقة اللازمة لصناعة هذه العلبرقائق الالمنيوم:تدخل في العديد من الصناعات المختلفة،كتلك التي يتم استخدامها في تغليف الأطعمة أو وضعها على البتوغاز لبقائه نظيفا.علب الصفيح والألعاب الفولاذية:من خلال إدخالها في افران خاصة ودمجها مع العلب الجديدة.الفولاذ:حيث تعد بقايا السيارات والمباني القديمة الوارد الأساسي للفولاذ الذي يتم إعادة تدويرها، وتتم عملية التدوير بصهر الفولاذ وتحويله إلى صفائح ضخمة، يدخل في العديد من الصناعات كمواد البناء وهياكل السيارات.استخدام النحاس المعاد تدويره في الأسلاك الكهربائية والسباكة.

كما يستخدم النحاس والرصاص في تركيبات السباكة والآلات الموسيقية والبطاريات والأسقف والوقاية من الإشعاع.

كما نلاحظ إعادة تصنيع المعادن مورد هام يقلل من الحاجة إلى المواد الخام الجديدة ،ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويقلل من التأثير السلبي على البيئة.

البلاستيك

ادى استهلاك البلاستيك المتزايد في الآونة الأخيرة إلى ظهور المشاكل البيئية، فأصبح من الضروري إيجاد طريقة للتخلص من البلاستيك القديم المستعمل.وخاصة أن البلاستيك يتكون من مواد غير قابلة للتحليل مع مرور الوقت.

وتتم إعادة تدوير البلاستيك من خلال اتباع الخطوات الآتية

1. فرز الرموز الموجودة في قاع العلب البلاستيكية ،حيث يوجد تقريبا سبع رموز.
2. تقطيع البلاستيك إلى قطع صغيرة، وتنظيفها تماما من الشوائب العالقة .
3. تذويب القطع البلاستيكية و ضغطها، حتى تصبح حبيبات بلاستيكية صغيرة يمكن استخدامها مرة اخرى.

وتمر عملية التصنيع بمرحلتين:

مرحلة الحقن ويتم فيها حقن الحبيبات داخل قوالب.

والقولبة أو تشكيل البلاستيك.

ولابد من الذكر أن هذه العملية تسهم في الحفاظ على الموارد البيئية، والحفاظ على الصحة العامة من خلال منع التلوث من الغازات السامة المنبعثة عند استخدام المواد الخام.

أقرأ أيضا إدارة تدوير النفايات

 الورق

هي عملية إعادة تصنيع واستخدام المخلفات الورقية, حيث يتم جمع الورق المستعمل من المؤسسات والمدارس والهيئات, وإرساله إلى مصانع الورق والكرتون التي تعمل على إعادة تصنيعه وبيعه على مستوى السوق المحلي أو الأسواق العربية المجاورة.

لا يتم إعادة تدوير جميع أنواع الاوراق، فهناك أوراق لا تقبل إعادة التصنيع كالأوراق الصحية والأوراق الملونة كالأغلفة.

ولابد من ذكر مجموعة الخطوات التي تنتهي إلى إنتاج منتجات يمكن الاستفادة منها

وهي على الترتيب التالي:

• الجمع : جمع الورق المستعمل من المؤسسات والمدارس والهيئات.

• الفرز : يعتبر أهم مرحلة في إعادة تصنيع الورق، للحصول على نوعية جيدة من الورق يتطلب الفرز الجيد.

• التقطيع : تقطيع الورق إلى شرائح رقيقة ومتجانسة بواسطة آلة القطع.

• الغسل : يتم غمر الورق المقطع في أحواض مائية.

• الخلط : خلط الورق المقطع بواسطة جهاز الخلط للحصول على العجينة.

• التشكيل : يشكل الورق بطرق مختلفة حسب المنتج المطلوب.

• التجفيف : يتم تجفيف الورق المشكل..

تساعد هذه العملية  في التخلص من الورق بطريقة بيئية سليمة, مما يساعد على حماية البيئة من التلوث.

الحفاظ على الموارد الطبيعية نتيجة انخفاض الطلب على المواد الخام، وبالتالي الحفاظ على الغابات مما يساعد على حماية الغلاف الجوي من غاز الكربون.

مصر يوفر 74% من الطاقة

ويقلل35%من تلوث المياه

ويقلل 71%من تلوث الهواء

 الزجاج

إعادة تدوير الزجاج هي عملية إعادة تصنيع الزجاج القديم والمستعمل وتحويله إلى منتجات زجاجية جديدة للاستخدام.

وإليك الخطوات التي يتم وفقها عملية التدوير:

1.  جمع الزجاج المستعمل في المنازل و الشركات و المطاعم في صناديق خاصة، يتم وفقها فصل الزجاج حسب النوع واللون.
2. التنظيف والتحضير: وتعد خطوة هامة لضمان جودة الزجاج المعاد تدويره، حيث يتم تنظيف العبوات الزجاجية من الشوائب العالقة عليها كاللاصقات والأغطية والأطعمة.
3. التكسير والتصنيف: بعد تنظيف الزجاج يكسر إلى قطع صغيرة تعرف ب (الكلينكر), تصنف حسب الحجم مما يسهل عملية الصهر.
4.  الصهر وإعادة التشكيل حيث يتم التسخين في أفران خاصة تصل درجة حرارتها إلى 1500درجة مئوية لينصهر ويتحول لسائل بعد ذلك يتم يصب في قوالب لإنتاج منتجات زجاجية جديدة كالعلب الزجاجية وألواح الزجاج .
5.  التبريد والمعالجة النهائية: يتم تبريد الزجاج تدريجيا لتجنب الشروخ أو الكسر وتشمل المعالجة النهائية عمليات القطع ،الطحن، التلميع، لتحسين جودة ومظهر المنتجات النهائية.
6.  الفحص والتعبئة: يتم فحص المنتجات قبل التعبئة لضمان مطابقة للمواصفات لمعايير الجودة

ولابد من القول أنها عملية مفيدة بيئيا واقتصاديا تساعد في بناء مستقبل أكثر استدامةمستقبل أكثر استدامة من خلال توفير الطاقة و تقليل تلوث الغلاف الجوي بغاز ثاني أوكسيد الكربون نتيجة استخدام المواد الخام.

أنواع المواد المراد إعادة تدويرها

أهمية إعادة التدوير

تعزيز الاقتصاد:

من خلال خلق فرص العمل لمئات الشباب برواتب جيدة،فمثلا في كاليفورنيا الأمريكية توفر هذه العملية مايقارب 85 ألف فرصة عمل على مستوى الولاية، بالإضافة لانخفاض تكلفة المنتجات المصنعة من مواد معاد تدويرها.

تعتبر عملية إعادة تدويرا لورق اقتصادية من الدرجة الأولى، حيث تساعد في تقليل الواردات من المواد الخام اللازمة لصنع الورق, وتوفر فرص عمل للشباب.

الحفاظ على الموارد الطبيعية

الحفاظ على الموارد الطبيعية نتيجة انخفاض الطلب على المواد الخام، وبالتالي الحفاظ على الغابات مما يساعد على حماية الغلاف الجوي من غاز الكربون.

الأردن يقلل 95% من تلوث الهواء

تقليل استهلاك الطاقة للصناعات الجديدة

 فعلى سبيل المثال يمكن توفير 60%من كمية الطاقة اللازمة لإنتاج المعادن ، و 70% من الطاقة لإنتاج البلاستيك.

الحفاظ على البيئة من التلوث

التقليل من انبعاث الغازات السامة كغاز الميثان الناتج عن تحلل النفايات الموجودة في المكبات, و ثاني أكسيد الكربون الناتج من استخدام بعض المواد الخام في عمليات التصنيع كالفحم والغاز.

تجارب دولية ناجحة

تُعَدّ دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة رائدة في مجال إعادة التدوير؛ إذ تعكس سياساتها التزامها بحماية البيئة، وتعزيز الاستدامة من خلال وضع أحكاماً خاصَّة لترخيص المُنشَآت العاملة في هذا المجال، وهذا يعكس رؤية الدولة نحو تحقيق الفوائد البيئية والاقتصادية المُترتِّبة على عمليات إعادة التدوير، وتعزيز الوعي البيئيّ في المجتمع.

كيفية تطبيق إعادة التدوير في الحياة اليومية

1.  من خلال تقديم نصائح للأفراد حول كيفية فرز النفايات حيث تخصص صناديق خاصة لفرز المواد المعاد تدويرها في الأماكن العامة لتصبح قريبة من الجميع فيشاركون في هذه العملية.
2. تشجيع استخدام المنتجات المعاد تدويرها نظرا لقلة تكلفتها بالنسبة للمواد المصنعة من المواد الخام كالأكياس البلاستيكية.
3. أهمية تقليل الاستهلاك وشراء المنتجات المستدامة من خلال رفع تكلفتها.

مماسبق نجد أن عملية إعادة التدوير لها نتائج إيجابية على العالم من خلال الحفاظ على البيئة نظيفة من التلوث ،وتأمين المواد الأولية لتصنيع منتجات جديدة بتكلفة أقل وبجودة عالية.

لذلك نجد أهمية زيادة الوعي لدى الأطفال من قبل البالغين، والقيام بفرز النفايات ووضعها بالمكان المخصص لكل نوع، ويساعد مكتب الاستشارات البيئة على زيادة الوعي البيئي، وإدراك أهمية إعادة التدوير في المحافظة على البيئة وحمايتها.